شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس جديداً ان يشهر ملالي ايران ما لديهم من أوراق واولها التهديد بغلق مضيق هرمز الممر الدولي الذي يمر عبر مياهه 30 % من نفط العالم ، وذلك في مواجهة الانهيار الاقتصادي وشلل بازار طهران ، وتدهور سعر التومان اذ وصل سعر الدولار اكثر من 90 ألف تومان ! واتساع نطاق الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بأسقاط النظام ،حصل ذلك عقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي ، وقرار إدارة ترمب أعادة العقوبات السابقة ضد نظام الملالي وفرض حزمة جديدة من العقوبات المشددة اعتباراً من 6 آب/أغسطس المقبل والتي ستبلغ ذروتها في منع بيع وتصدير النفط الإيراني في 4 تشرين ثاني / نوفمبر المقبل ،ويبدو ان الجولة الاوربية التي قام بها الرئيس ( روحاني ) في 5 تموز / يوليو الجاري لم تحقق أهدافها في مساندة الاوربيين لايران ضد أمريكا والعقوبات المشددة ،اذ تملص رؤساء كبريات الشركات من اللقاء بروحاني فضلاً عن تراجع تعاملات الأسواق الاوربية مع ايران! وكذلك محادثات ( علي اكبر ولاياتي ) مستشار الرئيس الإيراني مع ( بوتين ) الرئيس الروسي التي جرت في موسكو يوم 11 تموز الجاري رغم التصريحات المتفائلة ! وهنا عادت طهران للتلويح بالأوراق التهديدية، وابرزها غلق مضيق هرمز اذ قال روحاني "لا أحد في منطقة الخليج سيصّدر نفطه اذا منعت ايران من ذلك"! وردت واشنطن بقوة على لسان ( بيل ايريان ) الناطق باسم القيادة المركزية الامريكية باستحالة السماح بذلك ؟!ومن الأوراق الأخرى التهديد بمقاتلة الامريكان وكل من يستهدف ايران بقوات الحشد في العراق ومقاتلي نصر الله في لبنان والحوثيين في اليمن وميليشيات النظام السوري، وميليشيا الهزارة وجماعات طالبان في أفغانستان ، وداعش واتباع القاعدة في الباكستان ، والعراق من أوراق الملالي التهديدية اذ يقول ( بهرام قاسمي ) الناطق باسم الخارجية " ان ايران ستقاتل الامريكان بشباب العراق وامواله !" وتباهى ( حسين دهقان ) وزير الدفاع بانهم اصبحوا اسياد المنطقة وقال " نستطيع ان رد على أي تحدي بما لدينا من قوة الحشد الشعبي في العراق وميليشياتنا في المنطقة وبما نملكه من قوة صاروخية"؟! ،كما هددوا بوقف التعاون مع وكالة الطاقة الدولية وهذا ما اعلنه ( روحاني ) قبيل لقائه مع ( يوكيا أمانو ) رئيس الوكالة، وسبقوا ذلك بالتحدي بإعادة تشغيل منشأة للتخصيب والمياه الثقيلة من التي أغلقت بعد الاتفاق النووي عام 2015! وما زالوا يراهنون على الحلفاء رغم خذلانهم اذ وصف ( علي خرّم ) مستشار وزير الخارجية موافقة موسكو على انسحاب ايران الكامل من سوريا وتأييد تخفيض انتاج النفط الإيراني بانه " طعنة روسية من الخلف "! وفي ظل تشديد العقوبات لن يمر بسهولة اعتماد طهران، في معالجة انهيار التومان وخسائر تجار البازار ،على ما تضخه بغداد من مليارات من مبيعات النفط بعد دفع السلطة لزياد الإنتاج، وأموال الخمس والاستثمار في المشاريع الوهمية ومزايدات شراء الدولار من البنك المركزي العراقي ،واغراق السوق العراقية بالبضائع الإيرانية ؟! ان هذه الأوراق لن تجدي نفعاً وغلق مضيق هرمز من قبل الحرس الثوري هي ورقة خاسرة اذ لا يسمح بذلك !وقد سبق لطهران ان هددت بها عندما تلكأت مباحثات الملف النووي والتهديد باستهداف منشآتها النووية بضربة عسكرية ،وقامت عام 2012 بمناورات بحرية واسعة استعرضت فيها قوتها الصاروخية !،فالمجازفة بغلق المضيق سيجعلها في حرب مع الجميع وهي لاقدرة لها على ذلك ؟! ومثلما ثبت فشل الرهان على الروس او الاوربيين ،لان المصالح والعلاقات مع واشنطن هي التي تتحكم بالمواقف، فان الاعتماد على الاتباع في العراق او المنطقة غير مضمون لعدم ضمان بقاء الأوضاع على حالها !؟ لاسيما و ان هناك عقوبات وشعوباً منتفضة واجماعاً دولياً على رفض نظام طهران وسياساته العدوانية، ان الفاعل وما يعول عليه هو الشعوب الإيرانية المضطهدة والتي ذاقت الامرين خلال 40 عاماً من حكم الملالي ، فالشارع الايراني ، وبعد ان فقد النظام قدسيته المزيفة وهالته المصطنعة ،قد حسم امره بالتخلص من النظام المتخلف .




الجمعة ٣٠ شــوال ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تمــوز / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة