شبكة ذي قار
عـاجـل










تطل علينا في الثالث والعشرين من نيسان الجاري الذكرى الأولى ( لمجزرة الحويجة في ساحة الغيرة والشرف ) وهي ذكرى عظيمة علينا حيث تركت في قلوبنا أثرا ايمانيا كبيرا تجسد هذا الأثر ببطولة وشجاعة وعزيمة وثبات أصحاب ذلك الموقف الإيماني الكبير إلا أنهم رجال ساحة الغيرة والشرف في الحويجة يتقدمهم كوكبة من الشهداء والجرحى الذين بينوا للعالم أجمع بذلك الموقف كيف يكون معنى الإيمان وكيف تكون التضحية وكيف يكون الفداء لله والوطن وكيف يكون الثبات على المبدأ, ففي هذه المناسبة العظيمة أقول لكل من يريد ان يدخل الى قضاء الحويجة من جهتها الشرقية عليه ان يتمهل قليلا وينظر الى اليمين ليكحل ناظريه من ذلك المكان المبارك ( ساحة الغيرة والشرف ) حيث عبق دماء الشهداء يفوح عطره وأقول له قف وحيي ساحة الغيرة والشرف فالمكان بالمكين حيث استشهد في هذه الساحة المباركة خيرة رجال الحويجة دفاعا عن المبدأ العظيم الذي عاشوا متمسكين به وقدموا ارواحهم الزكية رخيصة من أجله ألا وهو الإيمان بالله عز وجل والدفاع عن دينه الحنيف، وللتاريخ أقول نعم اشتهرت هذه الحادثة باسم ( مجزرة الحويجة ) ولكنها في الحقيقة معركة بدر الثانية بل ان الصحابة الكرام ( رضي الله عنهم ) في معركة بدر كان لدى البعض منهم سيوف ورماح تكافئ سيوف ورماح المشركين آنذاك ولكن المعتصمين في ساحة الغيرة والشرف كانوا يتلقون الرصاص وبمختلف الأسلحة الفتاكة بصدورهم العارية ولا يحملون بأيديهم سوى العصي والتي لا تكافئ سلاح الـ bkc والأحادية 12.5 ملم ناهيك عن استخدام العدو طائرات الهليكوبتر في قتل العزل من المعتصمين في ذلك اليوم الأغر يوم الثالث والعشرين من نيسان 2013م اليوم الذي دخلت فيه الحويجة بفضل صمود وشجاعة أبنائها التاريخ من أوسع أبوابه حيث كانت الشرارة الأولى لانطلاقة الثورة الشعبية المسلحة ضد الصفويين والمرتزقة من أقزام الاحتلالين الأمريكي والإيراني لعراقنا الحبيب, ولكي أكون منصفا في وصف ذلك الموقف الإيماني العظيم ولكي أكون قد أوفيت بجزء مما قدمه أولئك الرجال الأفذاذ في ذلك المشهد الكبير لا بد من القول أننا عندما نقرأ المواقف الايمانية للصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعا وما بذلوه وما قدموه من تضحيات جسام في سبيل الدين والثبات على المبدأ يتبادر الى أذهاننا تساؤل مفاده هل من الممكن أن يكون هناك من رجالات زماننا مستوى الإيمان لديه بمستوى ايمان الصحابة الكرام رضي الله عنهم في الدفاع عن الدين والأرض والعرض؟،

 

أقولها ملء فمي نعم إن رجال ساحة الغيرة والشرف بوقفتهم الشجاعة وبإصرارهم على الثبات وعدم تخليهم عن مبدأهم الذي خرجوا من أجله أعادوا علينا مواقف الصحابة الكرام رضي الله عنهم فما خرج أبناء الحويجة الكرام الى تلك الساحة إلا ليقولوا كلمة الحق في وجه السلطان الظالم الجائر فذلك هو الجهاد بعينه بل هو من أعظم الجهاد كما جاء في الحديث النبوي الشريف يقول سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم : ( أن من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) فما أشبه موقف أبناء الحويجة وثباتهم على المبدأ وعدم تركهم للساحة رغم كل ما ألم بهم من حصار لأربعة أيام متتالية ورغم الجوع والعطش وكان من بينهم المرضى وكبار السن والأطفال حيث قطع عنهم العدو كل متطلبات البقاء على قيد الحياة، وساوموهم على ترك الاعتصام وترك الساحة لكنهم برهنوا للعدو قبل الصديق أنهم أصحاب مبدأ وأهل موقف حيث كان التخلي عن الساحة يعني لديهم التخلي عن القضية والتي هي جهادهم ضد الظلمة والمرتزقة الذين جاء بهم الكافر المحتل وأذنابه, مع ما أنهم كانوا يعلمون علم اليقين أن الموت يحيط بهم من كل جانب فما أشبهها بوقفة سيدنا ابي دجانة رضي الله عنه في معركة أحد عندما أصبح جسده الشريف كالقنفذ من كثرة السهام والرماح التي نبتت فيه وهو يحمي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك السهام والرماح التي كان المشركون يطلقونها لينالوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فثبات وشجاعة سيدنا أبي دجانة رضي الله عنه وتضحيته بنفسه فداء لرسول الله صلى الله عليه وسلم حالت دون أن ينال الأعداء من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن سيدنا أبا دجانة رضي الله عنه كان يعلم علم اليقين أن موقفه هذا هو ثبات على المبدأ وعدم التخلي عن الدين ولو كلفه ذلك الأمر حياته,

 

لقد فعل الأعداء ما فعلوا في ساحة الغيرة والشرف ظنا منهم اننا سنتخلى عن مبدأنا الذي عاهدنا الله سبحانه وتعالى عليه، فنقول لهم هيهات هيهات فدماء أبناء الحويجة أشعلت الأرض وزلزلتها تحت اقدام الغزاة ومرتزقتهم من الصفويين، ولا زالت تلك الدماء الطاهرة الزكية تفور الى ان تسقي من سفكها السم الزعاف وتقتلهم جمعيا لتتطهر البلاد من دنسهم ورجسهم بإذنه تعالى القائل في محكم كتابه الكريم: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا )..... سورة الاحزاب اية 23 .






الثلاثاء ٢٢ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غازي الفيصل نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة