شبكة ذي قار
عـاجـل










والبعث فكر ومعتقد وتأريخ وتنظيم هو الاكثر صموداً وخلوداً ،والابقى والاصلب والاقوى ،وهو ليس بحاجة لمن يدافع عنه ،ولا يخشى عليه من اجراءات هستيرية وقوانين مفزعة كـ ( الحظر والاجتثاث والمساءلة .. ) الصادرة عن سلطة خائبة واعداء حاقدين ! وهي تعكس ما تعيشه السلطة ومكوناتها واحزابها الطائفية من خوف وتخبط وخشية على مصيرها بعد ان ثبت للجميع انها سلطة فاشلة وعميلة باعت الوطن وفرطت بحقوق شعبه ولم تحافظ على سيادته ولم تصن استقلاله وتحفظ ارضه وحدوده بل نهبت ثرواته وخيراته ،وامعنت في خيانتها وعمالتها اضافة الى اصطفافها مع المحتل، بتنفيذ اجندات اسيادها من قوى ودول وجهات معادية وطامعة تعمل على فرض واقع جديد وفق خارطة تقسيمية جديدة للشرق الاوسط تضعف العرب وتفتت دولهم الحالية الى كيانات مجهرية وبما يهمشهم ويخرجهم من دائرة التنافس الاقليمي، وبما يضمن بقاء اسرائيل الاقوى والاكثر تفوقاً والابرز اقليمياٌ الى جانب ايران وتركيا ،وهؤلاء جميعاً يلتقون مع الولايات المتحدة على حساب المصالح والوجود العربي، وهذا لايتحقق الاُ بالابقاء على العراق المحطمٌ والغارق بفوضى مدمرة وبسلطة محكومة من المحتلين وابرزهم اليوم النظام الايراني لتنحدر به نحو الانحطاط الحضاري والتدهور والضعف ولاطول فترة ممكنة وليصبح العراق في ظل هذه السلطة في مقدمة الدول الاكثر تخلفاٌ وفقراٌ واعلى نسبة لما تحت خط الفقر،وسلطتها الابرز فساداٌ وفشلاٌ وعجزاٌ ودموية،والعراقيون من اكثر الشعوب جوعاً وتشرداً واميةٌ،ولذلك فان المؤامرة الكونية التي تعرض لها العراق وسلطة البعث الوطنية وقيادة الرئيس الشهيد الخالد صدام حسين ومنذ السنوات الاولى لقيادتهم،ثانية، السلطة عام 1968 "مؤامرات واعتداءات مسلحة وحرب الثمان سنوات مع ايران وما اعقبها من عدوان ثلاثيني عام 1991 حصار لاكثر من 12 عاماً والتي انتهت في عام 2003 بتدميره واحتلاله وتنصيب سلطة عميلة تقوم على الطائفية والاتنية بدلا من سلطته الوطنية" وكان من اولويات المحتل اقامة سلطة هزيلة تضم احزاباً ومكونات وشخصيات طائفية وعنصرية .. تشريع دستورتقسيمي ( فيدرالي ) وسن قوانين واتخاذ اجراءات استهدفت ،في المقدمة، البعث وقيادته وكوادره وانصاره؟!! فبالاضافة لقرارات حل الجيش وقوى الامن الوطني وعدد من الوزارات والدوائر الهامة بدعوى "انها كانت حكراٌ على البعثيين!"

قامت ادارة ( بريمر ) الحاكم الاميركي بعد الاحتلال مباشرة وبمشورة ودفع من العملاء والخونة باصدار ( قانون اجتثاث البعث ) في آيار / مايس 2003 ثم وبعد انطلاق الانتفاضة الشعبية واتساع المطالبات الجماهيرية بألغاء القوانين الجائرة ومنها قرار الاجتثاث وبعد وصول طلائع المقاومة الباسلة ابواب بغداد ،ابدلته بـ ( قانون المساءلة والعدالة ) في كانون ثاني/ جنوري 2008 لامتصاص النقمة الشعبية والالتفاف على المطالب الشعبية على اساس اجراء "التعديل والتخفيف فجاءت المساءلة .. اكثر حقداً واشد اجراءات وابشع واكثر وحشية من سابقه" وقد ادت هذه الاجراءات وما صاحبها من تصفيات واعدامات وملاحقات واعتقالات عشوائية الى مقتل اكثر من 2 مليون عراقي بينهم اكثر من 160 ألف بعثي فضلاً عن الاعدامات والاعتقالات التي طالت رئيسه وقياداته، فضلا عن تشريد وتهجيرالملايين ومصادرة الاموال والاملاك واهدار الحقوق وقطع الارزاق والتسبب في تجويع وافقار وتهجير ويتم وترٌمل مئات الالاف ، ومع كل هذه الاجراءات ومع تصاعد الغضب الشعبي واتساع نطاق المعارضة الجماهيرية لتعم محافظات الوسط والجنوب ونجاح عمليات المقاومة العراقية الباسلة ،كانت السلطة المهزوزة تلجأ الى اصدار قرارات وقوانين اكثر اجراماً وبشاعة ضد البعث، اضافة الى تشديد الملاحقات والتصفيات والتنكيل بالوطنيين وكل اصدقاء وانصار الحزب وأتهامه بمسؤولية كل ما يحصل من عمليات مناوئة للسلطة وكذلك التفجيرات وغيرها فهو الشماعة التي تعلق عليها اخفاقات السلطة في حفظ الامن وكل شيء! واليوم وبعد ان اتضح للقاصي والداني من ان السلطة فاسدة وفاشلة "كل المتسلطين لصوص وسفلة وخونة ودلالاتها ما يحصل من اتهامات بالفساد لكبار الرموز اخرها في 5/8 الجاري الفضائح التي كشف جزءاُ منها وزير الدفاع خالد العبيدي ضد رئيس البرلمان سليم الجبوري واخرين! وقبلها اقتحام المنطقة الخضراء واحتلال البرلمان ومكتب رئيس الحكومة العبادي" وان العملية السياسية برمتها عاجزة وان لاحل الا بمصالحة وطنية حقيقية وبتغيير جذري ينهي كل مظاهر الاحتلال والوجود الاجنبي وكل ما يرتبط به وان تحركات السلطة واحزابها وقواها المتنفذة وبدفع من اسيادهم وبالاخص من نظام ملالي ايران المتسع النفوذ ، من صرف المبالغ الطائلة لاقامة مؤتمرات ( المصالحة والانقاذ الوطني! ) وفتح ( دكاكين سياسية ) في هذه العاصمة وتلك علها تجد من يبعد شبح السقوط ويغطى على حقيقة باتت حديث الناس دون خوف رغم البطش ووحشية القوات الحكومية والميليشيات المسعورة وهي " .. ان الاقدر والوحيد القادر على الحل وتخليص العراق من محنته والعودة به قوياً مهاباً هو .. حزب البعث العربي الاشتراكي قائد المقاومة الباسلة ومعه كل القوى والشخصيات والتنظيمات الوطنية والقومية " ووسط انحدار الاوضاع الى الاسوأ .. يصادق البرلمان الالعوبة وتصدرالحكومة الفاشلة ( قانون حظر البعث ) وكأن البعث لم يجتث ولم يحظر من قبل !مما يؤكد عجزالمتسلطون ومن معهم من قوى معادية .. في النيل من البعث والذي كان وتأكد من جديد انه الهاجس وشبح الموت الذي يرعبهم ويشعرهم بانه التهديد الحقيقي لوجودهم رغم تحصٌنهم واحاطتهم بالجيش المليوني والشرطة والاجهزة الامنية واكثر من ( 100 ميليشيا والحشد الشعبي والحرس الثوري والباسيج الايراني وفيلق قاسم سليماني والقوات الامريكية المتبقية ) فالعودة مرة اخرى لاصدارمثل هذا القانون وبمواد ذات طابع اكثر انتقامية وحقداً .. تدل على ان السلطة واسيادها وتحديداً نظام الملالي في طهران مازالت مرعوبة ومازال البعث فكراً ورجالاً وجماهيراً يقض مضاجهم ويذكَرهم بمن سقى كبيرهم السم الزعاف بالهزيمة ليلة 8/8/1988 التي نحتفل وكل شعبنا النجيب،هذه الايام، بمرور ذكراها الـ28 ، واهمين ان الولوغ بدماء مئات الالاف من البعثيين وتشريد الملايين وحرمانهم العودة والعيش واستخدام مثل هذه القوانين لملاحقة كل الشرفاء والرافضين لهؤلاء الحكام والمنتفضين ضدهم والعملية السياسية ومن وراءها سيضع حداً لذلك؟! ولكن ما يحصل هو العكس اذ لم تزد هذه الاجراءات التعسفية .. البعثيين الا ألتصاقاً بالحزب والايمان بانه المنقذ " ياصدام رد لينا .. من الجذب ملينا" فالبعث هو الوطن والامة وارادة الخير والكرامة والهامات الشامخة،وان سلطة بغداد كلما اوغلت في نفث سموم الحقد والضغينة كلما ازدادت شعبية وجماهيرية البعث،الذي عرضوا ،بالتآمر عليه واسقاط حكمه الوطني ، امن واستقرار المنطقة والعالم عموماً الى المخاطر وكانت جريمتهم هذه السبب في شيوع ظاهرة الارهاب التي سيصطلون بها بشكل اوسع بعد ان صنعوها ورعوها ودعموها،فضلاً عن ان العراق قد فقد ،في ظلهم .. الامن والامان والاستقرار والحرية والكرامة والاحترام والحياة ،فضلاً عن استلاب السيادة والاستقلال ،فجاع شعبه لتنتفخ كروش وجيوب القلة المتسلطة بسرقات المال العام والنهب على حساب الشعب مما حرمه من ابسط متطلبات الحياة وفقدان الخدمات الاساسية حتى غدا ( عراق النفط والخيرات ) الافقر والاكثر تخلفا وامية وظلامية بين بلدان العالم الاخرى،فحظر الانتماء للبعث ومنع الانتماء اليه والترويج لافكاره وبما حملته مواده الاجرائية من عقوبات جنائية رغم كل مافيه من مخاطر يبقى اجراء فاشلاً، فللبعث تأريخه العريق فكراً وعقيدة وتنظيماً وله جماهيره وقاعدته الواسعة ومن الاستحالة حظره فهو ليس كائناً يمكن غدره وتصفيته بكاتم للصوت او مفخخة!

وانما هو موجود في الوجدان والعقل ،كما ان البعث اليوم يمثل "المشروع العربي النهضوي في مواجهة المشروع الصهيوني ـ الفارسي ـ الامريكي وكل مخططات الاعداء ومشاريع تمزيق الامة العربية وتفتيت اقطارها الى كيانات اصغر واضعف وفق الرسمة الجديدة لشرق اوسط جديد"! فلا يمكن الاستسلام لمثل هذه الاجراءات الشوفينية بوجود البعث وبالنسبة للبعثيين بشكل عام ،وبشكل خاص لكل المؤمنين بالبعث والعروبة ووحدة الامة والحرص على المصير الواحد،واخيراً ..

ان ملاحقة البعث والبعثيين بقرارات الحظر وقبلها الاجتثاث لهو دليل قاطع على ان السلطة التي نصبها المحتلون وخلال 13 عاما قد اخفقت وقد هزمت! وفي التشريع الاخير اعتراف بان البعث باق وموجود على الساحة العراقية وهو يقود المقاومة المسلحة بفعالية في مواجهة المحتل وسلطته رغم كل اجراءاتها الدموية والتعسفية السابقة، كما ان ذلك سيزيد من شعبية وجماهيرية البعث وانتشاره ونمو قاعدته التنظيمية ورفدها بالدماء الشابة الجديدة يوما بعد آخر، وسيكون دافعاً للمقاومة العراقية الباسلة بكل قواها في تصعيد نضالها وتكثيف عملياتها ومضاعفة نجاحاتها،وذلك مقابل اخفاقات وفشل السلطة الطائفية اقوى واصلب وابقى وعجزها في بسط الامن والامان في البلاد وبما سيسرع من انحدارها نحو الهاوية ومواجهة مصيرها الاسود! .





الثلاثاء ٦ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة