شبكة ذي قار
عـاجـل










 

الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد #صدام_حسين رحمه الله

تمر الأيام تلو الأيام والأعوام تلو الأعوام إلى أن انتهى العقد الأول من تغييب وارث فكر وسيف صلاح الدين الأيوبي والذي عاهد نفسه وعاهد جميع الشرفاء العرب على تحرير الوطن العربي عامة وفلسطين خاصة من مخالب وغطرسة الإمبريالية الصهيونية ومن أجل تحقيق وعده وهدفه، عمل لمدة ثلاثة عقود بتفان لبناء العقل العربي في جميع مجالات الحياة وخاصة الأساسية منها والركائز الضامنة لذلك (التعليم، الصحة، السكن…) الشيء الذي نتج عنه بزوغ بوادر نهضة عربية قوية من خلال توسيع قاعدة العقول النيرة والسواعد القوية والنفوس والضمائر النقية المؤمنة بالقومية المرتكزة على قيم الدين الإسلامي محاربا الجهل والأمية ومواجها كل الأوبئة والأمراض ليكون المواطن ذا بنيان جسماني سليم.

هذه الثورة التي جعلت من بلاد الرافدين قبلة لكل باحث عن العلم والتقدم والمؤمن بالفكر التقدمي والاشتراكية النابعة من تجربة عربية إسلامية لا اشتراكية مستوردة. ومن البديهي أن التحول والمنهج لإعادة إحياء أمجاد أرض بابل وقوتها لم يعجب أصحاب الفكر الامبريالي الصهيوني مما جعلهم يؤسسون لأجهزة تجسسية لرصد كل التحركات التي كان يقوم بها القائد ليس فقط في ربوع بلاد الرافدين ولكنهم يراقبون كذلك علمائها من نساء ورجال اللواتي والذين كانوا يبذلون قصارى جهدهم للبحث عن العلم في جميع مجالاته في ربوع العالم، كما عملوا على شراء ذوي النفوس الضعيفة وجعلهم عملاء لهم لتسهيل مأموريتهم الرامية لتدمير العراق وطمس هويتها. وقد تسنى لهم تحقيق هدفهم الوضيع بعدما غض الطرف عنه كل من كانوا يستفيدون من خيراته وكرمه.

إن اغتيال وإعدام أبو عدي ليس بحكم محكمة على فرد ولكن هو حكم النظام الصهيوني ومنفذه الصفوي على أمة بكاملها لسببين :

السبب الأول : أن المحكوم عليه كان رمزا وزعيما لأمة ورغم صدور الحكم وتنفيذه عليه فإنه كان وسوف يظل كذلك في قلب وعقل كل مؤمن بفكره التقدمي والتحرري.

السبب الثاني : هو اختيار الحاكم لتنفيذ حكمه في يوم ذا دلالة كبيرة وعظمة عند المسلمين قاطبة والعرب خاصة، إنه عيد الأضحى ذلك اليوم الذي أفدى فيه الله سبحانه وتعالى سيدنا اسماعيل بكبش عظيم حتى لا يكون ذبيحة لكن الحاكم باختياره لذلك التاريخ هو إذلال وتحقير لأمة بأكملها لا لعائلته فقط وشعبه ، وها نحن قد أحيينا عشرة مرات عيد الأضحى بعد ذلك اليوم العظيم عندنا وعند الله لكنه في نفس الوقت مشؤوم خاصة عند من هم مؤمنون بالفكر القومي التقدمي وخاصة نحن المغاربة الذين عانينا منه الكثير، فقبل اغتيال القائد صدام حسين رحمه الله قام الاستعمار الفرنسي في بداية الخمسينات من القرن الماضي بالتنكيل بالمغاربة وجعل عيد أضحاهم هو يوم شؤم حينما قررت الإدارة الفرنسية الاستعمارية نفي زعيم ورائد التحرير المغربي من المغرب محمد الخامس طيب الله ثراه.

نخاطبك اليوم يا أبا عدي وجثتك في قبرك أينما كان ، لكن روحك وفكرك لازال معنا .

نعاهد الله ونعاهدك على أنك سوف تظل رمزا لنا عاملين على الحفاظ وتطوير فكرك إلى أن نحقق مبتغاك والذي يتجلى في بناء وتحرير العقل العربي وجعل العرب أمة واحدة .

نقول لكل من المحتل وأذنابه والذين سعوا خائبين الى طمس وتغيير صورة هذا القائد من رجل مؤمن بالتحرر والتقدمية إلى رمز للدكتاتورية أنهم أخطأوا في تقديراتهم وبهتانهم حيث أن واقع الحال يثبت العكس فعراق صدام كان أرضا وزمانا للديموقراطية العربية واليسر والكرم لكل من زارها وطلب العلم بها، تقدمية تواقة لنشر وترسيخ العلم والحرية ونبذ العبودية ومحاربة الجهل والأمية.

صدام يا صدام
صادك صمود أمام غطرستهم.
دالك دم يجري في عروقنا ودمار لقوتهم الكاذبة.
ألفك ألفة بيننا.
ميمك مسارنا وسبيلنا نحو التحرر .
حاؤك حسن وحسام على رقاب الأنذال والصهاينة إلى أن يستسلموا.
سينك سمو وسهام في صدور أعدائنا لا تخيب الهدف.
ياؤك ياسمين يزين بهاء الـماجدات والنشامى من أبنائك وعطره يفوح كالمسك على أرواح الشهداء.
نونك نبل ونبال مدوية في السماء فوق دوي مدافع الأعداء.
المجد والخلود لك ولكل الشهداء وعاش العراق وعاشت المقاومة العراقية الفذة
الماجدات والنشامى أبناؤك من المغرب الشقيق الذين لن ينسوا نضالك ووقوفك إلى جانبهم كمغاربة





الجمعة ٢٣ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد سيسين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة