شبكة ذي قار
عـاجـل










الكارثة هي ان يتولى زمام البلاد والعباد من لا يخاف الله فيهم، والادهى ان يكون هؤلاء ثلة من لصوص وعملاء وسراق وقتلة، وللأسف كل هذا يجتمع بمن يحكمون العراق اليوم، عراق ما بعد نيسان 2003، فبعد هذا التاريخ لم يرَ العراق يوما جميلا، ولم يمر على المواطن العراقي يوما هيّناً ولا آمناً، وما زاد الطين بلّة هو حجم الفساد الذي قامت به حكومات الاحتلال المليشياوية من سرقة لأموال العراق والعراقيين، وتسليم خيراته للدول الراعية لتلك الثلة المسمات خطأً حكومة، فهي تفتقر لأبسط مقومات الحكومة، وتجهل ابسط قوانين الادارة والقيادة، ويكفي للمتتبع ان يقارن بأمور بسيطة بين حكومة وقيادة العراق قبل نيسان 2003 وطريقة ادارتها لشؤون البلد، وطريقة مليشيات اليوم في تعاملهم مع كل مفاصل الحياة اليومية للوطن والمواطن، من اصغر الامور إلى أكبرها، ليكتشف ان ما تقوم به هذه الثلة هو عبارة عن قتل ممنهج وتهجير مبرمج وسرقة منظمة وتدمير مخطط له مسبقا لكل العراق والعراقيين، حتى تخلوا لهم الساحة فيحولوا العراق الى محافظة كسروية تتبع دولة احفاد كسرى ونظام الملالي .

وموضوعنا اليوم هو موضوع مرتبط بما كتبناه مسبقا عن استجداء العملاء وقبولهم بالذل والرخص فقط لكي يبقوا في مناصبهم، ولكي يصوروا للعالم ان ما يسمى العراق اليوم، هو دولة مستقلة قوية، ولكن الصورة واضحة ولا تحتاج الى تعليق، فقد كنا قد ذكرنا مسبقا ان الميزانية خاوية و تتبع حكومة المليشيات سياسة تقشف حسبما تتدعي، وتقترض من البنك الدولي مبالغ بالمليارات حتى تسد العجز الحاصل في الميزانية العامة، وهذا العجز الحاصل هو نتيجة السرقات التي قام بها مسؤولون كبار في الدولة، وتم تحويل المبالغ الى الخارج، ويكفي ان نطرح مثلا على ذلك عن مبلغ المائة وعشرين مليار دولار التي اختفت تماما ومن دون اي بنود او قيود محاسبية قانونية، او حتى غير قانونية، ولا يعرف اي شخص ( الا من سرقها ) اين ذهبت وبحساب من اودعت!!

ولكن الادهى في زمن ادارة المليشيات والتي تتبع التقشف مع موظفيها ومواطنيها ان يتم استقدام ( مطربة ) عربية الجنسية لتحيي حفلا لافتتاح مركز تجاري بكلفة مائة وخمسة عشر مليون دينار عراقي، غير تكاليف الاقامة والاكل والنقل، وهي واحدة من ثلاثة مطربين، اي ان المبلغ ربما يصل الى المائتي مليون او ربما يزيد، في وقت يعاني نصف العراقيين من الفقر والعوز .. واذا اردنا التحدث بالارقام والنسب فإنّ اكثر من ثلثي الشعب العراقي هم من الشباب ما بين سن الخامسة عشر والخامسة والاربعين، وهذا العدد اكثر من نصفه يعيش داخل العراق ويعاني بأفضل احواله، اذا لم يكن مهجرا او نازحا، من البطالة وانعدام فرص العمل، ولا تصرف لهم الدولة اي معونات معيشية او صحية، ولكنها تصرف على مطربة مبلغ غنائها لساعة او ساعتين كأجر مقابل خدمة وهكذا لباقي المطربين.. وهكذا فإنّ حكومة المليشيات تقوم بعملية قتل بطيء لفئة الشباب الذي انهكته البطالة والبحث عن حياة كريمة، وعن فرص عمل، وعن لقمة العيش اليومية، وعن ملاذ امن يحميه من غدر المليشيات الحكومية والجماعات الارهابية والتكفيرية، وكل مشاكل العراق اليومية التي يعيشها الفرد العراقي بأدق تفاصيلها واكبرها.. وبهذا فإنها تقتل امل الغد ببناء عراق قوي وجيل واعي، لتجعل من الشباب كهولاً يمشون على ارض العراق لا يعلمون متى يأتي اجلهم، واي يوم سيكون هو اخر يوم لهم على الارض، ليفسحوا المجال للتابعين من مقلدي دولة احفاد كسرى وغيرها من الطامعين بأرض الرافدين لكي يحلوا محلهم ويسرقوا حتى الهواء الذي يتنفسه العراقي.

لجنة الثقافة والإعلام
هيئة طلبة وشباب العراق / تنظيمات الخارج





الجمعة ٢٤ ذو الحجــة ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أيلول / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة