شبكة ذي قار
عـاجـل










قبيل بدء العدوان الثلاثيني على العراق عام 1991 وصل بغداد الرئيس الجزائري السبعيني ( احمد بن بلة ) لينضم الى العديد من الاشقاء والاصدقاء تعبيرا عن الوقوف الى جانب الشعب العراقي وتضامناَ معه، وعشية اشتداد القصف الوحشي وحرصا على سلامته،نقل الرئيس بن بلة الى احد دور الضيافة في جزيرة بغداد السياحية على دجلة الى الشرق من بغداد وسط بساتين الراشدية والتي كانت بادارة السياحي الناجح الصديق ( سعد حمد الزركة ) اذ قدر انه سيكون أامن له في مرفق سياحي مكشوف !، وبعد اشتداد القصف المركز على بغداد تقرر اقناعه بمغادرةالعراق فقصده ليلاَ الاستاذان ( طه الجزراوي وطارق عزيز ) واقنعاه من اننا نحتاج الى جهوده واتصالاته في الخارج لايقاف العدوان، وكان للامانة يمانع ويرفض مؤكدا ان مصيره مع مصير شعب العراق وقيادته ، وكلفت وزميلي الاخ العزيزسعادة السفير ( د. فهمي القيسي ) بمرافقته حتى دخول الاراضي الايرانية من المنذرية عبر محافظة ديالى،وقد تم الترتيب مع الايرانيين باحضار طائرة هليكوبتر لتقله الى الجهة التي يرغب . خرجنا فجر اليوم التالي بسيارتين ، وكنا نسير في طريق طويل ومكشوف وتحت مرمى الطائرات المغيرة التي لم يتوقف قصفها المرعب!، لم يهتز ( بن بلة ) وكان حلو الكلام وتلمس في حبه للعراق وقيادته الصدق ومما قاله "..اصمدوا لتخلصوا العالم من طاغوت اميركا الخطير ، وحافظوا على رئيسكم فهو الامل الاخير الباقي للامة العربية" وكان يتحرق ألماَ على الموقف العربي الخانع والدولي المتواطيء ازاء مايجري للعراق،وبعد اجتيازنا محافظة ديالى كانت تستوقفنا بعض الوحدات العسكرية المنتشره على طول سلسلة جبال حمرين،واصرار قادتها على نحر الخراف احتفاء بالمناضل الكبير بن بلة فكنا نكتفى بالشاي، اوصلناه الى الجانب الايراني وودعناه في جلسة قصيرة لنعود في نفس الليلة الى بغداد اذ كانت السماء مشتعلة واصوات الانفلاقات تصعق الاسماع .. رحم الله الرئيس المناضل احمد بن بلة ، ولعن الله اعداء العراق .






الثلاثاء ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / شبــاط / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة