شبكة ذي قار
عـاجـل










التصعيد المتنامي والتطورات التي تشهدها المنطقة ،وتدخل ايران السافر في لبنان واليمن وسوريا والعراق ومايحصل في البحرين وبعض المدن السعودية من اعمال إرهابية مزعزعة لامن واستقرار المنطقة والعالم ،وشبه الاجماع على رفض سياسة وافعال نظام الملالي والوقوف ضد جميع أنشطته وسياساته كما نصت على ذلك استراتيجية ترمب من الاتفاق النووي ومن النظام الإيراني بشكل عام ! فهل يعني ذلك انه قد حان دورنظام الملالي واقتربت نهايته، وهل ان إدارة ترمب جادة في ذلك!؟

اختلفت الآراء اذ يرى البعض ان هدف الولايات المتحدة هو التخويف والردع لإيران للتوقف عن محاولات امتلاك السلاح النووي وإيقاف برامجها الصاروخية، وتغيير مجمل تعاملات وانشطة طهران، ولا إجراءات حازمة ،واقصى ما سيتخذ فرض عقوبات سياسية واقتصادية جديدة ،وينطلق هؤلاء من كون نظام الملالي صنيعة واشنطن حيث مكنوا خميني من استلام السلطة عام 1979،كما كان نظام الشاه شرطيها في المنطقة وشريكها في احتلال وتدمير العراق عام 2003 واعتمادها في تنفيذ اجندتها، وان الاوربيين لم يوافقوا على موقف ترمب من الاتفاق فيينا النووي، وان ايران اليوم هي الاقوى في المنطقة لاتساع نفوذها وامساكها بأكثرمن ورقة أهمها مشاركتها التحالف الدولي في محاربة داعش والإرهاب !فما متوقع.. هو فرض عقوبات اقتصادية وعزلة سياسية لنظام الملالي ، بينما هناك من يرى ان ترمب جاد في استراتيجيته من نظام الملالي وانه لن يسمح بايران نووية ولا بمواصلة برامجها الصاروخية ، ولا بوجودها وميليشياتها في العراق ومواصلة تمددها التوسعي ودعمها ورعايتها وخلقها للارهاب وسياستها القمعية تجاه شعوبها ،وأن واشنطن ستدعم قوى المعارضة الايرانية الديمقراطية المعتدلة لتغيير نظام الملالي ! فالدور هذه المرة، حسب هؤلاء وهم أكثرية، قد حان لتقليم اظافر النظام الايراني واذرعه ووضعه بحجمه وضمن حدوده ويحاجج هؤلاء بالاتي:ـ

1ـ ان الصدقية الامريكية على المحك لاسيما وان النظرة التي سادت وتعمقت في عهد اوباما هي الضعف والتذبذب في مواقف واشنطن ، ولأثبات الجدية ..ان الاستراتيجية جاءت شاملة لكل أنشطة وتعاملات وسياسية طهران ابتداء ببرنامجها النووي وانتهاء بسياستها القمعية لشعوب ايران، ورافق إعلانها مع اعداد حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية لاصدارها وهو ما يعرقل برامجه النووية والصاروخية والتسليحية ودعم الإرهاب والاذرع ويزيد من غليان الشارع الايراني الناقم.

2 ـ تنفيذ الوعود التي اطلقها ترمب في تصحيح خطأ احتلال العراق واسقاط نظام الرئيس صدام والتعهد بالإصلاح وإخراج ايران ومن معها من ميليشيات وعملاء واتباع من الساحة العراقية، ليس فقد اثبات لصدقيته وانما لخدمة المصالح الامريكية عندما يكون العراق لهم ونفطه وثرواته التي يقف امامها الفم الأمريكي فاغراً بمتناولهم!؟ كما ان ماجرى في السعودية من خطوات متقدمة لتتويج الأمير محمد ملكاً وازاحته ،بما يشبه الانقلاب،لابرز منافسيه من شباب الاسرة الحاكمة، وربط استقالة حكومة سعد الحريري في لبنان نتيجة التدخل الإيراني بذلك ،وتفسيراستهداف الحوثيين للرياض بصاروخ إيراني على انه دليل ضعفهم لتفاقم الخلاف والصراع المسلح مع الحليف الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وانصاره ، مما سيضعف دور ايران ،وكذا الوضع في سوريا وقرب حله في قمة ترمب ـ بوتن القريبة، اذ لاضمان لاستمرار التحالف الإيراني ـ الروسي فيما يخص سوريا بعد ذلك، كما ان الاوربيين يدعمون ترمب فيما يتعلق بمخاطر الصواريخ الباليستية ورعاية طهران للمنظمات الإرهابية ؟!

3 ـ تصنيف الحرس الثوري وكل المنظمات والميليشيات الإرهابية المرتبطة بأيران وادراجها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة وإصدار عقوبات بحقها وابرز مسؤوليها وتجميد ارصدتها وتجفيف منابع تمويلها، كما ان الإدارة الامريكية باشرت بنشر وثائق تثبت علاقة ايران بتنظيم القاعدة وهي من خلقت أسامة بن لادن وستتبعها بفضح علاقة طهران بداعش وهي وراء صنع ورعاية ودعم وتدريب وتسليح اغلب المنظمات الإرهابية وربطها بالحرس الثوري.

ـ الإعلان، لأول مرة، عن السعي لتغيير النظام ودعم قوى المعارضة ،وفي ذلك مخاطر جدية يدركها نظام الملالي لكثرة معارضيه نتيجة التفرد بالسلطة وسياسته الوحشية ضد شعوب ايران اذ لايمر شهر دون غدر واعدام العشرات من الاكراد والبلوش والأذريين والعرب الاحوازيين!؟ وقد امتدت اذرع ايران الإرهابية لتتجاوز تنفيذ عمليات إجرامية في العواصم الغربية، الى القيام بتصفية معارضي النظام واخرهم المناضل الاحوازي أبو ناهض ( احمد المولى ) الذي اغتيل في8/ تشرين ثاني ـ نوفمبر الجاري امام داره في لاهاي بهولندا. .

ـ ملالي إيران قلقون وخائفون من فرض عقوبات اقتصادية جديدة ، اذ ان وضع ايران الاقتصادي متذبذب رغم ان الاتفاق النووي قد حرر لها بحدود 150 مليار دولار! لكنها صرفت على التكاليف الباهضة على برامجها والتسليح ودعم الارهاب والاذرع ،وانها كانت تأمل بالحصول على أموال أخرى الا ان فرض العقوبات مجددا سيزيد من تفاقم الوضع ،كما ان الخشية الأكبر من تفعيل الرئيس ترمب لـ ( قانون كاتسا ) اوما يسمى بقانون العقوبات الام التي ستشمل ايران وحلفائها!

ـ الحرب على داعش انتهت تقريبا في العراق وتلاحق فلولها في شمال سوريا وهي الأخرى على وشك الانتهاء اذ تدعم واشنطن قوات سوريا الديمقراطية ( كردية ) وهي تتقدم في مهمتها ، كما ان واشنطن نشرت قوات إضافية في سوريا والعراق ،فورقة وجود ايران ضمن التحالف الدولي للحرب على داعش على وشك الاحتراق ،ولم تعد هناك حاجة ملحة لإيران! ولهذا تم التأكيد على ايران بالكف عن دعم الإرهاب وخروج حرسها والمنظمات الإرهابية المرتبطة بها من العراق وإيقاف تمددها التوسعي في المنطقة ، وربما وهذا غير بعيد ان ترمب قد وعد أصدقاء واشنطن في المنطقة وبالذات دول الخليج العربي بتصحيح الموقف من ايران ومنع استهدافها لهم وكل ما يضر بالمصالح الامريكية .

7ـ ايران خلال فترة الـ 60 يوماً التي سيصدر بعدها الكونغرس الامريكي قراره حول الاتفاق النووي سيتحرك الملالي بممارسة سياسة البازارالناعم من خلف الكواليس وتحريك اللوبي المساند لها والقريب من مصادر القرار الأمريكي للحد من اندفاع ترمب ضدها من ناحية ،وبلغة تهديد نارية لجنرالات الحرس وكبار الملالي والتلويح بصواريخها الباليستية للتأثير على ترمب وادارته وبالذات جنرالات البنتاغون من ناحية اخرى ، ويبقى كل شيء ممكناً اذ لاثوابت في السياسة ولا صداقات او عداوات دائمة وانما هناك مصالح دائمة، ومصالح الولايات المتحدة اليوم على ما يبدو، تكمن في كبح جماح الملالي وقصقصة اجنحتهم وربما تغييرهم ،اذا ما اصبح وجودهم يشكل خطراً على المصالح الامريكية وربيبتها إسرائيل وعلى اصدقائها وحلفائها، كما ان الحاجة للفرس كـ ( شرطي امريكي في المنطقة ) قد انتفت بعد ان انتشرت القواعد الامريكية في عموم المنطقة.





الاربعاء ٢٦ صفر ١٤٣٩ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة