شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ احتلاله عام 2003 الذي انتهى بتدمير وخراب العراق القوي والمزدهر والعودة به الى عصرالتأخر والظلام وتسليمه لسلطة محاصصة طائفية لاحزاب فاسدة وعميلة انحدرت بالبلاد خلال السنوات الماضية الى التردي والانحطاط الحضاري،وعرضت المنطقة الى الفوضى وفقدان الامن والاستقرار وانتشار الارهاب وتهديده للجميع ؟! .. 13 عاما والحال يسوء وتحديدا حال العراق ولا بارقة امل في خلاص؟ فالمسبب .. اي سبب البلاء ومحنة الشعب العراقي،هي المحتل و العملية السياسية الفاشلة والعميلة وسلطتها التي اقامها المحتلون، وهي من تعاون معهم لاضعاف العراق العربي وانهاء دوره الفاعل في المنطقة،ونهب ثرواته واباح، ولم يزل، سفك الدم العراقي بغزارة ،وافقر وجوَع ويتَم ورمَل وشرد الملايين، واحال،بحقد طائفي، المدن المنتفضة والثائرة والرافضة للمحتل والوجود الاجنبي الى خرائب واطلال! وتم تسليم مقدرات البلاد بيد الاعداء الفرس؟ .. والى جانب كل التردي والانهيار فقد جعل المتسلطون من .. عنوان ( الاصلاحات والتغيير! ) بازارا للمزايدة والالهاء والمشاغلة والانتقام وتصفية الحسابات من خلال دعوات كاذبة للمصالحة الوطنية وللتغيير الحكومي ومحاربة المفسدين والتي تتصاعد وتيرتها بتصاعد الغضب الشعبي وتوالي الهزائم واقتراب الانتخابات، وهي دعوات مخادعة وليس دعوات جادة وبرامج حقيقية لايقاف الدم والعنف والخراب والعمل على التغيير الحقيقي بالاستفادة من كل الطاقات والكفاءات لاعادة بناء واعمار العراق وتأهيله ليعود بثقله المؤثر ودوره الفاعل في عودة الامن والسلام والاستقرار للمنطقة وللعالم؟! .

اولا .. بازار السلطة للاصلاحات

( 1 )

فهل الخلاص هو .. بالمشاركة او الاصلاح الترقيعي مع سلطة ابرز تشريعاتها .. دستور تقسيمي وقوانين واجراءات جائرة وتعسفية تقوم على المحاصصة والاقصاء كالاجتثاث والحظر وحل مؤسسات هامة على رأسها الجيش العراقي اعرق جيوش المنطقة ووسام فخارها، والمخبر السري والمادة 4 أرهاب، وبث ثقافة التخلف والامية وتروٌيج البدع والاباطيل التي بموجبها تصٌدرالعراق الذي يملك اكبر ثاني احتياطي عالمي للنفط .. قائمة الدول والشعوب الاكثر جوعا، و فقرا ونسبة كبيرة من شعبها في مقدمة من هم تحت مستوى خط الفقر ! وعاد التخلف والامية بنسب مخيفة بعد ان كان العراق قد حصل على جائزة اليونسكو عام 1971 لقضائه على آفة الامية ، وان لديه افضل نظام تعليمي وتربوي في المنطقة ! وغدا النظام الديمقراطي الذي بشًر به المحتل ليكون انموذجا يحتذى به في الشرق الاوسط، اكثر الانظمة دموية ووحشية وفسادا وفشلا ،والحكام ممن سلطوهم على الشعب هم الاكثر نهبا وهدرا لثروات البلاد.

( 2 )

وهل ان الخلاص .. مع ذات الوجوه العميلة والفاسدة التي وصفها ( بول بريمر ) الحاكم المدني الامريكي للعراق بعد الاحتلال لاحدى الصحف الامريكية بقوله " ان قادة العراق دجالون ومنافقون وكذابون وسراق جئنا بهم من الشوارع!" فابناء الشوارع هؤلاء نهبوا اموال البلاد والعباد ،اذ اكدت اخر التقارير المالية الى ان 850 مليار دولار مازالت مفقودة فقط خلال فترة حكم المالكي 2800 ـ 2014 ، وان ( هوشيار الزيباري ) وزير المالية الذي كان قد استدعي من قبل البرلمان للاستجواب بقضايا فساد والذي من المؤمل استجاوب ثانية، وفي حديث متلفزقد كشف "بان مسؤولا سياسيا كبيرا،ملمحا الى المالكي ، قام بتهريب مبلغ5 ,6 مليار دولارالى الخارج!" كما ان ديون العراق لغاية عام 2015 وفق اخر تقرير مالي،بلغت 81 مليار دولار! فضلا عن تكبيل ورهن مستقبل العراق بقروض طويلة الامد وباهضة الفوائد وبشروط صعبة للبنك الفيدرالي والبنوك الدولية بعد ان افرغ المالكي الخزينة ،مع بداية استلام العبادي رئاسة الحكومة، بسحب واخذ كل الاحتياطي النقدي للعراق والبالغ 67 مليار دولارحسب تصريح ( سنان الشبيبي ) محافظ البنك المركزي المقال، والذي صرح واصفا المبلغ المنهوب بانه" .. يكفي لبناء وطن يتسع لـ 30 مليون نسمة يكون امنية لكل البشر"! .

( 3 )

 ام ان الخلاص .. بلعبة انتخابية جديدة لن تتغير فيها الاً بعض الوجوه، كما يحضَر اليوم لانتخابات لنفس المكونات والاحزاب وبوجوه فاسدة! وهي باشراف مفوضية للانتخابات ترتبط باحزاب السلطة الرئيسية وهي التي تتحكم بالنتائج بالتزوير وبيع ودس الاصوات للمتنفذ ومن يدفع اكثر ومن هو اكثر خيانة وعمالة وارتباطا بملالي طهران وتوظيف اصوات اكثر من مليون ايراني منحت لهم الجنسية العراقية لترجيح كفة من يريدون كما حصل في الانتخابات السابقة! واستغلال الدين والطائفة و تدخل بعض المراجع المذهبية لتزكية وفرض ذات الوجوه العميلة الفاسقة" قشمرتنا المرجعية ،وانتخبنا السرسرية" .

( 4 )

ام ان الخلاص .. بتفريس العراق التي "تحكمه ايران اليوم" كما اكد ذلك ( اياد علاوي ) احد نواب الرئيس في حديث صحفي في 3 / 9 الجاري، وتعزيز السلطة الميليشياوية الطائفية الممثلة بـ105 مليشيا والعمل على توحيدها في تشكيل ( الحشد الشعبي ) وجعلها ، بتشكيل عسكري رسمي، قوة قمعية كالحرس الثوري الايراني، تشكيلاته وقياداته والاشراف عليه هي من فيلق القدس والحرس الثوري، لتكون بديلا عن الجيش واقوى منه،وهذا ما يسعى اليه ملالي ايران ،وكيف لايكون كذلك ،ومنظمة بدر اكبر هذه المليشيات هي اليوم اقوى من الجيش ! وفق ما جاء في اعلان رئيسها ( هادي العامري ) في 2 / ايلول / سبتمبر الجاري بقوله "ان منظمة بدر اضحت اقوى من الجيش العراقي " والى جانب ذلك اعلنت طهران مؤخراعن عزمها تأسيس ( جيش التحرير بقيادة قاسم سليماني ) في الخارج ، وبالتأكيد سيشكل من اتباعها في العراق وسوريا واليمن ولبنان واذرعتها في بلدان الخليج مضافا لهم الافغان والجنسيات الاخرى ليكون بديلا عن الحرس والجيش الايراني في تنفيذ اجندتها الخارجية ( اقامة امبراطورية فارس الكبرى ) واية مهام خارج الارض الايرانية " العبث بامن واستقرار المنطقة والعالم! "! في ظل مواصلة سياسة التهجير والتطهير العرقي والتغيير الديموغرافي لسكان المدن على اساس عرقي وطائفي ووفق سياسة التفريس الممنهجة التي سيغمر طوفانها المنطقة بدءا بالخليج العربي ووصولا الى المغرب العربي وانتهاءا بافغانستان وباكستان .

( 5 )

او ان الخلاص .. مع هذه الوجوه المتسلطة بـ ( سياسيها وعمائمها الملونة ) التي لم تحترم ارادة شعبها الرافض لهم والمنتفض عليهم وعلى الوجود الايراني البغيض "اني العراقي اني .. خل يطلع الايراني" والالتفاف على مطاليب المنتفضين الثائرين المشروعة بالتسويف والمماطلة والخداع فلم تطلق سراح معتقل مظلوم ،وحتى قانون العفو العام الذي اصدرته في اب / اغسطس 2016 .. فقد فصلت مواده على مقاسات سجناء احزاب السلطة من القتلة، فقد عفى القانون عن المجرمين الحقيقيين وابقى على الابرياء المظلومين المعتقلين بموجب المادة 4 أرهاب وبوشايات كيدية من المخبر السري! اضافة الى استمرار عمليات الاعدام بفعل الحقد الطائفي والتمييز المناطقي، ومازال الشعب يعاني من شحة وانعدام الخدمات الاساسية كالكهرباء والماء الصالح للشرب، كما ان المطالبة الشعبية بحكومة تكنوقراط وبازاحة الفاسدين ومحاسبتهم وتخفيض رواتب وامتيازات البرلمانيين وكبار المسؤؤلين سوفًت ولم يتم اي اجراء ضد الحيتان الفاسدة ولم تخفُض رواتب الرئاسات الثلاثة واصحاب الدرجات الخاصة بل زادوها بطرق ملتوية في الوقت الذي خفضوا فيه رواتب المتقاعدين وصغار الموظفين؟!.

( 6 )

وهل ان الخلاص .. من خلال الدكاكين السياسية التي افتتحت في واشنطن وعواصم اخرى ومن قبل دعاة التقسيم او مايسمى بالفدرلة والاقلمة او من خلال مؤتمرات فارهة فاشلة ،تحت يافطة ( خلاص وانقاذ العراق ) والتي شاركت فيها قوى وشخصيات كانت من ضمن العملية السياسية الفاشلة ،والبعض مازال، مشاركا فيها وجزءا منها، ومن المستفيدين وممن اثرى بالمتاجرة في قضيتنا،وبعضهم من له علاقات بقوى ودول معادية وبالاخص دول الاحتلال، وهم في محاولاتهم هذه يخدمون الاجندة المعادية ومصالح الطغاة بالتعسكر قرب منابع النفط وفي المنطقة العربية ذات الموقع الاستراتيجي وبما يضمن بقاء وتفوق وقوة وامن اسرائيل ،وهذا لا يتحقق الاَ باضعاف وتفتيت العراق واغراقه بفوضى ومشاكل يصعب حلها وبما يرسخ الوجود الفارسي ويطيل من عمر السلطة لنهب المزيد من ثروات الشعب العراقي!.

ثانياَ .. الخلاص المنشود والتغيير المطلوب

وبعد هذا فان من يظن ان التغيير المنشود والخلاص الحقيقي قادم مع ما تقدم من طروحات اصلاحات بازار السلطة واسيادها! .. فهو واهم ،وكل هذه المحاولات غير مجدية وغير جادة وهدفها تخديري ودعائي ليس الًا! لتستمر في ظلها سياسة التآمر على العراق وشعبه في رقعتها الضيقة وعلى الامة والعالم العربي في هدفها الاوسع،فلا مواعيد رئيس الحكومة ( حيدر العبادي ) بالاصلاحات وابدال حكومته بحكومة تكنوقراط لوضع حد للفساد .. جادة ويمكن ان تؤدي الى نتيجة ،لانه حتى ولونزع ثوبه كاحد قادة حزب الدعوة مع افتراض انه راغب بالاصلاح ليس من باب الايمان وانما لتدارك الوضع قبل سقوط سلطته والعملية السياسية، فانه غير قادر وضعيف امام الاحزاب التي تغولت وحيتانها المفترسة وميليشياتها الوحشية ومن وراءهم من قوى وابرزهم نظام الملالي في ايران! ثم ان الخلاص المطلوب والتغيير المنشود هو ليس بازاحة وزير والمجيء بزميله في الحزب وفق حصة هذا الحزب او ذاك المكٌون، والخلاص ليس بمواعيد عرقوب في توفير الخدمات الاساسية وفي مقدمتها الكهرباء !ولا بتقديم ملف هذا السارق والفاسد الى البرلمان او لجنة النزاهة لاستجوابه في حركات ممسرحة ما عادت خافية حتى على المواطن البسيط والتي تنتهي بالبراءة كما حصل في قضية الفساد المفضوح في الثراء غير الطبيعي للنائب الصدري ( بهاء الاعرجي ) وما قدمه الشهر الماضي وزير الدفاع ( خالد العبيدي ) من وثائق وما اعلنه عن مساومته ومحاولات ارغامه على قبول عقود فاسدة تخص وزارته من قبل رئيس البرلمان وعدد من النواب والتي انتهت بسحب الثقة من الوزير؟! وعمليات تهريب السلطات للوزراء والمسؤولين السراق واللصوص مع الاموال المسروقة الى الخارج وابرز امثلتهم القيادي في حزب الدعوة ،وزير التجارة ( فلاح السوداني ) وقبله ( حازم الشعلان ) وزير الدفاع و ( ايهم السامرائي ) و ( وحيد كريم ) وزيرا الكهرباء ووكيل وزارة الصحة والعشرات من امثالهم! فضلا عن عمليات النهب التي تتم باسماء ابناء واقارب المسؤولين ؟! والتغيير لايحصل بتغيير الوجوه باخرى مماثلة من ذات الاحزاب ومن المشاركين في العملية السياسية او مما تأتي بهم الانتخابات التي انخدع بها وبالديمقراطية الامريكية شعبنا اذ ظهرت انها لعبة غير نزيهة تضمن للمشاركين في السلطة فقط الاستمرار في الحكم!بسبب الغش والتزوير وسياسات التهميش والاقصاء والحرمان ومصادرة الحريات والحقوق المشروعة للآخر! وهذا ماشرَع بقوانين تستند على مانص عليه الدستور التقسيمي والقوانين والاجراءات التي لحقت بذلك! اضافة الى السياسات الفاشلة لحكومات المحاصصة الطائفية التي عصفت بامن واستقرار العراق وعرضت المنطقة وامن ومصالح العالم باسره لمخاطر الارهاب ! فالخلاص المنشود لا يكون الا بـ "التغيير الكلي والشامل للعملية السياسية القائمة، وليدة عدوان مدمر واحتلال غاشم ،وازالة كافة مخلفات المحتلين وطرد القوات الاجنبية وانهاء الوجود الخارجي وبالذات الغزاة وفي المقدمة الوجود الفارسي" .

فهذا هو اساس الخلاص الذي يطالب به الشعب وهو ما عكسته اغلب الشعارات المرفوعة في الانتفاضات والتظاهرات التي مازالت تشهدها بغداد واغلب المحافظات ومنذ سنوات ،فايجاد حل سياسي شامل يعد لمصالحة وطنية وفق برنامج وطني يقوم على اسس واقعية يشارك فيه الجميع دون استثناء ووفق مسلمات اساسية،تحرَم الدم العراقي وترفض بقوة الطائفية والعنصرية ،وتقتلع من الجذور كل مسببات ما حل بالعراق وبما يضع حدا لحالة الفوضى والفساد ويوقف عملية الانهيار والانحدارالحضاري ويؤكد على سيادة وسلامة ووحدة العراق ارضا وشعبا وبما ينبذ ويرفض رفضا مطلقا نزعات التقسيم تحت اي عنوان او مسمى ،ويؤكد على هوية العراق الوطنية وانتمائه العربي واحياء دوره الايجابي في اقرار السلام والامن والاستقرار في المنطقة ، والعمل على تعيين حكومة انقاذ وطني تتولى مهام التحضير للانتخابات في موعد مناسب والاعداد لدستور جديد للبلاد بعد ألغاء كل القوانين والاجراءات المرتبطة بـ "دستوربريمر" او التي اتخذت في ظله، واعادة تأسيس الجيش وقوى الامن الداخلي تدريجيا وعلى الاسس الوطنية السليمة وحصر السلاح بيد الدولة بعد ألغاء كل مظاهر التسليح ( ميليشيات وغيرها ) وحل المشاكل ومعالجة وايجاد الحلول للملفات الشائكة وابرزها توفير الخدمات الاساسية وانصاف المظلومين ورفع الحيف عنهم، وترصين وحدة الشعب ورص صفوفه لمواجهة اي طارىء،واعادة النازحين والمهجرين الى ديارهم والعمل على اعادة المشردين ومن هم في بلاد المهجر واللجوء الاضطراري، وتشكيل لجان لتنقية وتصفية القطاعات الهامة كالقضاء والتربية والتعليم والثقافة العامة مما علق بها من ادران المرحلة السابقة.وهنا لابد من التساؤل .. كيف ومتى تحدث هذه المعجزة ؟لاسيما وان ( الحفاة وابناء الشوارع الفاسدين ) الذين وضعهم المحتل على رأس السلطة يعضون باسنانهم على البقاء وان المليارات التي نهبت لم تشبع افواههم الفاغرة لابتلاع المزيد من اموال النفط وخيرات العراق الكثيرة ، فالى جانب الجاه والسلطة والمليارات والعقارات انهم اصبحوا قوة اذ يقف خلف اضعفهم مريدون وانصار من المنتفعين وميليشيا من 40ـ 50 مسلح ، فضلا عن دعم الاسياد من قوى الاحتلال؟!!ومما يزيد من تعقيد الوضع ان هؤلاء بملياراتهم وميليشياتهم واسناد قوى الاحتلال الطاغية في مواجهة شعب اعزل عملوا ، ومازالوا،على اضعافه وقمعه واعتقال خيرة رجاله وافقاره وتشريد غالبية ناسه الاصلاء ! كل هذا صحيح لاسيما وان شعب العراق معروف بتأريخه وهو من قارع اعتى الطغاة وابشع المجرمين من تتر وفرس ورومان وبقي بعد ان ذهب كل هؤلاء!؟ ، فموقف شعبنا وصمته وصبره الذي طال ازاء جوقة الخونة والفاسدين والقتلة من المتسلطين ومن القوى الاجنبية المتواجدة وهذا التبجح وشماتة ملالي ايران يثير الكثير من علامات الاستفهام وبالذات بالنسبة لمن لا يعرف مايجري على الساحة العراقية ومن هول ما تعرض له شعبنا من مآس وويلات منذ حصار عام 1990 والعدوان الثلاثيني الغاشم عام 1991 وحتى احتلاله عام 2003 والى يومنا هذا، فرجال العراق وقواه الوطنية، هم بين شهيد ومعتقل ومشرد ومطارد والصفوة النجيبة ضمن المقاومة العراقية الباسلة التي انطلقت عشية الاحتلال وكانت، بعملياتها وبسالة رجالها ،قد تمكنت ، لولا التآمر والدسائس والغدر بـ ( الصحوات ) وغيرها ،من اجبار المحتل الامريكي على الانسحاب في وقت مبكر بدلا من الانسحاب اواخر عام 2011 ، ومع كل هذا ،ورغم عنف الاجراءات الحكومية وبطش ميليشياتها،فقد خرج هذا الشعب الصامد الصابر منتفظا ومتظاهرا ومحتجا وثائرا، وممزقا صور خميني ومحطما مقرات الاحزاب المتنفذة كـ ( العوة وبدر والمجلس الاعلى ) وكذلك اقتحام مقرات مجالس المحافظات ومراكز المحافظات في الفرات الاوسط والجنوب رغم الوجود المتنوع الاشكال للحرس والباسيج الايراني والميليشيات والقوات والاجهزة الامنية الحكومية، وفي بغداد احتل المتظاهرون مبنى البرلمان واخترقوا بوابات المنطقة الخضراء ودخول مجلس الوزارء ،هذا الشعب المسلوب الارادة، بجياعه ومشرديه وشبابه العاطل عن العمل وعماله وفلاحيه وطلبته وماجداته وبكل مكوناته وتلاحمه هو والمقاومة الوطنية بكل فصائلها .. المنقذ والمخلص بثورة عارمة ،ثورة الجياع والمظلومين والمهمشين ومعهم كل الشرفاء والغيارى من ابناء هذا الشعب العظيم، ثورة بدأت شعلتها بالاعتصامات والتظاهرات والاحتجاجات المتواصلة والتي ستبلغ ذروتها لتطيح بسلطة المحتل وعمليته السياسية الفاشلة في يوم لن يجد فيه هؤلاء العملاء المتسلطون فرصة للهروب ،وسيخضعون، حتما، لقصاص الشعب العادل، ولن تنفعهم جيوشهم وميليشياتهم واسيادهم من فرس وصهاينة، فحتى اسيادهم وبالذات الامريكان لم يخفوا اعترافهم بان هؤلاء اصبحوا، لفشلهم وفسادهم واخفاقاتهم الكبيرة، عبئا عليهم وانهم لم يخفوا الرغبة في تغييرهم فضلا عن ان الوضع العربي والاقليمي والدولي لن يبقى على ماهو عليه اذ تؤكد العديد من البحوث ان هناك متغيرات وبالاخص في العالم العربي، وان شهر العسل بين الولايات المتحدة ومعها اوربا ،بعد الاتفاق النووي مع ايران لن يستمر مع ملالي ايران طويلا لاسيما وان ادارة الرئيس اوباما في اواخر عهدها ،وان نظام طهران لن يستمر ببرنامجه التوسعي للصعوبات المالية وللوضع الاقتصادي والداخلي الصعب،كما تشير الدراسات الاستشرافية الى افول حتمي للقوة الامريكية وتلاشيها التدريجي، وانها، في المرحلة القادمة، لن تبقى القوة العظمى الوحيدة في العالم ،فستكون الى جانبها قوى اخرى من بينها الصين ! وهذه عوامل تصب في صالح التغيير في العراق وهذه المرة سيكون للشعب العراقي،ان شاء الله، قوله الفصل.

 





الثلاثاء ٤ ذو الحجــة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أيلول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة