شبكة ذي قار
عـاجـل










أصبحت الرؤيا أكثر وضوحا للذين يريدون أن يتبينوا الحقائق بعد معايشة تجربة ثورة تموز وما حققته من إنجازات ومكاسب للشعب العراقي , وتجربة الإحتلال الأميركي للعراق وعملائه الذين أتت بهم لإتمام مشروعها الترويضي للأمة العربية , فأفسدوا الزارع والحصاد والحصيد , ونهبوا ثروات البلاد , وأشاعوا الفساد الذي لم يألفه العراق من قبل لم تكن ثورة تموز إنقلابا عسكريا كما يحلو للبعض وصفها , هدف قادتها الوصول إلى السلطة وإنما كانوا مفعمين بنظرية الإنقلاب الجذري الشامل , أي التغيير الشامل لكل مناحي الحياة وفي كل المجالات السياسية والإقتصادية والتوجه القومي وتقاسم رغيف الخبز مع الأشقاء العر الذين يعانون من شحة الموارد وازدياد البطالة , وانخراطهم في معارك التحرير ضد العدو الصهيوني والقوى الطامعة . وقد جاء الدليل على ذلك سريعا , وبشهادات الأمم المتحدة ومؤسساتها لتؤكد أهمية الإنجازات التي حققتها الثورة , وفي مدة زمنية قياسية , ورغم الخجل الذي ينتابنا من تكرار ذكر الأمثلة إلا أننا نرى أنفسنا مرغمين على ذلك لأن هناك من ما زال ينكر ذلك ولهذا نقدم بعضها مثل تأميم النفط من البئر إلى البحر بعد أربع سنوات من عمر الثورة و محو الأمية الذي نال العراق جائزة الأمم المتحدة إثر إنجازه , النظام التعليمي المجاني في كافة مراحله مع تقديم كافة اللوازم المدرسية للطلاب , مع تقديم الوجبات الغذائية والملابس لبعض مراحله , فأصبح العراق يمتلك أفضل نظام تعليمي في المنطقة حسب شهادة الأمم المتحدة , وكذلك البرنامج الصحي المجاني لكافة أفراد المجتمع . كل ذلك مترافق مع النهضة الزراعية والصناعية . ومع انعدام البطالة توافدت الملايين من المزارعين المغربيين والمصريين إضافة للعمال العرب المتخصصين وحل المسألة الكردية لأول مرة في تاريخ العراق ..

ثورة تموز لم تكن أقل عطاء بخصوص القضايا القومية . فكالنت إلى جانب الشعب الفلسطيني في كافة حاجاته النضالية والمعيشية ودعم الفصائل المقاتلة ودعم الشرعية وتوزيع ملايين الدولارات شهريا لأسر الشهداء والجرحى وقد بلغ ذروة عطاءه زمن الحصار العدواني عليه عندما طلب من الأمم المتحدة تخصيص حصة من موارد النفط للشعب الفلسطيني لشراء ما يحتاجونه . كذلك مشاركته الفعالة في حرب تشرين إلى جانب القوات المصرية والسورية , وكانت طائراته لها الطلعات الأولى لقصف خط بارليف وتدميره , كذلك على الجبهة السورية حيث حمت قواته دمشق من السقوط بسبب التواجد الكثيف لقواته هناك . كل ذلك لا ينسينا دعم البنية التحتية وبناء المدارس وتعبيد الطرقات والمشاريع الصناعية وغيرها للعديد من الأقطار العربية الأكثر عوزا هذه الصور البديعة تفحمت بالعدوان الأميركي وأصبحت مغايرة لما كانت عليه . أخرجتها الولايات المتحدة وزخرفتها بألوان الطوائف , وعصابات الفساد والسرقة وتفتيت الوطن على أسس طائفية بغيضة . فما هو شكل الصورة الآن ؟

لا بد من القول أولا أن مصادر متخصصة تقدر دخل العراق من النفط وحده بأكثر من 12 مليار دولارا شهريا أي نحو 150 مليار دولارا سنويا ’ وأهمية هذه النبذة تبيان الإنحدار الذي هوى إليه العراق , فهو يعاني من نقص .





الخميس ٦ ذو القعــدة ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تمــوز / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جورج ديوب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة