لن نتحدث عن القائد الشهيد .. خصاله .. صفاته .. مميزاته التي اصطفاه الله بها لكن عن لحظة الاستشهاد نتحدث .. عن تلك اللحظة التي أشرقت فيها على الأرض نور ابتسامته .. و الحبل يُلفُ حول عنقه الطاهر .. يبتسم ابتسامة الواثق بتاريخه ورفاقه .. وبما قدموه للعراق والأمة من واجب الشرف والمسؤولية دفاعاً وبناء وتضحية .. يبتسم ابتسامة المتشوق للقاء الرفيق الأعلى .. والعاشق للخالدين في عليين .. يبتسم شوقاً وفرحاً لوصوله إلى الدرجة الأخيرة في سلم السباق للفوز بما وعد به الرحمن من مكانة لا تليق إلا لمن يستحقها .. ولا ينالها إلا من اصطفاه الله. نتحدث عن تلك اللحظة التي نطق بها الشهادتين بصوت اهتزت له اركان الارض وفتحت له أبواب السماء فهناك قادم اصطفاه الله . لحظات لن تنساها ذاكرة الأمة .. تجلت فيها عظمة الأمة وحقارة أعدائها .. أرادوا إذلالها بإعدام رمزها وحادي ركبها في عيدها الاغر .. لانها آمة رسالة وابنائها الذين يحملون على عاتقهم أمانة الدفاع عنها هم الخالدون .. فأبى الله إلا عزها وعز قائدها .. وإذلال أعدائها أيما إذلال .. نعم .. بتلك اللحظات .. بتلك الابتسامة وذلك الصوت الجهوري وهو يصدح بالشهادتين .. زادت في نفوس أبناء الأمة الثقة بأن هذه الأمة التي أعزها الله مدى تاريخها وتوج هذا العز في هذه اللحظات بأن جعل هذه الذكرى خالدة لأبناء الامة مسلمين بعيدهم الأكبر ومسيحيين بعيدهم الاكبر .. وأنجبت هذا القائد .. هي أمة محالُُ أن تموت .. هي أمة وجدت لتبقى وأن أبنائها الشرفاء لا يموتون .. سيخلدون و سيولدون من جديد .. فاصبحت ذكرى .. تختزل الأمة فيها تاريخ ميلادها المتجدد .. ذكرى يستلهم منها أبناء الأمة ويجددون فيها معاني التضحية والشرف والبطولة .. وتنغرس فيهم المبادئ بعنفوان ثوري متجدد .. ويتذكرون بكل فخر واعتزاز المنجزات الثورية والحضارية لأمتهم المجيدة عبر مسيرتها الجهادية .. تلك المسيرة التي قاد ركبها هذا القائد ورفاقه .. ويجددون العهد للمضي في ركابهم وعلى خطاهم و بمبادئ أمتهم مؤمنين وعنها يدافعون .. ذكرى الاستشهاد تبعث في الأمة وأبنائها مرتين في العام روح التمسك بالمبادئ والتضحية والوفاء لقائدها .. وفيها يجدد أبناء الأمة العهد لأمتهم وقائدهم ورفاقه .