كلما تمتدت نور الشمس داخل منازل المدينة، في هذا اليوم المبارك، فاح منها عطرك الندي من أبوابها ذكراً طيّباً، وشريط ذكريات يُعيد إلى النفس ما كانت تتمنى له أن لا يزول ..
وكلما تصاعد السلام في الأفواه، صبيحة هذا اليوم، تحلّقت الملائكة في الساحات توزع الحب حبات أمن وسلام ومحبّة في القلوب ..
ذاك أن طرابلس قد مدّت حبلها السري بين حاضرها وماضيها، وجمعت بينهما ذات صباح، فكان صباحك، يا إبن طرابلس الأبيّ، هو ذلك الصباح المجيد الذي تلتقي فيه الأجيال، وتتعانق فيه التواريخ، وتلبس فيه طرابلس ثوبها القشيب، لتقابل عريسها الممشوق، العائد إليها من هناك، راسماً على وجهه صورتها اليافعة التي لاتزول ..
رفيقي، وقائدي، ومعلمي عبد المجيد.
إنه العام الأول، مر أم لم يمرّ، ذاك أمرٌ يتحدث فيه المُؤقتون، أما أنا فعندي
توقيت اخر، توقيت عبد المجيد، يبدأ فيه النهار بتحيّتك، ولا ينتهي إلا عندما تكون
قد أحصيت كل الأجوبة على أسئلة هى بتعداد اهل طرابلس، ولبنان، والوطن العربيّ بطوله
وعرضه هذا هو التوقيت الذي مازلت أعتمده في روزنامتي اليومية أو السنوية، لافرق
عندي.
وعندما أضافت طرابلس يومك إلى روزنامتها، كانت قد قرّرت أن يكون يومُك أنت عيدها إباءً ووفاءً. تحتفل بك، أوتتحدث هي عن نفسها، فلأنك . خرجت من أعماقها، فحملتها وانطلقت بها إلى عوالم المجد تقتني عطرها في نفسك المبهرة لتنشره في مشارق الأرض ومغاربها عهداً ووعداً ودوراً ريادياً قيادياً، فتعود هي بدورها، في غيابك الميمون، لتستخرجه من باكورة أشعة شمس يومك هذا، وتضمّخ بعطرك أثوابها إحياء لذكراك.
وبهذا فقط تتم عملية تحويل "ذكرى الوفاة" إلى "واقع حياة ".. ويتم تفسير معنى "إحياء الذكرى" إلى المعنى العملي "ذاكرة حياة".
عبد المجيد الرافعي .. أيها المناضل المستمر.
إن التفاف أبناء طرابلس، وتحلق قياداتها حول الأمينة على مسيرتك الرفيقة المناضلة "ليلى بقسماطي الرافعي" في حفل الكواليتي إنْ " كان الدليل الناصع بانك مازلت سيد "لقاء الثلاثاء"، وكان ذلك هو التعبير الحيّ عن أنك جعلت من دارتك "دارة الطيب الرافعي" الخزانة التي أودعت فيها مفاتيح نضالاتك في الحزب والوطن، وفي الأمة.
