شبكة ذي قار
عـاجـل










تحل اليوم السبت 18 تموز / يوليو الجاري .. اربعينية الانسان والقائد والاب والاستاذ والمعلم والملهم.. فماذا يمكن ان نقول بحق العزيز الذي نذر نفسه من اجل الوطن والامة فقدم روحه اغلى ما لديه من اجلهما ، فلم يضعف امام سطوة المحتل واذنابه وظروف السجن القاسية وحقد وسفالة وعدائية سجانيه رغم شيخوخته ووهن جسده لما اصابه من امراض معضلة ولم يتخل عن الثوابت التي آمن بها رافضا الاغراءات والمساومات والوعود بالحرية فكان عنوانا للرجولة والشجاعة والاخلاص والوفاء والايثاروالتضحية ؟ .

اللسان يعجز والكلمات تخوننا بمجرد التفكير بالوقوف في محراب انسان عظيم وفي سفر مسيرة نضالية ثرة ومناقب جمة ، ناهيك انه كان علما ورمزا ومفخرة ومفكرا بارعا وكاتبا مميزا ودبلوماسيا محنكا ومثقفا معروفا وكفاءة نادرة ومناضلا قوميا صلبا وعراقيا شهما ونجيبا وعطاء ثرا وسيرة عطرة وتأريخا مشرّفا.

وهل تفي الكلمات حق العزيز الراحل؟ ..لقد كان انسانا رائعا بنبل اخلاقه وحسن صفاته ، ومناضلا صلبا وسيفا عراقيا وعربيا مسلولا بوجه الاعداء في كتاباته ومقابلاته واثاره دفاعا عن قضايا الامة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومنذ نعومة اظفاره ، وفي قيادته للدبلوماسية العراقية لاكثر من عقد من الزمن وادارته معارك العراق السياسية في جولات المباحثات واللقاءات ومن على منابر الامم المتحدة وفي وسائل الاعلام متصديا للاعداء بالحجج المقنعة والوقائع المنطقية اثناء حرب الثمان سنوات الايرانية ،وفي معركة رفع الحصار الجائر من جلسات مجلس الامن والجمعية العمومية وفي رحلاته المكوكية لاغلب العواصم وفي محاججة اللجنة الخاصة ومفتشيها ، فكان صوته رغم كونه الوحيد في مقارعة جبروت قوى الطغيان والاستبداد بقيادة الولايات المتحدة وخنوع دول العالم..هو الاعلى والمجلجل لانه صوت الحق في ظل عصرالقوة الغاشمة وشريعة الغاب وسيادة الظلم والباطل.

هل نبكيك او نندب الحظ لرحيلكم ؟ لا.. فالابطال من امثالكم حرام بكاؤهم فقد كنتم عزيزا ومضيتم مرفوع الرأس، الى رحاب الرحمن شهيدا خالدا لتكون في عليين الى جانب الشهداء والصدّيقين ، فمثلك استاذي ، لايبكى !لانكم رفعة رأس وعنوان مجد وفخار صنعت لنا ولكل الاهل والمعارف ورفاق الدرب مجدا وسؤددا ، فطوبى لنا وللعائلة الصابرة وفي المقدمة السيدة العظيمة ام زياد والاخ العزيز زياد ،ابامريم والاعزاء صدام وزينب وميساء وكل الاحفاد ،فالوالد كان مفخرة تكلل الهامات بالغارمما يغبطكم عليها الكثيرون ،وتاجا رفيعا ،ووساما يزيّن الصدور وتأريخا مشرفا ستحفظه صفحات التاريخ بمداد البطولة والفداء.،وستبقى ايها العزيز خالدا وحيا في ضمائرنا ولدى كل الشرفاء والاصلاء عراقيين وعربا واصدقاء ومناضلين منصفين،وستظل ذكراك الناصعة عصية على النسيان لانك خالد .





السبت ٢ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تمــوز / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة