شبكة ذي قار
عـاجـل










ما يجري على أرض فلسطين صراع وجود بين المواطنين أصحاب الحق الشرعي في الأرض ، وجنود دولة غُرست على الأرض في أبشع جريمة عرفها التاريخ الإنساني ، وما تقوم به هذه الدولة من جرائم لا يواجه بأدنى معارضة من المجتمع الدولي ، الذي يدعي أنه يحارب الارهاب تارة ، ويدعو إلى الحرية وحقوق الإنسان تارة أخرى ، وعند الجرائم الصهيونية تجده قد صمت عن الكلام ، لا بل أن البعض يبرر الارهاب الصهيوني تحت ذريعة أن "اسرائيل " تدافع عن نفسها ، دون الاشارة لأصحاب الحق الشرعيين أنهم يدافعون عن وجودهم في وطنهم الذي سرق منهم.

فلسطين المحتلة أرضاً وشعباً تواجه جيش الاحتلال ، فالوجود الصهيوني هو احتلال، ويواجه المواطنون القتلة الصهاينة بصدورهم التي تتلقى رصاص الاحتلال ، فتقتل وتجرح العشرات أمام العالم، وقادة الكيان الصهيوني يعلنون أنهم في مواجهة مصيرية مع الفلسطينيين العزل ، فعلى أرض فلسطين معركة بين جنود مدججين بالسلاح ، ومواطنين لا يملكون إلا ارادة التحدي في مواجهة الغزاة ، الذين لم يعرف التاريخ أبشع منهم ، ورغم عدم تكافؤ المعركة بين الطرفين إلا أن النصر سيكون حليف أصحاب الحق ، فما كان هناك صراع بين الحق والباطل إلا كان الحق هو المنتصر ، وما كان هناك نصر لغزاة في أي زمان عرفته الإنسانية ، وما كانت هناك هزيمة لمن يملك ارادة المواجهة لعدو غاصب .

شهدت فلسطين مقاومة في فترات عدة ، ورسم المواطنون بطولات خارقة في انتفاضات شعبية كان أبطالها كل أبناء فلسطين حتى وإن كنا نعزي الانتفاضة لأطفال الحجارة ، فالحجر الفلسطيني في مواجهة الرصاص ، وكان النصر في صالح الحجر، وكانت الهزيمة لرصاص القتل والعدوان الصهيوني ، وهاهم الفلسطينيون بحجارتهم يواجهون الغزاة برصاصهم ، والارادة تملأ صدورهم ، والشجاعة عنوان أبنائهم .

لقد فشلت كل اجتهادات البعض في حلم العودة عن طريق المفاوضات ، وعقد الاتفاقيات مع الجانب "الاسرائيلي" ، فالحق لا يمكن إلا أن ينتزع انتزاعاً ، ولا يمكن لعدو من التنازل عن اغتصابه بمحض ارادته ، فلا سبيل أمام أصحاب الحق الشرعي إلا طريق المقاومة ، فالعدو لا يعرف إلا المواجهة العسكرية التي تدمي قلب مرتزقته، وتعكر عليه صفو حياته ، ليصل لقناعة أن لا جدوى من بقائه على أرض تم اغتصابها من أصحابها ، ولا سبيل أمامه إلا العودة إلى المكان الذي قدم منه تاركاً الأرض لأصحابها ، وموفراً عليه وعلى أبنائه حياة القتل والقلق والكراهية من الذين جاء وانتزع منهم حقهم الشرعي في بيوتهم واراضيهم وشردهم في كل بقاع الدنيا .

لا يمكن لأي فلسطيني أن يتنازل عن حق العودة إلى فلسطين ، ولابديل أمام الصهيوني من العودة إلى المكان الذي جاء منه ، وإلا فالمواجهة مستمرة حتى وإن كانت غير متكافئة اليوم بين رصاصة وححجر ، إلا أنها في معادلة الصراع بين الحق والباطل ، فالنصر للحق والهزيمة للباطل ، والتاريخ فيه عبر ومواعظ لمن يريد أن يتعلم ويتعظ .

لقد سقطت كل الشعارات التي رفعها دعاة الحل السلمي ـ الاستسلامي ـ ، فالعدو الصهيوني يريد أرضاً بلا شعب ، ولهذا فهو لا يمكن أن يعطي هؤلاء أي مساحة من أرض فلسطين ، والفلسطينيون لا يمكن أن يمتلكوا أي مساحة من أرض فلسطين إلا من خلال القوة ، والقوة تكمن في حجم الارادة في المواجهة ، لذا لابد من تعضيد العمليات الفدائية ، واصطياد جنود الاحتلال في أي مكان على أرض فلسطين ، ففلسطين كلها حق مشروع للمقاومة ، لأنها حق الفلسطينيين من البحر إلى النهر ، وما اسطوانة الدولتين إلا كذبة امبريالية صهيونية ، ففيها اذلال وقهر لكيان فلسطيني غير قابل للحياة أمام كيان صهيوني مدجج بالسلاح ، يعيش بعقلية عنصرية عدوانية توسعية ، فأي نوع من الحياة للفلسطينيين في مثل هذا الكيان الكرتوني الهزيل الذي قد تجبر "اسرائيل" على القبول به ، حماية لوجودها لا حباً بالفلسطينيين.

نعم للمقاومة ولا للتفاوض ، ونعم للمواجهة بكل أنواعها مع العدو الصهيوني ، ولا للتطبيع وأي نوع من التعامل معه ، فالتطبيع وجه آخر للخيانة لا يجوز السكوت عليه تحت أي ذريعة كانت ، سواء أكان عن طريق شخصي أو طريق رسمي ، وتباً لكل من يسوق الاحتلال بأي وسيلة كانت .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





السبت ٢٦ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة