شبكة ذي قار
عـاجـل










نقل السفير وليد عباوي وكيل وزارة الخارجية ، عن وزيره هوشيار زيباري جواب نظيره التركي عند سؤاله في اللقاء به عام 2010: لماذا تقللون حصة العراق المائية؟ ولماذا تراجعتم عن ذلك في زمن صدام حسين؟! بقوله :ان شعبنا بحاجة للمياه وهي ثروتنا ، كما النفط ثروتكم !ثم تناول ملفاً من درج مكتبه واخرج كتاب رئاسة الجمهورية بتوقيع الرئيس الراحل صدام حسين الى رئيس الحكومة التركية نصه" العراق ضرب إسرائيل بـ 39 صاروخاً ،وسيكون الصاروخ 40 ونزيد على سدودكم ! هذه حياة العراقيين وكرامتهم وسيادتهم ولن نسمح المساس بذلك؟!!" وعقب الوزير التركي بعد ان اعطى نسخة من الكتاب الى زيباري ، حسب طلب الاخير قائلاً: " هل لدى حكومتكم الحالية من يجرأ على ذلك ؟!!" وفعلاً أوقفت تركيا ملء السدود آنذاك، ولكن لم يتوقف مشروع الكاب ( الاناضول الجنوبي الشرقي ) الذي اقرّ عام 1988 باقامة 22 سداً 8 منها على منابع دجلة و14 على الفرات ! كما قام نظام الأسد بأنشاء عدة سدود على مجرى الفرات ابرزها سد الفرات وتشرين والطبقة ودرعا ،فجف الفرات لانخفاض نسب المياه وتأثر الانسان والحيوان والنبات! واليوم دجلة الخير تعطش بساتينها بعد ملء سد ( لي صو ) التركي فكيف اذا تم اكمال وملء عشرات السدود الأخرى ؟! وايران الملالي وتزامناً مع الاتراك قطعت المياه عن الزاب الصغير لتشح المياه في قرى الشمال،كما انها قامت بتحويل مجاري 45 نهراً ابرزها الكارون وفروعه التي كانت ومنذ القدم تصب في شط العرب الى داخل الأراضي الإيرانية خلافاً للطبيعة الجغرافية والقانونية والتأريخية ،فنهرا دجلة والفرات نهران عراقيان عرفا منذ الحضارة البابلية وقبلها السومرية قبل ألاف السنين،وهما عابران للحدود الدولية ،ومياههما ليس منّة، بل هو حق مشروع ،وحصص مياه الدول المتشاطئة حددتها المواثيق والاتفاقيات الدولية، وما يحصل تجاوز على حصص العراق المائية وحرب عليه ! فهل يرمون الى مبادلة المياه بالنفط ! كما يرى ( بيتر بيامونت ) العالم المختص بشؤون المياه والانهار في جامعة ويلز البريطانية ،ليصل، حسب مسؤؤل تركي،برميل ماء الشرب 2 برميل نفط؟! أين الولايات المتحدة من ذلك أليست هي دولة احتلال تتحمل المسؤولية !؟ ام ان ما يهمها واوربا استثمار المليارات في بناء هذه السدود ( الاستثمار في سد لي صو فقط بلغ 1،7 مليار! ) اما حكومة بغداد التي لم تبن أي سد في حين بنيت 10 سدود خلال حرب الثمان سنوات مع ايران وخلال الحصار.. والحكومة ولا احزابها وكبار رموز العملية السياسية الفاشلة لم يكترثوا لابلاغ الاتراك لها منذ عام 2008 بضرورة اتخاذ الإجراءات المطلوبة لان العراق لا يعنيهم؟ والعبادي وحكومته، لولا التفكير بمصيرهم بعد المقاطعة الواسعة وانفضاح التزوير في الانتخابات ،لما تكلفوا بالدعوة الى نصب خزانات اكبر في البيوت والصبر حتى امتلاء السدود التركية! مع التشكيك ببكاء النهرين عطشاً واعتبار كارثة انقطاع الماء الى جانب الانقطاع الدائم للكهرباء ..مبالغ فيها !؟ فاكبر طخماخ من حكام الصدفة في العراق لم ولن يتجرأ الاعتراض بل مجرد السؤال لنظام الولي الفقيه عن جرم تحويل مجاري الأنهر المشتركة لتجف وتتصخر وتبور الأراضي الزراعية ويعطش شط العرب فيموت البشر والشجر ونخيل ومزارع أبو الخصيب وتنفق المواشي وتتشقق وتسبخ التربة ليصل التصحر الفاو!؟ اما مساءلة الاتراك فلتطمئن انقرة انه لا يوجد في سلطة بغداد اليوم رجال ؟ فجفاف دجلة والفرات جريمة تضاف الى جرائم المتسلطين ومن يقف خلفهم ، ولكن لعطش النهرين حوبة لن تمر.




الخميس ٧ شــوال ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / حـزيران / ٢٠١٨ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة