شبكة ذي قار
عـاجـل










إذا حاولنا ان نتصفح التاريخ منذ تدوينـه ليومنا هذا، لم توقفنـا جمله واحدة تشير إلى وجـود حكومـة جاء بها المحتل الغازي وكانت تعمل لصالح الوطن المحتل وشعبه ، لانهـا ببساطة لاتملك الارادة لفعل شي ولان المحتـل لم ياتي محررا فهـو حتمـا يُثبت اهدافه في إضعاف وتمزيق الوطن الذي قدم دماءأ لاحتلاله .

إن حكومات الاحتلال المتعاقبة القابعة خلف اسوار ما يعرف بالمنطقة الخضراء هي ابشع إنواع العصابات الذليلة للمحتل والناهبة لخيرات الوطن والمجرمة بحق ابنائه ، مارست التقتيل بوتيرة متصاعدة باقذر الحجج واخس الشعارات . إنها مليشيات متنوعة متخصصة لكل مليشيا لها اهدافها فمنها من يقتل العلماء والمثقفين ومنها من يقتل الضباط والسياسيين الوطنيين والاخر الذي ينهب تاريخ العراق واثاره وقسم اخر يقتل تحت عنوان الطائفية ليُحدث انقسام مؤدلج طائفيا في صفوف المجتمع العراقي وغيرها كل هذه العصابات تعمل تحت مسمى حكومة .

لقد قُتل خيرة أبنـاء العراق اصحاب العقول النيرة والضمائر الحية وسُرقت كل خيرات البلاد حتى اصبح الخزين الاستراتيجي للمواد الغذائية والرصيد الاقتصادي المنهوب من قبل اعضاء المليشيات والاحزاب العميلة يكاد يكفي لاشهر معدودة لتعلن البلاد افلاسها وهي في حالة حرب دائمة مع شعب العراق وبالاخص الاعوام الاخيرة فهي تدير حرب شرسة ضد ابناء الرافدين تحت يافطة محاربة الارهاب.

إن كل حرب بغض النظر عن اهدافها يلزمها اقتصاد تعبوي لحشد الامكانيات الاقتصادية المتوفرة وردف جبهات القتال بما يؤمن ديمومتها ، فان اقتصاد الحرب يحتاج الى قرارات وتدابير خاصة لاستمرار هذه الحرب وتغذية اله العدوان على الشعب .

وبما ان اقتصاد العراق بعد الاحتلال اصبح يعتمد فقط على الموارد النفطية وهي اصلا منهوبة من قبل عصابات الحكم والشركات الكبرى الامريكية والغربية والصينية، كما ساهم تدني سعر النفط في حيرة القائمين على ادراة العدوان على اهل العراق فجائت الاوامر والاشارات الامريكية الايرانية باتخاذ تدابير التقشف وتقليص مصروفات ليست ضرورية لكنها كانت تستخدم كوسيلة تخريب اقتصادي ليس إلا ، وتغيير وجهتها الى ادامة زخـم العدوان واطعام المليشيات السائبة وما يسمى الجيش لذا اضطروا لتغيير قواعد اللعبة لصالح اقتصاد الحرب الدائرة.

ولقد حذرتهم قيادة قوات الاحتلال في امريكا وايران انه لا مفر من التنازل عن بعض الامتيازات الناتجة عن النهب والاسراف في بعض النثريات حتى يمكنهم البقاء لفترة اطول وإلا سيخسرون مقاعدهم ووجودهم لان ميزانية دول الاحتلال لا ترغب في تغطية الكلفة الكلية لهذه الحرب.

وفي ذات الوقت سئمت جميع قطاعات الشعب استمرار انعدام الخدمات العامة واتساع رقعة البطالة وتردي الاوضاع الامنية والمعاشية مقابل تضخم خزائن الاحزاب وقيادتها من نهب المال العام فتراكمت شحنة غضب الجماهير وانفجرت على شكل تظاهرات واحتجاجات رُفعت فيها مطالب لم تكن في خلد الصغار من العملاء ان تكون بهذه القوة. فاستغلت حكومة الاحتلال التي يقودها العبادي لاحداث بعض التغييرات لصالح اقتصاد الحرب واسمتها اصلاحات وبدى اعلامهم يصورها وكانها اصلاحات ملبية لمطالب الشارع العراقي.

فسحب الافواج الاضافية من الحمايات وجعلها قوة اضافية لحماية العاصمة جاء بقناعة من قبل الجهات التي كانت تستخدم هذه القوات لتبقى هي في صلاحياتها وقوة حضورها وتاثيرها على الوضع السياسي رغم غياب العناوين الوظيفية لها.

إن الاصلاحات التي تقود البلد الى طريق التقدم والرفاه والامـن ليست غائبـة عن أي إنسان عراقي غيور فهي لاتاتي مطلقا من تحت عبائـة الفاسدين احزابا ومليشيات وافراد وكل من جاء وبرز نجمه بعد الاحتلال الامريكي الايراني عام 2003 ، فليس معقولا إن يصلح البلد محتال وسارق وكذاب أو ذلك الذي يقتل على الهوية الطائفية واليوم يريد ان يساهم بالاصلاح أو الذي كان جنديا في الجيش الايراني يحارب ابناء العراق واليوم يدعي الوطنيـة ويساند الاصلاح . إن عنوان الاصلاحات الحالية تبداء في مهزلة تاريخية ان يرشح سارق دولي لقيادة اعمار البلد في مرحلة الاصلاح المزعومة.

لايتـم أي إصلاح إلا بطريق واضح كنـور الشمس أولـه صباح يزيح ظلمة الفاسدين ودستورهـم معول الهدم الذي فُصـل ليوصل العراق لما ألت اليـه الاوضاع المأساوية الحالية ونهـاره الذي يستلم فيه أهل البلد مقاليد امورهـم بيدهـم ، دون ذلك لم ولن نلمس يوما من هؤلاء أي إصـلاح حتى لـو ملئوا الارض وعودا فهم فاسدون فاسقون خائنون لا يراعوا عهدا ولا ذمــه .





الثلاثاء ٢٤ ذو القعــدة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة