شبكة ذي قار
عـاجـل










أحدثت زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى البيت الأبيض ،الكثير من الانتقادات الحادة في الصحف الأمريكية فيما يخص سياسية المالكي في ادارة السلطة في العراق ،وأولى هذه الانتقادات إنها أشرت حقيقة واضحة،على إنها استدعاء وليست زيارة ،والدليل على هذا هو الاستقبال الأمريكي المهين للمالكي في المطار من قبل موظفة بسيطة تعمل في التشريفات ،وهذا يخالف البروتوكول الدبلوماسي للمسئولين الحكوميين في كل العالم ،ويعد الإجراء الأمريكي استهانة كبيرة بالمسئول وببلده ،هذا من جهة ومن جهة ثانية يؤكد حقيقة أن أمريكا تنظر الى العراق بأنه مازال تابعا لها وولاية من ولاياتها ،وقد عبر عن هذا السيناتور الأمريكي والمرشح للرئاسة الأمريكية السابق جون ماكين ،عندما هاجم سياسة المالكي بقوة ( ووصفها بالطائفية والاستبدادية وإنها تأخذ البلاد الى الحرب الطائفية، وأننا قدمنا الدماء من اجل الديمقراطية وليس من اجل طائفة معينة او شخص )،

 

إضافة الى ما تعرض له المالكي من انتقادات حادة وقاسية جدا ،من مجلسي الشيوخ والنواب حول أداء المالكي وحكومته بشان حقوق الإنسان والمعايير الدولية للمعتقلين والعنف في العراق التفرد في السلطة وتهميش الآخرين ،وإطلاق يد الميليشيات وعدم إيقافها عن الجرائم التي تقوم بها في العراق بدعم إيراني واضح ،وكذلك عدم الاستماع لمطالب المتظاهرين في المحافظات ،في حين تضع العنف الطائفي والانهيار الأمني والفشل الحكومي واستشراء الفساد الإداري والمالي الفظيع كله في سلة الإرهاب والقاعدة وجبهة النصرة والوضع السوري وتحالفك معه ،هكذا واجه المالكي أسئلة وانتقادات وهجومات مجلسي النواب والشيوخ ، إذن يبقى اللقاء المرتقب مع اوباما وطاقمه ،والذي سوف لن يخرج عن تهديد مجلس الشيوخ لإدارته بضرورة وقف وعدم تزويد المالكي بالأسلحة والطائرات والصواريخ وغيرها لاستخدامها ضد خصومه وشعبه كما يرى الكونغرس الأمريكي ،

 

ولهذا نرى أن الزيارة سوف لن تحقق هدفها وهي تؤكد بنتائجها المخجلة الى أنها استدعاء مذل وتوبيخ لحكومة المالكي وعدم قدرتها على فرض النموذج الأمريكي في الديمقراطية ،وإنها أججت الحرب الطائفية بسياستها الطائفية وتهميشها لفئات الشعب بعربه وكرده ومسيحييه وايزيديه وتركمانه وغيرهم وهذا ما سبب نشوء الدكتاتورية الطائفية في العراق ،التي أنتجت عنفا طائفيا مقيتا ،وانهيارا متواصلا في الوضع الأمني ،وتقوية أجنحة الإرهاب الدولي وجعله من العراق نقطة انطلاق الى دول الجوار مثل سوريا وتركيا ودول الخليج العربي ،الاستدعاء كان رسالة واضحة لحكومة المالكي وللمالكي نفسه ،أن الإدارة الأمريكية مستاءة من أدائكما، ويجب تغيير هذه السياسة وتسوية الأوضاع مع الشركاء في العملية السياسية،وهناك تحذيرات أمريكية للمالكي والتلويح له وتهديده بعدم الموافقة على تجديد ولايته الثالثة لرئاسة الوزراء إذا لم يطبق الاملاءات الأمريكية ( وهو الذاهب من اجل هذا الهدف تحديدا )، لذلك نقول أن المالكي استلم الرسالة والشروط معا وما وراء تلك الشروط ،بما يخدم السيناريو الأمريكي الجديد في سوريا ،التي أزعجها جدا مشاركة المالكي في إطالة بقاء نظام الأسد لفترة أطول حسبما تريد إيران والولي الفقه لاكما تريد واشنطن والذي عمل المالكي ضد توجهات اوباما في هذا الأمر المهم بالنسبة لإدارته والتي دفع ثمنها تأخير سقوط الأسد وتقوية ( أعداء أمريكا ) جبهة النصرة والقاعدة في بلاد الشام والعراق ، الزيارة أو الاستدعاء حقق أهدافه أمريكيا ، وأعطى الحجم الحقيقي للمالكي في ادارة السلطة وتحجيم دوره فيها ، خاصة وان هناك زيارات أخرى لرئيس مجلس النواب أسامة النجيفي ومسعود البرازاني رئيس إقليم شمال العراق ، والذي سيقومان بشرح مفصل وكامل عن أسباب إخفاق حكومة المالكي في غرض الأمن وتحقيق المصالحة الحقيقية وتطبيق الديمقراطية كنموذج جديد في العراق ،كما سيشرحون لإدارة اوباما ومجلسي الشيوخ والنواب طريقة خروج العراق من وضعه الخطير المتجه نحو الحرب الطائفية الاهلية ،بسبب السياسة الفاشلة والتفرد بالحكم من قبل المالكي وحزبه الحاكم ،وإقصائه شركاءه في السلطة وإنشائه دكتاتورية الفساد الطائفي ،هذه هي نتائج غزوة المالكي للبيت الأبيض وعودته بخفي حنين الى العراق ... ، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت ......

 

 





السبت ٢٨ ذو الحجــة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة