شبكة ذي قار
عـاجـل










الموت واحد وان تعددت الاسباب، وهو قدر لكل نفس ذائقة الموت، وكل جسد محكوم بالفناء، "فيا من توحد بالعز والبقاء وقهر عباده بالموت والفناء".


رحل المفكر العربي الكبير الياس فرح احد منظري البعث ومعقبي فكر القائد المؤسس والخبير الميداني في اطاريحه الفكرية والنظرية بمنهجية علمية جدلية تاريخية خطها للبعث والمشهود بعمقه الفكري والنضالي والتنظيمي وبكتبه ومؤلفاته في الفكر والسياسة والتجارب العالمية.


ولا اخفي اعجابي وتأثري الشديد بالمفكر الراحل عندما كنت احد تلامذته لثلاث دورات في مدرسة الاعداد الحزبي في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كما لي لقاءات شخصية معه وتساؤلات فكرية عديدة حول الفكر والتجارب العالمية وتطور الايديولوجية العربية الثورية وقضايا الثورة والانسان والاصالة والمعاصرة، فكانت اجاباته رحمه الله اجابات مصيرية يُفسر فيها بعض النصوص الفكرية والسياسية والتنظيمية والتطبيقية في الحزب والسلطة والمجتمع لتجربتي القائد المؤسس والقائد المجدد رحمهما الله.


اكتب لأستاذنا الراحل الذكرى والالم والامل والحزن وكل الاشياء. الى من تنفس فكرا عربيا تقدميا ديمقراطيا ذو افق انساني. الى من تنفس انشودة حب البعث والامة. تعلمت الكثير الكثير من استاذنا الجليل, في الفكر والتجارب العالمية الانسانية فكان رحمه الله يواجه الافكار بعقلية منفتحة غير متعصبة, اصيلة معاصرة لا بعقلية ظلامية حاقدة كارهة للأفكار الانسانية, يحاور قادة الفكر الانساني في القارات الثلاثة قارات الجوع والثورة.


ولا اريد ان اكشف سراً عندما تحدث لنا عن كيفية اعداد كلمة السابع من نيسان من كل عام بذكرى تأسيس الحزب فكان القائد المؤسس عندما يحرر هذا الخطاب يعرضه على الرفيق الياس فرح وبعض الرفاق في المكتب الثقافي القومي قبل فترة زمنية من القاه. فالقائد المؤسس الخبير في داخل بنيان البعث، وهو العالم بكل تضاريسه, المتألق في مرتفعاته الفكرية والهابط في وديانه الخضراء والعالم بشكل تفصيلي بطرقه وازقته حتى الضيقة منها، كما انه يمتلك الى ذلك الافق الفكري وما يؤهله لإصدار الاحكام والتحليلات والاستقراءات قل نظيرها، وكل هذه المؤهلات يعرض كلمته على المفكر الكبير الياس فرح، يا لها من عبر ودروس مبدئية واخلاقية وفكرية وديمقراطية نحتاج اليها وخاصة في عالمنا اليوم عالم النفاق والدجل والتظليل والتزوير والغش والخديعة والمتاجرة، يا له من تواضع وثقة بالنفس ثقة واعية بالشعب والامة ورفاقه.


ايها الرفيق الراحل : هل لازال الدرب طويل اليم كله اه ٌ؟
هل لازالت الوحدة العربية حلم للأجيال بعيدة المنال ؟
هل كانت احلامنا محض سراب رسمته لنا قسوة الايام، ام حقيقة تؤيدها الحواس قبل ان يقرها العقل ؟
لماذا اصبحنا في هذا الزمن المقلوب نحن الغرباء لمعاداتنا للإمبريالية والصهيونية ؟
ولماذا كل شذاذ الارض من السراق واللصوص والمنافقين والظلاميين تجمعوا علينا ؟
الم يكن الحسين غريباً في كربلاء ؟ الم ينتصر في موقفه لا بسيفه ؟


نم ايها الرفيق العزيز قرير العين مع رفاقك المؤسس والمجدد والمنظر عاشق الوحدة سعدون حمادي. ما دام فينا عرق ينبض بالمبادئ والحياة وفكر متجدد ومناضلي البعث الاصلاء.


فبذور الحياة تكمن فينا
وسيبقى البعث الاصيل الاصيل
كذب المدعون يوم تلاقوا
فمريض وعاجز ومشلول
فلسفوا منطق الخيانة جهرا
فتساوى التحرير والتمويل
فبذور الحياة تنبض بالجذري
ويبقى البعث الاصيل الاصيل



تلميذك الكاتب والباحث السياسي
حسين عبد الله الطائي






الثلاثاء ١٧ صفر ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / كانون الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين عبد الله الطائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة