شبكة ذي قار
عـاجـل










( البشير بو معزة ) .. مناضل جزائري وعروبي اصيل استوزر اكثر من مرة في اول حكومة بعد التحرير ثم استقال تضامناَ مع رفيق دربه الرئيس ( احمد بن بلة ) الذي كان قد نحّاه الرئيس ( هواري بومدين ) ليحل محله بعد وضعه تحت الاقامة الجبرية التي استمرت لسنوات!،وفضل البشير العيش في لوزان بسويسرا ، تعرفنا عليه عام 1979 وظل يتردد على بغداد باستمرار ، وخلال تلك الفترة تبنى، لجودة المطابع في لوزان،متابعة طبع كراسات اعلامية وسياسية تضم احاديث السيد الرئيس و كذلك عن العراق في ماضيه المجيد وحاضره الزاهر، وهنا لابد من الانصاف القول .."انه كان عصامياَ عزيز النفس قوي الارادة وصعب المراس فلم يقبل المساعدة مع ان باب الخير والجود العراقي لم يغلق حتى في احلك الظروف ليغمر بفيضه القاصي والداني من الاشقاء والاصدقاء"!! وكان متواجداَ معنا اثناء حرب الثمان سنوات الايرانية ضد العراق وقد زار بعض جبهات القتال وادلى باحاديث جلّها يتعلق بالتآمر الخطير على " العراق .. امل الامة"، و عند عدوان عام 1991 كان موجودا في بغداد وقد رفض مغادرتها رغم هول القصف الوحشي وبقي الى ما بعد وقف اطلاق النار ، وكان في فندق الرشيد حيث يقيم عندما قصفته المقاتلات الاميركيةَ وخلال وجود الاستاذ طارق عزيز في الليلة التي تلت القصف للقاء صحفيين وبعض الضيوف المتضامنين معنا وكانوا من جنسيات مختلفة ،و بعد الانتهاء قصد الاستاذ طارق صديقه البشير واصطحبه معه للعشاء عنده وكان الاستاذ طارق خلال العدوان يعيش في كرفان في مزرعته الخاصة في ( تاجيات الكاظمية ) قبل ان يبني بيته فيه ، وكان هذا الكرفان يميل يساراَ ويميناَ لشدة القصف وقوة الصعق ، كان حديث البشير منصباَ على مؤامرة استهداف العراق، مؤكدا بان العراق قادر على الصمود و" ان في صمود العراق سلامة الامة العربية فالعراق بقيادة الرئيس صدام هو الضمانة "

كان يقول ذلك على ضوء فانوس وعشاء ( بيض وبطاطا خبط ) الاومليت الذي لايجيد غيره المرافق الاخ ابوفارس! وكان سلوة الاستاذ طارق وضيفه ..السيكار ، اذ ان اول شيء لفت انتباهي بالبشير .. هو عوده النحيل وتدخينه لنوع سيكار ناعم جداَ واصغر وارشق من السيجارة العادية ! وفي ختام السهرة ولعدم وجود غرفة اضافية في الكرفان لصغره عدنّا بالبشير الى فندق الرشيد ولم نعلم ان تعليمات السلامة الامنية تقضي باغلاق ابواب الفندق عند الساعة 12 ليلاَ ! طرقنا الباب عدة مرات واستنجدنا بهذا وذاك دون فائدة فعدنا بالبشير الى الكرفان وهيأ له ابوفارس مكانا على كرسي صغير قرب سرير الاستاذ طارق دون ان يعرف ليفاجأ صباحاَ بوجود البشير الى قربه متسائلاَ بابتسامة عريضة لازم حنّ البشير لفطور ابوفارس !! !وبعد ذلك عدنّا به الى الرشيد وفي الطريق قال سامي .. انت كاتب وانا ختّيار لدي تجاربي ونضالي .. ارجو ان لايغيب عنكم في كتاباتكم " ان خطورة هذا العدوان انه ضرب العصب الحي القوي في جسد الامة،وسوف لن يتوّرع الاعداء، صغاراَ وكباراَ، من النيل منّا اذا ما انتصروا، وصمود العراق بقيادته الحالية ستقلب الطاولة " .. في اواخر عام 1998 انتخب البشير رئيساَ لمجلس الامة الجزائري، وبعدها سمعت بوفاته رحمه الله،لقد كان نموذجاَ للمناضل الحقيقي والعروبي الاصيل..تحية للجزائر لشعب المليون شهيد ..






الخميس ٣٠ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / شبــاط / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة