شبكة ذي قار
عـاجـل










مع نشأة العراق الحديث الجغرافي بعد الحرب العالمية الاولى وانتهاء حقبتها وتقسيم المنطقة انذاك وفق معاهدة سايكس بيكو والتي افضت بالعراق الحالي وفق حدوده الجغرافية المعروفة ،مر العراق بكثير من التقلبات المجتمعية ومنها في الجانب السياسي بسبب محاولة الاحتلال البريطاني من السيطرة الشاملة على مقدرات العراق الاقتصادية بالدرجة الاساس ، كانت بداية نشوء الحركات الوطنية في العراق بعد عام 1920 وانطلاق ثورة الشعب العراقي عام 1920 ضد الاحتلال البريطاني لتكون صفحة من صفحات التاريخ ولتقلب كل الموازين التي وضعتها الاحتلال البريطاني والتي لم تتوقع ذلك في حساباتها في بناء الدولة العراقية ومن اهم النقاط الاساسية في تلك الثورة خلقت روح الوحدة الوطنية الثائرة ضد اي احتلال يحاول ان يسئ لسمعة الشعب العراقي وبعد الفتاوي الدينية والعشائرية التي صدرت انذاك كانت ثورة الشعب من الجنوب الى الشمال فقد شاركت فيها كل فئات الشعب العراقي عربا وكردا وتركمانا وكل الاديان والطوائف .. لتشكل ثورة عراقية تاريخية بأمتياز .وكانت نقطة انطلاق وواجهة الحركة الوطنية في العراق بين الاوساط الثقافية والادبية والسياسية وحتى العسكرية بعد ان تمت الموافقة على تاسيس الجيش العراقي الباسل عام 1921 في السادس من كانون الثاني .

في بداية ثلاثينيات القرن الماضي بدأت الحركات السياسية والمنتديات تبدأ بأخذ دورها المتميز بين الاوساط الشعبية العراقية لتوضح من خلال المنتديات السياسية والثقافية صورة الوطن تحت الاحتلال البريطاني ولتنويرة من ضرورة الاستقلال التام وطرد الاحتلال ..وظهرتاسيس الحزب الشيوعي العراقي في 31 آذار عام 1934 ليستقطب الوطنيين والعراقيين ويستقطب الطبقات التحررية الوسطى من الفلاحين والعمال والكسبة ليكون ناصرهم السياسي..ومع كل هذه التقلبات السياسية ,ولد في 28 نيسان 1937 طفلا اسمه صدام حسين في تكريت لترتسم على جبينه خارطة الوطن المحررة من الاستعمار الاجنبي لتنطلق في سماء حرية التاريخ ..وليكون هذا الطفل وهو في سن العاشرة من عمرة لينطلق تاسيس حزب البعث العربي الاشتراكي في 7 نيسان 1947 ليشكل نقطة انطلاق سياسية كبيرة في العراق وليشارك في كل الثورات والانتفاضات التي قادتها الحركات الوطنية ضد الاحتلال البريطاني وضد الانتداب الببريطاني وضد كل الممارسات التي كانت تفضي لضرب مقومات الوطن .

ليتحول الطفل و الشاب صدام حسين الى احد الشباب العراقيين الثائرين ضد طغمة الاحتلال ومن يقف معهم ومن يقف ضد مصالح الشعب التحررية الوطنية .وبعد ثورة 14 تموز عام 1958 التي قادتها الحركات الثورية بمساندة الجيش العراقي انذاك لتنقلب على الحكم الملكي والمرتبط بالحكم الملكي البريطاني انذاك ..وما ان انحرفت الثورة عن خطواتها ومساراتها وانحرف عبد الكريم قاسم وتحول الى يدا تضرب الحركات الوطنية ونشبت معارك دامية قادها ضد البعثيين تارتا والشيوعيين تارة اخرى وقاد حربا ضد الشعب الكردي عام 1961 وغيرهم .وماكان على قيادة الحزب الا ان تخطط لقيادة ثورة على السلطة الغاشمة ولتعديل مسار ثورة تموز 1958 واعادته على طريقها الصحيح ,

وقد كان للرئيس الشهيد صدام حسين احد الادوار المهمة في التصدي لعبد الكريم قاسم عام 1959 في شارع الرشيد مع مجموعة من اعضاء الحزب .وبعدها بدأت عملية انتقامية ضد الحزب وعمليات اعتقالات واسعة في صفوف الحزب والتي دفعت بالرفيق القائد الشهيد انذاك لينتقل الى سوريا ومنها الى مصر ، لتبدأ مرحلة الصقل السياسي والقراءة الفكرية لماهو قادم من الايام ، حتى جاءت ثورة التحرر الكبرى في 17-تموز 1968 ليكون الرفيق القائد صدام حسين احد قادة الثورة الذين اعتلوا الدبابات من اجل انجاح الثورة وشاركه فيها قادة الحزب في قيادة الجماهير ونزولها للشارع تأيدا للثورة الجبارة .

وكانت الخطط الكاملة للثورة وما بعدها قد تم وضعه قيد التنفيذ وكان اهمها القضاء على شبكات التجسس الصهيونية في العراق .ولتنطلق الثورة باعظم ثورة نهضة علمية وتنمويةفي التاريخ العراقي و في كل مجالات الحياة التي تخص المواطن ,وكان اهم منجزاتها والتي وضعت الركائز الاساسية لتثبيت وقوة وصلابة تاسيس الثورة والوطن المتحضر .. وهي :

1- قرار تأميم النفط الخالد في عام 1972 والذي اكمل الاستقلال للعراق ليشكل الاستقلال السياسي والاقتصادي للدولة العراقية الحديثة

2- قرار تأسيس الجبهة الوطنية والقومية التقدمية عام 1973

3- بيان الحكم الذاتي للاكراد في اذار عام 1970 وتم تنفيذه بشكل كامل عام 1974

4- قرار الخطط الخمسية في حركة النهضة العلمية والتربوية والتنمية العمرانية وشملت كل محافظات العراق وفي كل مرافق الحياة التي تخص شؤون المواطن العراق .

5- مشاركة الاحزاب المنضوية تحت الجبهة الوطنية في حكم العراق بعد انتخابات المجلس الوطني والممارسة الديمقراطية الكبيرة لذلك .
كانت هذه الخطوات التي اقدمت عليها الثورة واشرف عليها بشكل مباشر القيادة السياسية لحزب البعث العربي الاشتراكي وكان اغلبها قد اشرف عليها الرفيق الشهيد صدام حسين واهتمامه الكامل في المواطن العراقي..امام هذه القيادةالجبارة لم يرق للقوى الاستعمارية في العالم ماحدث من نهضة في العراق والتي خرجت عن خطها الطبيعي وتشكل خطأ احمر بالنسبة للنظام الماسوني الاستعماري ،لذلك عمدت الدوائر الماسونية في وضع مخططات لتعطيل عجلة التقدم والتنمية في العراق وبدأتها وبالتعاون مع دول استعمارية كايران لها اطماع تاريخية في العراق وتحريك بعض الفصائل تحت يافطات شتى من اجل زعزعة الوضع الداخلي في العراق ..واتطاع العراق من التغلب على كل تلك المشاكل والاستمرار بثورة التقدم العلمي والتنمويز ..

ولم يكن امام الدوائر الماسونية الا ان تدعم الانقلاب في ايران واسقاط الشاه والمجئ بالخميني ليسوق مشروع الماسونية بقرار تصدير الثورة الخمينية وبدأها في العراق وبدأت ازلام ايران في العراق من زعزعة الوضع في الداخل العراقي من خلال ضرب الشعب بالاسلحة الخفيفة واستخدام السيارات المفخخة وكانت عملية ضرب الجامعة المستنصرية وكذلك ضرب تشييع الشهداء من قبل مجموعة خرجت من المدرسة الايرانية وكذلك تفجير الاذاعة والتلفزيون ووكالة الانباء العراقية ووزارة التخطيط وكذلك تفجير بغداد الجديدة ومحاولة اغتيار السيد طارق عزيز ووزير الاعلام انذاك وغيرها من الجرائم والتي اعترف النظام الايراني انذاك بها . ..ولم يكن امام القيادة السياسية الا اتخاذ التدابير اللازمة بكل الوسائل لحماية الشعب الثورة الفتية .وتم طرد كل الجواسيس والعملاء من حملة الجنسية الايرانية ومن يعمل معهم من ازلام حزب الدعوة العميل .وقامت ايران بقصف حدودنا العراقية كافة عدة مرات .ولم يكن امام القيادة الا التصدي للهجمة الفارسية ليرد الجيش العراقي الباسل على الجيش الايراني في 22-9-1980 ليدفع الشر عن المدن العراقية .ولتكون المخططات واضحة ضد العراق بعد الكشف عن تعامل النظام الايراني مع الكيان الصهيوني من خلال التعاون العسكري المشترك وما كان من كشف قضية ( ايران غيت ) وارسال اسلحة اسرائيلية الى ايران دليلا واضحا على ذلك ..وضرب الكيان الصهيوني عام 1981 المفاعل النووي العراقي في منطقة التويثة في بغداد الا دليلا اخرا لتعاون دول المنظومة الماسونية في تعطيل ثورة التقدم العلمي والتنموي في العراق .. وخرج العراق منتصرا بعد ان اعلنها الخميني انه تجرع السم بالقبول بوقف اطلاق النار وفشل مخطط تصدير ثورته الماسونية .

امام كل تلك التحديات ومنذ ثورة تموز 1968 كانت حكمة القيادة السياسية في السيطرة على الوضع السياسي والاقتصادي والامني وتحقيق الانتصارات في كافة الميادين وكان يقف خلفها القائد الشهيد صدام حسين مع رفاقه في القيادة كلا حسب تخصصه فيها لتبدأ عملية اعادة البناء ووضع خطوات استكمال خطط التنمية في العراق .ولم يرق ذلك الدوائر الصهيونية والماسونية ان يخرج العراق في كل معاركه منتصرا .لتكون صفحة الحرب المباشرة والتي قادتها الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها والتي تشكل المحفل الماسوني والذي وقع على وثيقة كامبل عام 1907 لتدمير ووضع المنطقة في حرب دائمة لكي لايشملها حركة تقدم المجتمعات من الجانب التنموي والعلمي .استطاع الرئيس الشهيد من قيادة المعركة ضد الدوائر الماسونية واستخدمت كل الوسائل ولم يتبقى امام تلك الدوائر الا صفحة واحدة وهي الاحتلال المباشر ..وكانت قد اقدمت الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها وبالتعاون من بعض دول الاقليمية والعربية وايران من الاقدام على احتلال العراق .وتنفيذ مخططها الارهابي الكوني في اجتثاث العراق وشعبه بالكامل وتطبيق قوانين ارهابية لم تمر على دولة وشعب في التاريخ الانساني بعد ان قاموا بتقطيع اوصال الشعب واعتقال قيادته السياسية واعدام قيادة الدولة الوطنية واصدار قرار حل الجيش العراقي الباسل انتقاما منه لمشاركته في معارك القومية ضد الكيان الصهيوني في عام 48 و 67 و 73 وضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ والغاء نظرية امن الكيان الصهيوني .. واصدار قرار اجتثاث الشعب ومن خلال قرار اجتثاث البعث وتم قتل اكثر من 160 الف بعثي وتشريد عوائلهم وتشريد ملايين العراقيين بكل قومياتهم واديانهم وطوائفهم ..وتدمير كل ما تم بناءه في ظل الحكم الوطني وقيادته لثورة تموز 1968 التحررية من مقومات تخدم المجتمع العراقي .. وتسليط نظام تابع لايران يقودة حزب الدعوة العميل ليعود العراق الى عصور التخلف .

واما كل ماذكر اعلاه وبعد مرور اكثر من 13 عاما على احتلال العراق وتبديد ثروات العراق وسرقتها وتدمير العراق قد ادرك الشعب العراقي مدى احقية القيادة السياسية بكل القرارات والخطط التي انتهجها خلال فترة الحكم على مدى 35 عاما ليبدأ الشعب العراقي بالانتفاضة على الاحتلال وسلطته وانطلاق المقاومة العراقية الباسلة والتي قادها وفجرها الرئيس الشهيد صدام حسين قبل اسره وتنفيذ عملية اغتياله في 30-12-2006 .

لتستمر المقاومة حتى قررت امريكا ان تهرب من العراق باكذوبة ( وثيقة الانسحاب ) عام 2011 بعد مقتل الالاف واصابة مئات الالوف من جنود الاحتلال على ايدي مقاومة الشعب العراقي ,ولتبدأ ثورة الشعب في اغلب المحافظات منذ عام 2012 من جنوب العراق وتكمل في المحافظات الغربية لتقول كلمة الفصل ولتصل الثورة الى اسقاط نظام امريكا في المنطقة الخضراء لم يتبقى امامها الا ان تستنجد بالاحتلال مرة اخرى وليعطي الاحتلال ايران الجائزة الكبرى بالتدخل المباشر من خلال الحرس الثوري الايراني وادخال المنظمات الارهابية في العراق للوقوف بوجه الثورة العراقية الوطنية ،لتعود دول الاحتلال لتساند نظام الاجرام في بغداد من خلال القوة الجوية الاجرامية للاحتلال ...ومازال الشعب يخرج في كل المحافظات ويتحدى السلطة وميلشياتها وجيوشها الاجرامية ليهتف ( بالروح بالدم نفديك ياصدام ) في المحافظات كافه وبالاخص في المحافظات الجنوبية الغير متوقع لديهم ذلك لاعتبارها تحت سلطتهم ..ليقول الشعب كلمته انه شعب القائد صدام حسين وماهي الا مرحلة وستنجلي ليعود العراق واحدا موحدا ويطرد كل الجواسيس والعملاء الذين ساهموا في تدمير العراق .

هكذا شكل القائد الشهيد صدام حسين رحمه الله صفحة من صفحات التاريخ العراقي المجيد والتي لاتتكرر بسهوله ليحصد قلوب مئات الملايين من الاحرار والثوار في العالم، وفي ذكراه العاشرة واعتلاه منصة الشرف و العز والكبرياء رافضا ان يغطى وجهه الملئ بالنور من نور السماوات والارض وليطلق الشهادتين وليكمل رسالته الخالدة ويسلم الراية الى الشعب الثائر والقيادات الوطنية الثائرة من كل الاحزاب والتيارات والحركات الثورية المناهضة للاحتلال وازلام السلطة، وليكمل الشعب ثورة التحرير حتى النصر النهائي. وما النصر الا من عند الله .

ستبقى خالدا في ذاكرة التاريخ وفي ذاكرة الاحرار والثوار الشرفاء في العالم

سيروان بابان
عضو الامانة العامة للجبهة الوطنية والقومية والاسلامية

 





الخميس ٢٢ ربيع الاول ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سيروان بابان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة