شبكة ذي قار
عـاجـل










تمر اليوم 2 ـ أيار / مايو .. الذكرى السادسة والاربعون على صدور مجلة الف باء الغراء، احد اهم الصروح الثقافية والصحفية التي شطبت بجرة قلم الحاكم الامريكى المحتل ( بول بريمر ) مع وزارة الثقافة والاعلام وكل المطبوعات من صحف ومجلات تصدرها المؤسسات المرتبطة بها عندما وطأت قدم المحتل ارض الوطن عام 2003 في قرار من جملة قرارات مجحفة اصدرتها ادارة الاحتلال معلنين بداية عهد جديد من الانحطاط والايذان بإعادة العراق الى عصور الظلام والتخلف والجهل. ومجلة الف باء من المجلات الناجحة والهادفة والمميزة وذات سمعة طيبة وتقدير عال ليس على صعيد العراق حسب ، وانما على الصعيدين العربي والدولي، وكانت ترتبط بدار الجماهير للصحافة هذا الصرح الإعلامي الكبير والمدرسة الصحافية التي خرجت الكثير من الكتاب والصحفيين المتميزين عربا وعراقيين ،وقد بلغ اوج عطاء دار الجماهير في عهد رئيس مجلس الإدارة المرحوم ( الأستاذ سعد قاسم حمودي ) وزير الثقافة والاعلام أواخر سبعينيات القرن الماضي، وكانت من ابرز ما يرتبط بهذه الدار .. جريدة الجمهورية ومجلة الف باء ،هذه المجلة التي كانت تتمتع بسمعة محترمة وهي منوعة تحفل بمختلف المواضيع الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والفنية والمنوعات المختلفة المقروءة والمشوقة ، وهذا لم يأت من فراغ فقد تناوب على رئاسة التحرير اساتذة شباب من المثقفين والشعراء والادباء ممن نتذكرهم .. امثال ( الاستاذ كامل الشرقي من رؤساء التحرير البارزين و من قبله عديدون الأساتذة الشعراء والادباء ،خالد على مصطفى وسامي مهدي وعبد الأمير معلة وامير الحلو وآخر رئيس تحرير رافع الفلاحي .. و .. ) وقد تركوا بصماتهم المميزة وكانوا مثالا للتفاني والاخلاص في ارساء صرح ثقافي وصحفي ومدرسة تتلمذ فيها صحفيون وكتاب وادباء ، اذ كانت صفحاتها منبراً سطروا فيه ما اجادت به القرائح وما حوته تلك العقول من ابداعات ،وقد كان ابناء الشعب ومن مختلف مستوياته ينتظرون صدورها صباح كل يوم اربعاء اسبوعيا ليحجزوا نسخهم اذ كانت تنفذ رغم طبعها بواقع 175 ألف نسخة تنفذ بمجرد نزولها . ان اغلاق المجلة جريمة بحق الصحافة والثقافة ،فهذه المؤسسات الوطنية تخيف الأعداء والمحتلين ولهذا كانت قرارات الغلق وتسريح العاملين فيها من أوائل قرارات المحتل الظالمة، فـ ( المؤامرة الكونية على العراق استهدفت كل شيء حي ومميز وعريق بدءا من المواطن العراقي وارادته وصلابته ،وكل شيء ،واهمين من ان الايغال في الظلم والدمار والدم سيرّكع العراقيين وسيقضي على مواطن الابداع في داخل العقول العراقية ،وهذا لم ولن يحصل رغم فداحة التضحيات فشعبنا حي وخالد وقد تكسرت امام صلابته وقوة ارادته اعتى قوى الظلم والطغيان، ولابد من عودة للعراق الذي نريده ونعرفه وذلك ببزوغ فجر قريب يطهّر البلاد من المحتلين وكل مخلفاتهم وادرانهم ) تحية لمجلة الف باء في عيدها السادس والأربعين ، وتحية لمن قادها وعمل فيها والرحمة للراحلين، وكل عام وذكراها متجددة والامل بعودتها حاصل ان شاء الله .




الثلاثاء ٦ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أيــار / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة