شبكة ذي قار
عـاجـل










يبقى سيناريو أندلاع حرب عالمية ثالثة بين أمريكا وحلفائها من جهه وكوريا الشمالية وحلفائها من جهه أخرى مجرد مادة دسمة للتسويق الاعلامي وكسب رأي المجتمع الدولي بما يتناسب مع المصالح الامريكية فلا وجود لهذه الحرب المزعومة على الاقل في الوقت الحالي لعدة أعتبارات واقعية أهمها أن شبه الجزيرة الكورية هي منطقة تعتبر شريانا للتجارة الدولية وللاقتصاد العالمي ففيها تتركز أكبر الدول المنتجة والمصدرة كاليابان وكوريا الجنوبية والصين مع الاخذ بنظر الاعتبار بأن كوريا الشمالية تمتلك سلاحا نوويا يصل مداه ألى كوريا الجنوبية واليابان الحليفتين لامريكا حيث تتمركز قواعدها وجنودها ومما يعقد المشهد هو وجود الصين الحليفة القوية لكوريا الشمالية والتي لن تسمح بأي حال من الاحوال بأسقاط نظام موالي لها بسهولة ووقت قصير وتأتي من خلف الصين روسيا والتي هي الاخرى لاتريد أيضا بأن تصفى الاجواء لامريكا في مناطق أقصى الشرق الاسيوي أو تنهي صراعا مع خصم نووي بسهولة وتتفرغ لها لذلك فأن التروج لوقوع حرب محتملة في شبة الجزيرة الكورية ما هي ألا مجرد أحتمالات بعيدة عن أرض الواقع لكنها تبقى ورقة تستخدم من قبل أمريكا لتغيير الموازين والمواقف لصالحها بعد أن فقدت الكثير من مناطق نفوذها لروسيا ولغيرها من الدول ولذلك سوف تبدأ أمريكا بمواجهه التحديات في منطقة الشرق الاوسط بالبداية فهي تمثل التحدي الاكبر أمامها مع أنتشار الفوضى الخلاقة التي كانت قبل زمن قصير أستراتيجية أمريكية عملت على نشرها أدارة الرئيس الامريكي الاسبق بوش الاخرق وساهمت السياسات الضعيفة لخلفه أوباما في تعقيد المشهد أكثر وفتحت الابواب على مصراعيها لتوسع أيراني في المنطقة مع أمتلاكها برنامجا نوويا يهدد العالم وحلفاء أمريكا في أوروبا وهذا التهديد فعليا هو أكبر من التهديد الكوري الشمالي فعلاوة على برنامج أيران النووي وصاروخيها البالستية لا تزال أيران تواصل دعمها وأنشائها للعديد من التنظيمات والمجاميع الارهابية خارج حدودها وتستخدم هذه المجاميع الارهابية للمساومة مع الدول الكبرى لتريسخ نفوذها في المناطق التي نفذت أليها ولتنفيذ أجندتها التخريبية والتوسعية بصورة أسياسية ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط بل حتى في أفريقيا بألاضافة ألى تورط أيران المباشر بعمليات أرهابية من أقصى العالم ألى أقصاه وتغولها في منطقة الشرق الاوسط بشكل فج عبر شعار رفعته منذ فترة ألا وهو لاسلام ولا أمان في المنطقة من خطر الارهاب ألا عبر التعاون مع أيران وأذا كانت أمريكا قد أنزعجت من جراء مقطع الفيديو التخيلي الثلاثي الابعاد الذي نشرته كوريا الشمالية قبل فترة ليست بالبعيدة والذي يصور هجوما كوريا شماليا بالصواريخ النووية بعيدة المدى على الأراضي الاميركية فأن حقيقة الامر وجوهر فكرة هذا الفيديو ليست كورية شمالية بل أيرانية التي أنتجت قبل سنتين مقطع فيديو يروج لهجوم يستهدف المملكة العربية السعودية بالصواريخ البالستية وتحديدا عندما بدأت المملكة بأتخاذ الخطوات وتسريع التحركات لايقاف التمدد الايراني في الوطن العربي عموما ودول الخليج خصوصا والمملكة تعتبر قوة عربية أسلامية وأقليمية حليفة لامريكا ومحركة لاقتصادها والموقف الامريكي - السعودي خلال الفترة الاخيرة أكثر وضوحا تجاه أيران وسياساتها التخريبية والتي سوف تكون الاختبار الجدي والفعلي لامريكا لكي تلعب دور القطب الاقوى في العالم وهي تعلم جيدا قبل غيرها بأن تجربة العقوبات الاقتصادية لم تجدي نفعا في ردع أيران وكبح جماحها حيث أحتالت على العقوبات بعدة طرق متعددة وملتويه عبر وسطاء في دول أجنبية وعملائها وعبر دول مجاورة لها وخصوصا العراق الذي بات حديقة خلفية لها بحكم سيطرتها عليه بشكل مباشر عبر أذنابها وعملائها وبالنهاية تجاوزت أيران العقوبات وأستطاعت أن تتعايش معها ولم تثمر العقوبات في كبح أنشطتها التوسعية والتخريبية كما أن تجربة سياسة العصا والجزرة التي أتبعتها الدول الكبرى والمكافأة واللين والدبلوماسية مع أيران لم تفلح هي الأخرى مع أيران وكانت حصيلة ما أفضت أليه تلك الجهود الدولية الحثيثة طوال سنين هي الاتفاق النووي الايراني مع الدول الستة والذي كان بمثابة طوق النجاة لايران واليوم أدركت أمريكا أن ضرر هذا الاتفاق كان أكبر بكثير من نفعه وأن الاتفاق ساعد أيران على أنعاش وتعزيز دعمها للعمليات والجماعات الارهابية وهو ماأدى بالنهاية لازدياد وتسارع وتيرة الارهاب في المنطقة خصوصا والعالم عموما وليس القضاء عليه كما كانت غاية الدول الستة ومع ماذكرناه عن أيران فأن نظام كوريا الشمالية ليس أقل تهورا من نظام الملالي فهو رصد ضعف تعامل أمريكا ومن ورائها المجتمع الدولي مع أيران خلال الفترة السابقة وأستفادتها من سياساتها المتعنتة لتحقيقها للمكاسب وفرض سيطرتها ونفوذها على أرض الواقع ولن يغير نظام كوريا الشمالية مواقفه بسهولة هكذا ألا أذا تغيرت السياسة الامريكية والدولية تجاه أيران ويستخدم منطق القوة تجاهها أو يطرح كخيار فعلي جاهز وحينها سوف تكون السياسة الجديدة تجاه أيران هي بمثابة أرسال رسالة فعلية وواضحة لكوريا الشمالية تكون لغة القوة سمتها لذلك فأن هذا هو الوقت الانسب لامريكا لانهاء التغول الايراني مع وجود أرضية مهيئة وظروف مواتية وأرادة عربية خليجية للوقوف مع أي جهه ضد أيران والتي وصلت لنهاية طغيانها وباتت على المذبح  .




الاحد ٢٥ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق المقاتل أبونضال الجميلي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة