شبكة ذي قار
عـاجـل










س / 781 : كيف خرج وزير خارجية العراق من العراق وانطلقت إلى القاهرة في ظل القصف؟
ج. الطريق الاعتيادي لم يكن مهيأ للسفر ، لا جوا ولا برا. كانت الطائرات الأميركية والبريطانية تجوب سماء العراق وتصب حممها على المواقع والقوات والمنشآت والطرق. وكان علي أن أسلك طريقا بريا من مدينة إلى أخرى إلى الحدود مع سورية. فانطلقت فجر اليوم التالي إلى مدينتي الحديثة في الفرات الأعلى شمال غرب العراق عبر مدن الفلوجة والرمادي وهيت والبغدادي. ومن هناك ذهبت إلى منطقة القائم العراقية عبر طرق متعرجة لتفادي الألغام والجسور المقصوفة. ومنها عبرت إلى مدينة البو كمال السورية ، ومنها إلى دمشق التي وصلتها في الساعة التاسعة مساء ، ومنها طرت فجرا إلى القاهرة.

س / 782 : كيف كان اجتماع وزراء خارجية العرب ؟.
ج. اجتمع وزراء الخارجية العرب وأجمعوا على قرار واضح يتضمن إدانة شديدة للغزو ومطالبة الغزاة بالانسحاب بدون قيد أو شرط واحترام سيادة واستقلال العراق.

س / 783 : ما هي المفاجئة التي حدثت لوزير الحارجية العراقي بعد انتهاء اجتماع القاهرة ؟ .
ج. في القاهرة حدثت مفاجأة ، حيث عرفت أن دونالد رمسفيلد وزير الدفاع الأميركي عقد مؤتمر صحفيا في واشنطن وقال فيه متباهيا "أطبقنا على صدام وأولاده ومساعديه "، فقال له صحفي من الحضور ، كيف أطبقتم على مساعديه وهذا أحدهم وزير الخارجية خرج من بغداد وهو الآن في القاهرة ؟" فصدم رمسفيلد ورد قائلا " لنرَ كيف سيعود ".

س / 784 : ما هي الخطة التي وضعها الدكتور ناجي صبري الحديثي ليعود بها الى بغداد ؟.
ج. لم يكن ممكنا في تلك الظروف العصيبة أن أهمل هكذا ملاحظة وأن لا أفكر بها بوصفها تهديدا جديا بقتلي أو اعتقالي عند عودتي. فالغزاة تملأ طائراتهم سماء العراق وقادرون على الحركة في أي مكان ولا يتوانون عن ارتكاب أي جريمة. بدأت أفكر كيف أعود للعراق في ظل هذا التهديد ، وما زاد يقيني بجديته أن صحفيين أميركي وبريطاني التقيا بي في فندقي بعد انتهاء الاجتماع وسألاني عما سأفعله ومتى وكيف سأعود إلى العراق. فأجبتهم في الحال أن لدي جولة في البلاد العربية إلى لبنان وتونس وبعض الدول قبل أن أعود إلى العراق. وضعت خطة وبدأت بتنفيذها. فاتصلت بوزير خارجية لبنان الصديق محمود حمود وأخبرته بالقصة وبأنني أعلنت عن زيارتي لبيروت ضمن الخطة التي وضعتها وطلبت منه أن يؤيد ذلك لوزارته في بيروت عندما يسأل. وأبدى في الحال تفهمه واستجابته ، وأردت تأكيدا آخر لهذه الخطة ، فاتصلت من هاتفي الجوال ، وهو مراقب بالطبع ، بسفيرنا في لبنان السيد نبيل الجنابي وقلت له انتظرني غدا في الساعة التاسعة مساء عند بوابة المصنع على الحدود السورية اللبنانية. فقال لي سأبلغ الأمن ودائرة البروتوكول في الخارجية اللبنانية ونكون بانتظار معاليك". طبعا كنت أدرك أن هذا التبليغ سيشيع مسألة سفري إلى لبنان على نطاق غير محدود ، وخصوصا لمن يترقب عودتي إلى العراق.

س / 785 : اين توجه وزير الخارجية حال وصوله الى دمشق ؟.
ج. عدت صباح اليوم التالي إلى دمشق ، ولم أذهب إلى الفندق ، بل إلى بيت سفيرنا في دمشق السيد محمد رفعت. وبعد استراحة لبضع ساعات ، انطلقت والوفد العراقي المرافق من بيت السفير وبسيارات السفارة ، لكي لا تُعرف وجهة سفرنا.

س / 786 : ما الذي فعله وزير خارجية العراق حال دخوله الحدود العراقية ؟.
ج. بعد عدة ساعات وبحلول الليل وفي الساعة المقررة لاستقبالي في نقطة المصنع على الحدود اللبنانية ، كنت قد دخلت الأراضي العراقية.ومن هناك استأجرت أنا ومرافقي فقط سيارة أجرة بسيطة جدا وقديمة من مدينة القائم. واستقل أعضاء الوفد سيارات متفرقة وتحركنا إلى داخل الأراضي العراقية. وعندما انطلقنا من نقطة الحدود العراقية في مدينة القائم شاهدت مجموعة جنود عراقيين يحملون قاذفات صواريخ محمولة في سيارتين أمام سيارتنا.

وذهبت إلى مدينة الحديثة إلى بيت أخي المرحوم شكري وبقينا هناك إلى المساء، ثم تحركنا إلى بغداد.

س / 787 : ما الذي ذكره وزير الخارجية العراقي لرسالة على مواقع التواصل الاجتماعي ؟.
ج. بعد الاحتلال كتب أحد ضباط المخابرات العراقية رسالة على مواقع التواصل قال فيها إنه كان يقود مجموعة من أبطال القوات الخاصة العراقية مكلفة بتعقب ومكافحة الإنزالات الأميركية في المنطقة الغربية، وأن أمرا صدر إليه من المركز في بغداد بأن يتحرك إلى الحدود لتأمين عودة وزير الخارجية بعد التهديد الذي أطلقه الوزير الأميركي. وقال إن الوزير لم يكن يعرف بوجوده ورفاقه. طبعا لم أطلب ذلك من حكومتي، ولم أطلب أي حماية لي عند العودة، ولم أكن أعرف بمهمة هذه الوحدة.

س / 788 : هل التقيت بالرئيس بعد العودة لتخبره بما جرى ؟.
ج. لا، لم تتح الفرصة وكتبت ما جرى وهو على علم بذلك.

س / 789 : هل كان هناك من يرى أن الوزراء لم يتخذوا موقفا شديدا لصالح العراق على النحو المأمول؟
ج. وزراء الخارجية العرب وقفوا موقفا ممتازا. ولكن التحرك المطلوب لنجدة العراق بما يفوق الموقف السياسي أمر لا يقرره الوزراء. وكما هو معروف اتفاقية الدفاع العربي المشترك مجمدة .

س، 790 : كيف هو وصف وزير خارجي العراق لحظات خروجه من من بغداد؟
ج. مشهد يثير الوجع والحزن الشديد وأنت بلدك ينهار أمامك والغزاة يستبيحونه وأنت تخرج منه مشردا،،،،،؟

س / 791 : سألك الصحفيون في القاهرة متى تعود وأنا اليوم أسألك متى تعود للعراق؟
ج. أملنا بالله وثقتنا به سبحانه تعالى كبيران. وثقتنا في الشعب العراقي لا حدود لها. فالفوضى التي أحدثها الغزو والاحتلال في العراق لا يمكن أن تستمر ، ولا يقول هذا المعارضون للغزو الأميركي وشريكه الإيراني فقط. بل الآن كثير من أشخاص العملية السياسية الذين عملوا مع الاحتلال يقولون إن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر وأن السلطة التي أنشأها الاحتلال فاسدة طائفية وغير وطنية وتعوم في بحر من الفوضى ، وكل هذا لا يملك أدنى مقومات البقاء. والخيرون من أبناء العراق هم الكثرة الغالبة بإذن الله ، وهم الذين يقررون مستقبل العراق رغم كل الضغوط والتزوير والتضليل.

س / 792 : كيف يقبل العراقيون على بلدهم أن يكون تابعا بعد أن كان قائدا ؟.
ج. العراقيون الوطنيون الشرفاء ، وهم الغالبية العظمى ، رافضون لهذا الوضع الذي مزق العراق وجعله مع الأسف يحتل المراكز الأولى في قوائم الفساد وجعل عاصمته الجميلة العريقة في أسفل قائمة العواصم الآمنة النظيفة.

س / 793 : ما تعيشه العراق والمنطقة اليوم أليس نتاج الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكبه العراق باحتلال الكويت ؟.
ج. بل هو نتيجة لحملة حرب أميركية شاملة ذات مسارات متعددة استثمرت هذا الخطأ استثمارا فظيعا لتدمير العراق وإنهاء دوره الريادي في هذه المنطقة ، تنفيذا لهدف استراتيجي صهيوني قديم لا تخفيه الزعامات اليهودية قديما ولا المسؤولون الإسرائيليون المعاصرون. وبدأت هذه الحملة منذ عام 1990 واستمرت 57 شهرا حتى نهاية عام 2011.

س / 794 : هل نستطيع القول إن ملف العراق القوي والدولة الوطنية أغلق بغير رجعة؟
لا لم ولن يغلق. فعبر تاريخ العراق الطويل لم يدم فيه احتلال أجنبي أبدا، فالساسانيون ( أجداد الفرس ) لم يستقر بهم الحكم ولم يستطيعوا تغيير هوية العراق العربية رغم احتلاله نحو 400 سنة، وعند الفتح الإسلامي هبَّ أبناء العراق يقاتلون مع أشقائهم الزاحفين من الجزيرة العربية ضد المحتل الأجنبي. وغيرهم كثير من الصفويين والإنجليز وآخرهم الأميركيون.. ملف العراق بيد شعب العراق، وهو شعب أبي أصيل لا يسكت على ظلم. انظر إلى واقع العراق الآن. فبالرغم من كل عمليات الحرب النفسية الضخمة التي شنتها الأجهزة الأميركية وحليفاتها والأجهزة الإيرانية للتضليل والتزوير والدعاية المضادة للعراق في ظل عهده الوطني قبل الاحتلال منذ أكثر من ربع قرن ، إلا أن المطالبة الشعبية بالتخلص من الوضع الفاسد والتغيير الجذري والدعوة للإصلاح الحقيقي ومحاربة الفساد وطرد الهيمنة الإيرانية تنتشر في كل المناطق، وخصوصا في الإماكن التي يحسب للإيرانيين فيها وجود أمني وسياسي كثيف.. فالتظاهرات وأشكال الرفض والمقاومة على أشدها لدى أهلنا في جنوب العراق مثل كربلاء والبصرة والناصرية وميسان وبابل وغيرها.

س / 795 : من الذي يحتل العراق الان إيران أو أميركا؟.
ج. دع عنك العراقيين الوطنيين المعارضين لأي نفوذ أجنبي من أميركا أو ايران فموقفهم واضح. هناك شخصيات مشاركة في العملية السياسية والسلطة الآن ، تقول إن إيران تحتل العراق. وانظر إلى الجنرال الإيراني قاسم سليماني ، وهو يتجول في العراق بحرية ويقود المليشيات المسلحة التي ربطتها حكومة العبادي بمكتب رئيس الوزراء. س / 790 : من الذي جاء بالنفوذ الايراني الى العراق ؟.
ج. طبعا العراقيون والكثير من العرب يعرفون أن أميركا هي التي جاءت بالنفوذ الإيراني إلى العراق ، حينما أشركت إيران معها في عملية الغزو وفي إدارة الاحتلال.

س / 796 : ما الذي فعلته الولايات المتحدة الامريكية بعد هزيمتها من المقاومة العراقية ؟.
ج. بعد أن هزمت المقاومة الوطنية العراقية الباسلة قوات الاحتلال الأميركية شر هزيمة واضطرتها للفرار من العراق بنهاية عام 2011 ، قامت الولايات المتحدة ، كما قال المرحوم الأمير سعود الفيصل بـ "تقديم العراق على طبق من ذهب إلى إيران " .

س / 797 : معالي الدكتور كيف تقرؤون ظهور السيد عزة الدوري مؤخرا ونداءه للدول العربية بدعم التحالف العربي الذي تقوده السعودية لمواجهة الخطر الإيراني؟
ج. هذا النداء يعبر عن ضمير شعب العراق.

س / 798 : كيف ينظر العراقيون الى المملكة العربية السعودية ؟.
ج.العراقيون ينظرون إلى المملكة العربية السعودية في مكانتها الطبيعية بوصفها الدولة الرائدة للعالم الإسلامي بأسره. ويرون فيها قوة منيعة وجدارا عاليا بمواجهة كل ما يهدد أمن واستقرار الدول العربية والإسلامية من فتن وإرهاب وتطرف وعدوان.

س / 799 : ما هو تعويل العراقيون والعرب والمسلمون على التحالف العربي والتحالف الاسلامي ؟.
ج. يعول العراقيون والعرب والمسلمون في كل مكان على التحالف العربي وكذلك التحالف الإسلامي اللذين تقودهما المملكة ، ويبنون عليهما الآمال الكبيرة لدعم رفض شعوب المنطقة الشديد ومقاومتها المتصاعدة لأذرع إيران الطائفية الإرهابية وذيول مخططها التوسعي الاستعماري الفارسي في كل المنطقة العربية من العراق إلى سورية إلى اليمن وغيرها من الأقطار العربية.

س / 800 : ما هو السبب من التفاف العرب والمسلمين حول التحالفين العربي والإسلامي ؟.
ج. تأتي ضرورة التفاف العرب والمسلمين حول التحالفين العربي والإسلامي اللذين تقودهما المملكة ؛ لما فيه خير الأمتين العربية والإسلامية وأمن شعوبهما واستقرارهم وتخلصهم من التطرّف والإرهاب ، مهما كانت أغطيته وشعاراته المذهبية أو الدينية.





السبت ١٨ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو الضرغام العباسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة