شبكة ذي قار
عـاجـل










اكدت العقود السابقة ان حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي وقيادته القومية ونظامه الوطني في العراق , لم يتأخر او يبخل باي دعم لاسناد القوى الوطنية السورية المعارضة بكافة اطيافها , والتي منها تشكل (( التحالف الوطني لتحرير سوريا )) وبلا تردد او اذن من احد احتضنت بغداد المقر الرئيسي لهذا التحالف بكل حرية دون اي تدخل في اجراءاته او تحديد شؤونه التنظيمية بشرط معين , مجتمعين او منفردين.

ان حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي وتنظيماته في سوريا في دمشق وفي جميع المحافظات , يتابع بدقة وجدية لما يجري في سوريا , في فترة الصراع مع النظام الاسدي المجرم او لحين حصول احتلال العراق , حيث كان للنظام الاسدي مساعي خفية وسرية للعمل بكل خسة ونذالة وخيانة لالحاق الضرر والاذى بالحزب وقيادته الشرعية ومقاومته الشجاعة بعد احتلال العراق , فلقد كان النظام الوطني في العراق السند القوي لقوى المعارضة والمقاومة السورية , لهذا كان النظام الاسدي , وما زال وسيبقى يشعر بالقلق والخوف بمركب النقص التاريخي من ماضيه السياسي والحزبي المشبوه.

والحمد لله كان لبراعة وحكمة القيادة في الحزب , ان اوعزت للمناضلون البعثيون الصادقين في سوريا , ومع اندلاع الثورة السورية الوطنية ضد النظام الاسدي المجرم , الى مساندة كتائب والوية المعارضة والمقاومة السورية على الارض باي عمل مفيد والمشاركة في النشاطات والتحركات السياسية والاعلامية والتعبوية عبر العديد من التنظيمات الوطنية المخلصة , سواء بصفتهم التنظيمية كبعثيين او بصفتهم الوطنية المنفردة , لتاكيد وجودهم وتواجدهم حيث تكون الجماهير المضطهدة والمظلومة والمقاومة والثائرة في عموم المحافظات السورية وخارجها , والحمد لله والشكر له .. حققنا حضورا وتاثيرا واعجابا يشار له مع المخلصين والشرفاء .. لا مع المنافقين والانتهازيين والخونة والعملاء , كوننا ننطلق من مبدأ ان الثورة السورية الوطنية هي امتداد نضالي وجهادي لنشاط التحالف الوطني لتحرير سوريا , الذي مهد وحدد الخطوات الاولى للتصدي للنظام الاسدي المجرم , وبموجب هذا النشاط استجابت العديد من الاطراف العربية والاسلامية والدولية , وبدأت تدرك اهمية وضرورة ازاحة النظام الاسدي الذي يشكل خطرا كارثيا على المنطقة.

ان تواصل الثورة السورية واتساع حجم المقاومة والمعارضة السورية الوطنية , انما يؤكد الاصرار على ضرورة التغيير السياسي الحقيقي في سوريا , على ان يكتسب هذا التغيير شرعيته من منهج ومباديء المقاومة والمعارضة السورية الوطنية التي بلورتها العقود السابقة , واعطت حتمية اسقاط وازاحة النظام الاسدي المجرم , واعتبارها هدفا مركزيا في النضال والجهاد , ولكن تدخل الاطراف الدولية والاقليمية سياسيا وعسكريا , اربك عملية التغيير السياسي في سوريا وعرقلها واضاف للازمة السورية تعقيدات جديدة الغاية منها منع ارادة المعارضة والمقاومة من اسقاط النظام الاسدي وازاحته بمفردها من جهة , وحماية مصالحها ومصالح النظام الاسدي من جهة اخرى.

فالاطراف الدولية والاقليمية بدأت تفرض ارادتها وفتحت قنوات تنسيق وترتيبات مشبوهة مع النظام الاسدي المجرم , واندفعت عسكريا داخل سوريا بحجة الحرب على الارهاب ومقاتلة داعش وهي بالحقيقة تستهدف فصائل الثورة السورية البطلة , ايضا هذه الاطراف قامت بترويض النظام الاسدي وجعله لعبة ودمية رخيصة يحركونه باي اتجاه يريدون , فالجميع عرف ان نقطة الضعف في النظام الاسدي هي تمسكه المتهالك بالسلطة , واستعداده المطلق لتقديم التنازلات مقابل بقائه بالسلطة.

لقد استطاعت واشنطن ان تجر موسكو وتسحبها الى طاولة المفاوضات والحوارات والتواصل معها مخابراتيا وعسكريا والى حد تشكيل لجان تنسيقية للتباحث في فقرات تقاسم المصالح والمنافع الاستراتيجية داخل سوريا وخارجها وفي اجواء من الوقت الصعب والدموي والاجرامي والخيانة والمكر والخبث الدولي والاقليمي في المجال السياسي والعسكري , وسوريا تدمر وشعبها يقتل ويهجر وينتهك ويجوع , وتركت واشنطن النظام الاسدي والروسي وحلفائهما يوغلوا بجرائمهم ووحشيتهم , ليكونوا المتهمين الاساسيين في قتل الشعب السوري , وان تكون ادانتهم ورقة مساومة يتم التلاعب بها .. في اي وقت من الاوقات الصعبة. فكانت واشنطن الراعية الاولى لدمار سوريا وقتل شعبها. بمعنى ان واشنطن استطاعت ان توظف الازمة السورية , لتحويل طرف دولي خصم ( موسكو ) الى حليف سياسي وعسكري مسيطر عليه , وتعيده كسابق عهده قبل قرن من الزمن شريكا لمباديء وقيم الغرب الرأسمالي , واشباع طموحات ونزعات بوتين الشخصية ليكون قيصر روسيا الجديد , لتبرئته من الجرائم التي ارتكبها في سوريا فيما اذا استجاب لها.

ان هذا النوع من التنسيق ( كمتغير ) في ادارة وتوظيف الازمة السورية , تحول بفعل عامل العنف والصراع المسلح الى مازق كبير في المنطقة , اوجد حالة من ( التوازن المتفق عليه ) بين اطراف الازمة وتحديدا ( امريكا , روسيا , ايران , اسرائيل ) وبطبيعة الحال اصبح هذا ( التوازن المتفق عليه ) سببا اساسيا للتفكير في عزل الاتفاق الدولي على مستوى ( واشنطن وموسكو ) عن الاتفاق الاقليمي على مستوى ( ايران واسرائيل ) ومن يتبعهما , لمنع التطلعات الاقليمية من ان تتعالى على التطلعات والتوازنات الدولية الجديدة ..

لذلك ترى ان حالات جديدة طفت على الازمة السورية وهي كالتالي :
1- ان كل طرف من هذه الاطراف ( امريكا , روسيا , ايران , اسرائيل ) يواجه صعوبة في الاقدام على التصعيد العسكري او السياسي , لازاحة هذا الطرف او ذاك وان اي تصعيد سيعرض ( التوازن المتفق عليه ) بين الاطراف الدولية او الاقليمية الى خارج المناطق السورية.

2- عدم توصل الاطراف لحد الان الى اتفاق يتم بموجبه تقاسم وتوزيع المنافع والمصالح بينهما واصبح كل طرف يتربص للطرف الاخر , ولا نية لتقديم التنازلات او التراجعات من قبل اي طرف , سواء كان ذلك ببقاء النظام الاسدي او بدونه.

3- استعداد النظام الاسدي المجرم للقبول باي شروط او عروض , وتقديم التنازلات مقابل بقائه في السلطة , ولامانع له ان يتم التوجه نحو فتح قنوات التنسيق مع العدو الاسرائيلي , من خلال موسكو وواشنطن , او التلويح باعادة المفاوضة مع المعارضة والمقاومة السورية كما يحصل الان.

4- رغم ذلك فكل المؤشرات تدل على انعدام مبررات واسباب بقاء النظام الاسدي في السلطة وفقدان شرعيته لما ارتكبه من جرائم حرب وابادة جماعية والتي يتم توثيقها وارشفتها.

5- مع اطالة امد الازمة السورية بدات محاولات تشتيت بعض فصائل المقاومة والمعارضة السورية الوطنية وتهميش تاثيراتها في المؤتمرات والمحافل الدولية , وتجزئتها واخضاعها لادارة ومتابعة هذا الطرف او ذاك دوليا او اقليميا , او عزل هذا المناضل او ذاك لاسقاط هويته وتشويه سمعته وخلق الخلافات والصراعات بين اطراف المقاومة والمعارضة السورية.

6- زج عناصر تنظيم داعش في بعض المناطق الحيوية للنظام الاسدي واستخدامها قوة مسلحة لمواجهة نفوذ فصائل المقاومة السورية الوطنية , ومنع توسعها وسيطرتها عسكريا , وهناك الكثير من التقارير والادلة التي تشير الى ارتباط تشكيلات داعش المسلحة بالاطراف الدولية والاقليمية المشار اليها.

7- تجاهل الامم المتحدة ومجلس الامن لعمليات القصف الاجرامي واستخدام الاسلحة المحرمة دوليا وعدم ادانة الاطراف التي تقوم بها ( روسيا , النظام الاسدي ) .

8- بروز الدور السعودي المخلص لمصالح الامة العربية والاسلامية كقوة ردع ضد ايران والنظام الاسدي , والاصرار على ازاحته واسقاطه عسكريا او سياسيا او تشكيل التحالف العربي والاسلامي للتصدي ومواجهة الاطماع الدولية والاقليمية في المنطقة.

9- تردد بعض النظم العربية لمواجهة ما يحصل في سوريا , وعدم تحمل المسؤولية القومية بجدية كما تفعل وتتباها المملكة العربية السعودية من اجراءات ومواقف ثابتة واصيلة.

10- قلق الاطراف الدولية والاقليمية من ان تنفرط الاحداث في سوريا , وانعدام ( التوازن المتفق عليه ) وانهياره وفقدان سيطرتهم عليه , فيما اذا تمكنت القوى الوطنية السورية البطلة , من توظيف المساندة العربية المخلصة من تحقيق تقدما ونصرا لصالح الثورة السورية , وهذا ما يعمل عليه حزبنا المناضل المجاهد حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا لاسترداد دوره المسؤول وتاريخه وماثره الكبيرة والمعروفة في سوريا , والتمسك بمبدأ وحدة الموقف وتكتيل الجهود والطاقات النضالية لخدمة سوريا والعرب , وتاسيس نظام سياسي سوري وطني ديمقراطي مؤمن بالحقوق الوطنية والقومية , ولا يخضع للابتزازات والمساومات والتنازلات التي تمس سيادة وامن ومصالح سوريا المشروعة.

11- بدأت الاطراف الدولية والاقليمية ضمن اطار التنسيق بينها الى التفكير بتصنيع وتكوين وتشكيل جماعات او حركات سياسية سورية جديدة , داخل سوريا او خارجها , لديها ذات الاستعداد الخياني والتامري الذي كان يؤديه النظام الاسدي المجرم لتكون بديلا له في عملية التغيير السياسي داخل سوريا , واكسابها شرعية مزيفة عبر عمليات انتخابية مزورة , وكما حصل في العراق بعد 2003 , بمعنى ان قضية ازاحة النظام الاسدي قضية تم حسمها بين هؤلاء الاطراف.

انتهى الجزء الاول
دمشق  ٢٥ / ٧ / ٢٠١٦
 





الثلاثاء ٢١ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق جمال سليم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة