الثورة هي التغيير الذي يحدثه الشعب من خلال أدواته "كالقوات المسلحة" أو من خلال مقاومة شعبية تقودها شخصيات تاريخية لتحقيق طموحاته لتغيير نظام الحكم العاجز عن تلبية هذه الطموحات ولتنفيذ برنامج من المنجزات الثورية غير الاعتيادية.والمفهوم الشعبي للثورة فهو الانفضاض على الحكم الظالم الذي باع وطنه وقتل شعبة ونهب ثرواته وجعل الاقتتال بين ابناء الشعب الواحد شعاره وهدفه ، بغية ادامة وجوده .

ما ذكر اعلاه ينطبق تماما على حكومة الاحتلال الامريكي – الايراني في العراق ، فمنذ احد عشر عاما تنفذ اجندات دول اقليمية ودولية هدفها تحطيم ارادة الشعب العراقي وعزله عن محيطه العربي وانهاك كل قواه المادية والمعنوية وتحويله من شعب مقاتل وطني عربي يؤمن بتحرير الارض العربية الى شعب يتقاتل فيما بينه وينفذ خطاب ديني مسيس لايمت للاسلام باي صورة من صور الايمان بالله ورسوله .

وفي الجانب الاخر تجد ان مخابرات العالم تعمل على تجنيد بعض من ضعاف النفوس للتامر على العراق والامة العربية وتحقيق اهداف معروفة ، وبذلك تتكون لدينا طبقة من العملاء والجواسيس واشاعة مفهوم الخيانة واستسهلال مفهومها والانتساب اليها ويصبح العميل هو القائد الذي يصول ويجول ويتحمل اعلى مراتب السلم القيادي في البلد وهذا ما تمكنت منه المخابرات الايرانية والمخابرات الامريكية والمخابرات الصهيونية الى جانب مخابرات دول اخرى واصبح العراق مزرعة تزرع فيها كل اشكال الجاسوسية عبر شركات ومنظمات تتستر بانواع واشكال مختلفة من الاعمال التجارية ومنظمات المجتمع المدني . لهذا وجد الشعب العراقي النقي ان البلد سيق الى الهاوية والدمار وتوجب عليه الثأر والثورة ضد من عبث في مقدرات البلد ، الذي كان قبل الاحتلال قبلة الجهاد والمجاهدين ودولة المنجزات الكبيرة ، وكان هناك قائد غيور على شعبه وامته ، لا يرضى الذلة لابناء شعبه وحقق لهم مالم يحقق عبر كل تاريخ العراق ليس في الاطار المادي المنظور فحسب بل في بناء الا نسان وتطويرعقله والحفاظ على كرامته .

اما ما جرى خلال احد عشر عاما من قتل وتهجير واقصاء ونهب لثروات العراق وارتفاع معدلات الفقر في كل محافظات العراق ، وتدخل للمليشيات الايرانية وحرسها والعبث بكل ماهو عراقي وعربي والاصرار على اذلال العراقيين وتحطيم معنوياتهم وارادتهم واغتصاب حرائر العراق واشاعة الفاحشة بغطاء ديني والافتاء بجواز ما حرم الله ورسوله ، والعمل على تحويل الدين من عبادة الى عادة وتفجير المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس واشعال الفتنة الطائفية بين ابناء وطن عاش على حب بعضه وتجانس وعمل معه في السراء والضراء وكانت الاخوة العراقية والنسيج العراقي الاجتماعي خير نموذج يحتذى به الى ان جاء حلف الشيطان بقيادة امريكا ومعاونة ملالي طهران لتحرق العراق وتمحوا وتدمركل ما هو جميل يسكن ارض وروح العراقيين .

كل هذه الخطايا والكبائر والجرائم التي مورست ولازلت عبر احد عشر عاما الم تكن كفيلة بقيام ثورة شعبية عارمة ؟
الا من حق الشعب ان يعبر عن ارادته الوطنية ، بعد هذا العمر الزمني من التسلط والارهاب وكل اشكال القهر ؟

الا من حق العراقيين ان يثوروا على رهن بلده ارضا وشعبا وسماءا ومياها بيد قوى اجنبية حاقدة على كل ما هو عراقي وعربي ؟

ان ثورتنا ثورة عراقية خالصة وبامتياز ، وان مقدساتنا ومراقدنا في عيوننا نحميها ونكرمها كما اكرمتها ثورة تموز الخالدة ، ونحن نرفض من يزاود علينا من ايرانيين واتراك وغيرهم ممن يمن علينا باستعداده في حماية المراقد وهو مطلب باطل بباطل يخفي وراءه بسط نفوذ وسلب لحريتنا وكرامتنا ونهب لثرواتنا واخضاع لنفوسنا تحت رايات طائفية مقيتة .

ان ثورة الشعب لم ولن تكن حكرا على اية جهة او حزب او شخصية ، هي ثورة الحق على الباطل ، هي ثورة تحرير من الجور والظلم والقتل والفساد والعبث بالارض والمقدسات . وقد عبر عن هذه الروح الرفيق القائد عزة ابراهيم حفظه الله وبيانات قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي :

"والبعث يتطلع كما اكد الرفيق المجاهد عزة إبراهيم الأمين العام للحزب على عزمه ومع كل ابناء الشعب ( على أقامة حكم الشعب التعددي الديمقراطي الحر المستقل الذي لا مكان فيه للحكم الشمولي والاقصاء والتمييز والتسلط والأنفراد ) .

وقيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الأشتراكي تهيب بثوار الشعب جميعاً أن يضعوا أبناء الشعب في حدقات عيونهم وأن يصونوا كرامتهم ويصونوا العرض والشرف والزرع والضرع ويكونوا خداماً لشعبهم الابي المعطاء وقطع الطريق على كل محاولات التضليل والتشويه التي تحاول الحكومة العميلة إلصاقها بثورة الشعب الظافرة ومجاهديها الاصلاء وقطع الطريق أيضاً على تربصها لتجسيم أي هفوة مهما كانت صغيرة تحصل من اياً كان في مسيرة ثورتنا الظافرة والتصدي بنضالية عالية لأستنفار الحكومة المنهارة للميليشيات العميلة وحملات الاعتقالات الظالمة التي تشنها ضد أبناء شعبنا الصابر المجاهد."

هذه هي رؤية حزبنا وقيادتنا وهي جزء لايتجزأ من رؤية شعب عظيم احفاد نبوخذ نصر وحمورابي واشور بانبيال وعمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب وسعد وخالد والقعقاع وهارون الرشيد وصلاح الدين الايوبي وصدام حسين ، وكل رموز البطولة العراقية والعربية ، وفوق كل هؤلاء هم احفاد المصطفى محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم .

وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ }

، كما قال تعالى: { يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ } [غافر:52]
وفي الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال: "إياكم والظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة