شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله عز وجل
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ *وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}. [آل عمران] .


على مدى أكثر من عقد كامل من سنين مقاومتنا الباسلة وجهاد شعبنا وصولات رجالنا الإبطال ، وما حققه رجال العراق الأوفياء من ملاحم بطولية في سفرهم الجهادي الخالد,
من دحر اعتى قوة بربرية شهدها العالم من قوى الاستكبار في الأرض , "أمريكا المتصهينة " عندما حطموا أحلامها و هزموا مشروعها ومخططها الاستعماري على ارض العراق,
مع ما سببوه لها من خسائر جسيمة كانت سببا في انكسار جبروتها في الأرض , و إنحسار نفوذها في المنطقة , وسقوط كبريائها تحت أقدام أبطال العراق ورجال المقاومة الوطنية الباسلة,
ومع تواصل حملات الخيانة و الغدر من شخوص وعملاء المحتل, الذين تبادلوا الأدوار خلال كل هذه السنين ,


و الذين كانوا الواجهة التي أدارت من خلالها قوى الاستعمار ما يسمى بالعملية السياسية التي جاء بها المحتل ..
وكانوا المعول الذي أراد الغزاة من خلاله تفتيت العراق ..وتدميره .. والعمل على إنهاء وجوده.. بعدما فشل مشروع الغزو المباشر للعراق في تحقيق ما حلموا به في تركيع وإخضاع العراق إلى الأبد.
وكلنا يعلم حجم المؤامرة التي تستهدف العراق ووحدة شعبه ..
لان وحدة الصف والكلمة ,,هي من أهم قواعد وشروط نجاح أي مشروع مقاوم.
وبدونه لن يكون هنالك أي معنى لتحقيق النصر .
فأي قيمة لنصر تحققه أي امة وقد انتهى بها الحال إلى التفرق التشرذم و التشظي ,,
و لان ذلك هو في صميم ما يبتغيه الأعداء وما جاءوا من اجله ,


ولقد رأينا خلال السنين الماضية الكثير من الشعارات التي يطلقها بعض العملاء أو المتنفعين ,, او حتى بعض المغيبين الذين لا يعلمون خطورة هذه الشعارات على الأمة, من خلال حملاتهم للدعوة لإقامة الأقاليم , لتفتيت وتقسيم العراق وشعبه , وضمان بقاءه ضعيفا مقسما يخضع لإرادات ونفوذ قوى الاستعمار والاستكبار في المنطقة والعالم .


وتحقيق مالم يحققه دستورهم الذي وضعه لهم المحتل و الذي حكموا به العراق خلال السنين الماضية من زمن الاحتلال من تقسيم وتفتيت لمكونات الشعب الواحد.
ومن المؤلم أن نرى أو نسمع بعض الأصوات من أبناء العراق , الذين كنا وما زلنا نعتقد أن فيهم الخير لهذه الأمة , وقد انخرطوا لهذا الصف ورفعوا شعاره.
و تناسوا أن هذا المخطط هو من أهم ما جاء به المستعمرين الغزاة عندما وطأت أول دبابة لهم أرض العراق.


وتناسوا دماء الآلاف و الملايين من أبناء العراق الذين قدموا أرواحهم و دمائهم في سبيل إسقاط مشروع الاحتلال بكل ما يمثله على مدى السنين الماضية ,
وهل بعد كل ما حققه شعب العراق و مقاومته الباسلة من انجازات في التصدي و إسقاط المشروع الاستعماري على ارض العراق , يبقى لأي صوت من هذه الأصوات النشاز أي وطنية أو كرامة في الاستمرار في طرح هكذا مشاريع , التي كانت وما زالت من أهم ما جاء به المستعمر الغازي ؟


ولم يعوا أنهم قد سقطوا ضحية المؤامرة والمخطط الذي أراده المستعمرون وعملائهم من خلال حملاتهم الطائفية المسعورة على أبناء الشعب العراقي ,
والتي أرادوا من خلالها دفع مكونات معينة من الشعب إلى الوقوع في فخ المطالبة بتقسيم العراق وتجزئته تحت هذا المسمى ,, بحجة الحصول على حقوقهم .
و دفعهم ذلك إلى ترك المشروع الاسمى الذي يحقق لهم ولغيرهم من أبناء العراق الخلاص النهائي وهو إسقاط مشروع الاحتلال بكل ما جاء به .
وبذلك يكون لهم الرصيد الاعلى في خدمة الله وخدمة الامة و الوطن ,
ونرى كذلك ,,


وبعد كل ما حققه ابناء العراق الابطال في ساحات البطولة والجهاد اليوم ,,في معارك تحرير العراق والتي انطلقت من أنبار العزة والبطولة ,
كيف ان بعض المسميات و التي وضعتها ظروف المعركة في مواقع التسيد والتصدر ,,


و بعد كل ما حققه أبناء العراق من انجازات عظيمة في كسر شوكة عملاء المشروع الفارسي و سحق قوته في هذه المنازلة المستمرة الى يومنا,
وبعد ما انتفض كل أبناء العراق على امتداد أرضه , في الدخول و مساندة وتأييد هذه المنازلة عسكريا واعلاميا وتأييد جهاد كل أبناء العراق للوصول إلى تحقيق حلم كل عراقي شريف في تحرير العراق كله وطرد المحتلين وعملائهم الجاثمين على صدر العراق منذ سنين,


نرى هذه المسميات لم تعي ولم يرقى حالها ومستوى خطابها الى يومنا إلى مستوى الحدث , او ماهو مطلوب منهم.
ونراهم إلى يومنا يجزئون القضية , أو يدفعون بمصالحهم الفئوية و المناطقية على حساب قضية الوطن والشعب و الأمة ,,
فهل يعلمون ان ذلك الأمر يرقى إلى حد الخيانة لله والوطن والقضية ,


ألم يعلموا أم تناسوا .. ان أهل العراق اليوم بكل طوائفهم وأديانهم وعقائدهم يعقدون الآمال بعد الله
على نجاح هذه الانتفاضة في إزاحة سواد الليل الذي طال على العراق وشعبه ..


فان لم يكونوا على مستوى الحدث ومستوى القضية ,,فالأولى بهم وبمن وضعهم في دفة التصدر أن يتم ازاحتهم عن تصدر القيادة والقضية ,,
لان العراق وشعبه لم ولن يعجز ان يخرج الرجال والقادة الأفذاذ القادرين على تحقيق النصر والوصول بالعراق وشعبه إلى درجات العلى والعز والفخار .
لان القضية اليوم هي أكبر من الانبار و الفلوجة و بغداد أو فئة و حزب و مؤسسة وهيئة .


واكبر من الرجال على اختلاف أسمائهم و مكاناتهم وعناوينهم ,,
ان القضية اليوم هي قضية شعب ووطن وأمة وعقيدة و تاريخ وحضارة ,,
وقضية معانات شعب وملايين يرزحون تحت حراب المحتلين وعملائهم ,
وقضية بلد عظيم بتاريخه وحضارته وشعبه ,
لا يمكن أن يختزل تحت عنوان فئوي أو شخصي ضيق ,


ولا يمكن لشعب و امة وبلد وقضية كالعراق ان يكون رهينة أفكار ضيقة لبعض الشخوص مهما كانت مكانتهم وأسمائهم وعناوينهم,.
ولان من ينطلق من هذا المنطلق ويضع مصير العراق كله بهذا المكان ,
يكون بالمطلق قد سقط غياهب الخيانة لله والوطن والأمة والقضية .


وبعد ان أقدم ابناء العراق النجباء على اختلاف مسمياتهم و عناوينهم على تشكيل المجلس السياسي العام لثوار العراق ..
وقدموا انموذجا ً لرقي شعب العراق و تنوعه الحضاري والعقائدي والفكري ,, بعيدا عن التخندق الحزبي والفئوي والمناطقي والعقائدي الذي يدفع به اعداء العراق.
راينا الطبول تدق ,,والسهام تطلق ,,وألسنة أهل الأهواء تنطلق ,,
في حملة شعواء يراد منها إجهاض اي صوت للحق يصدح باسم العراق وشعبه ..
بإعتباره شعب واحد ومصير واحد وتاريخ واحد ,


و اطلق اهل الاهواء السنتهم وتطاولوا بكلماتهم مستعملين منابرا ً كنا نحسن الضن بها ,
ونعتقد بأنها صوت حر وضمير حي لإرادة وطموح شعب العراق ,,
ودفعهم على ذلك مصالح جهات بعينها وأشخاص بعينهم ,,كانوا ومازالوا يرفعون شعارات تحرير الوطن و استرداد كرامته وعزته .
ولكن ما صدر منهم ويصدر الى يومنا هذا ,, هو بالضرورة يصب في مصلحة بقاء العراق ينزف ويعاني من ويلات الاحتلال .
و لقد صوبوا سهامهم متناسين كل الاعتبارات التي ذكرناها سابقا ,,


في العمل لتحقيق الغاية الاسمى وهي تحرير العراق وطرد الاحتلال وعملائه ومشاريعه ,
وتناسوا الإخوة في الله والدين والوطن وتناسوا ما وصى به الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم
وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ "الأنفال-8"
وتناسوا ان ذلك قد أوقعهم في ظلم إخوانهم وأبناء شعبهم ,,وتناسوا أن الظلم ظلمات يوم القيامة ,,
وتناسوا ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم


"الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا" وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، "بِحَسْبِ امْرِئٍ مِن الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ". أخرجه أحمد.
ان كل ما صدر من المشككين و من أهل الأهواء لا يصب إلا باتجاه استمرار نزيف العراق وشعبه , واستمرار بقاءهُ يرزح تحت ظلم واستبداد المحتلين وعملائهم .
ألم يعلموا ان ذلك قد اسقطهم في المحذور الشرعي في تفريق الأمة وشق الصف,
وهل تم منع هذه الإطراف او تلك من الوقوف أو الانضمام إلى هذا الصف الوطني وما يمثله المجلس السياسي العام لثوار العراق .
أم هل يريدون استمرار العراق على ما هو عليه اليوم ؟؟


فالدفع باتجاه إجهاض كل جهد وطني يراد منه توحيد الكلمة والصف هو بالضرورة خيانة لله والوطن والقضية ,, وسواء كانت على علم منهم ام بجهالة منهم .
وكم تريد هذه الأطراف او تلك ,, و كم هو المطلوب ان يدفع من اثمان من دماء ابناء العراق و مصيره وتاريخه في حال استمرار حال العراق على ما هو عليه اليوم,,
حتى يصلون إلى قناعة انه لا سبيل لهم سوى الاصطفاف مع كل أبناء العراق الشرفاء على اختلاف مسمياتهم وعقائدهم وفكرهم.
ووجب عليهم ان لا تأخذهم الأهواء إلى الاعتقاد انه لا طريق لتحرير العراق إلا وفق المنهاج الذي رسمته هذه الفئة او تلك ,
فالعراق وشعبه وحضارته وتاريخه وكل ما يعنيه, يحتاج اليوم منا جميعا الى ان نتناسى أسمائنا وعناويننا و مصالحنا ,, وكل ما من شانه ان يفرق صفنا ,
وان نكون مع اي صف او صوت او جهد يصب في تحقيق النصر والهدف الاهم وهو تحرير العراق .
هذا إذا أردنا الوصول إلى تحقيق رضاء الله والوطن والشعب والأمة .
و أردنا تحرير عراقنا والوصول بشعبنا إلى ما يستحقه من حياة حرة كريمة.



المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني
عضو المكتب التنفيذي للمجلس السياسي العام لثوار العراق

 

 





الاثنين ١٦ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة