الديمقراطية في نظر المؤسسة الحكومية في العراق هي كيف تستحوذ على حق الاخر . كيف تراوغ ، وتخدع وتغدر وبأساليب القراصنة وقطاع الطرق والمجرمين .. ديمقراطية تسمح للقوي استلاب الضعيف وامتهانه . ميكافيلية تبرر الوسيلة من اجل الغاية مهما كانت .. ديمقراطية تتشح بلباس الدين وتستخدم اساليب استدرار العواطف للسذج من الناس تحت مسميات مذهبية .. ديمقراطية تشق الصف الوطني لتمزق البلد خدمة للاجنبي .

في الوقت الذي كانت الديمقراطية في الاسلام هي الشورى وتبادل الرأي والاحتكام الى المنطق والعقلانية واحترام اراء الاخرين بطريقة تقنع الكل لاتخاذ القرار دون اعتداء او تسفيف لرؤي الاخر . نعم الديمقراطية سبقت حتى الاسلام فكانت مجالس شورى للحرب وللبناء وحسم المنازعات وبالطرق الناضجة وهذا ما يؤكده العصر البابلي والسومري مما ادى الى انشاء دول وسلالات تركت اثرا حضاريا متميزا .. فنرامسين كان ملك الجهات الاربع واشور بانيبال صاحب اغنى مكتبة للعلم والثقافة والسياسة وحمورابي اغنى العالم بالمواد القانونية التي بلغت 282 مادة قانونية تستخدم في دول اوربا وغيرها بعدما تم سرقتها منا . وكثير من الانجازات الحضارية في وادي الرافدين . وهذا دليل على التفاعل واستخراج الطاقات لدى الانسان . وبعد الاف السنين وفي عصر التقدم والعلم . يأتي من يخرب العقل والحضارة ويشوه كل ما هو اصيل يخدم الامة .ويرتمي في حضن اعداء الامة والوطن ليكون خادم ذليل ، يدعي الديمقراطية المستوردة والتي لا تمثل الا اساليب فوضوية بعيدة كل البعد عن جوهر الديمقراطية التي محتواها قيم انسانية تبني وتعمر ليس البلد فحسب بل الانسان اولا .

ان من يتكلم عن الديمقراطية ويصدرها هو اول من ينتهك حقوق الانسان كأميركا ودول الغرب . الديمقراطية في نظرهم وسيلة رخيصة لخدمة مصالحهم وليس اشاعة حق الاخر واحترامه . العرب اكثر الشعوب بحاجة الى الديمقراطية العربية والاسلامية كي ترسخ القيم وتحمي الانسان وتحترم حق الاخر . فلتكن الديمقراطية مستخرجة من روح القيم العربية وحضارته السامية لتنميتها ولكن وللاسف نعيش في عصر فوضوي وارهابي تحت مسمى الديمقراطية ......