شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد صدمت وصعقت لنبأ وفاة الاخ والصديق والزميل العزيز ابا علياء( الدكتور عباس خلف كنفذ ) لقد كان اخاً وصديقاً صدوقاً وزميلاً كفوءاً ، وشجاعاً لم ينقطع عن التردد الى الوزارة في اشتداد القصف الوحشي اثناء العدوان الثلاثيني الغاشم، وقد كان مع الوفد الذي توجه الى موسكو اواخر شباط / فبروري 1991 والذي، وقتها، هدد المجرم بوش الاب بقوله "لست مسؤولاً عن سلامة الطائرة التي تقل الوفد العراقي برئاسة الاستاذ طارق عزيز الى موسكو "؟!؟ ، وقد كان ابا حيدر ككل العراقيين الاصلاء ذلك الوطني الذي يفيض غيرة وشهامة على اهلنا، وألم وغيض على ما يحصل للعراق الحبيب بعد الاحتلال،مدافعاً بصلابة عن النظام الوطني الذي تآمرت عليه كل قوى البغي والشر، لقد كنت على اتصال مستمر معه وكان ، رحمه الله ، هو المبادر في اغلب الاحيان ،وقد افتقدته بعد ان هنأني بحلول رمضان المبارك ، اذ حاولت ان اهنأه بمناسبة عيد الفطر فلم يجب رغم اتصالي عدة مرات خلال ايام العيد وبعده ، وظننت حينها انه خارج موسكو حيث يقيم ، حتى انني اتصلت بالصديق ( سلام مسافر ) سائلاً عنه وقد كان وقتها في واشنطن بمهمة اعلامية !

 

لقد قلقت عليه واعتصر قلبي ولكني لم اصل الى حد التفكير بهذا الرحيل المفاجيء والذي مازلت غير مصدق ! فهو اصغر السفراء سناً ومن اكثرهم حركة ونشاطاً رغم اصابته بالسكر مبكراً ،لقد كنا نتصل ببعض وبالذات بعد كل لقاء تلفزيوني معه والتي اخرها استضافته من قناة الجزيرة للحديث عن الموقف الروسي الداعم للنظام السوري كونه خبيراً بالشؤون الروسية ، كما كان يحدثني عن الزملاء د. سعيد واخرين المتناثرين في عدة بلدان وخصوصاً اذا سمع خبراً مفرحاً عن اي زميل، وكم كان فرحاً بعد لقائه بالاخ ابو مريم الاستاذ زياد طارق عزيز ، وزيارة عائلة الاستاذ في عمان ، وقد اتفقنا ان نزورهم معاً في اقرب فرصة بعد تعهده بضمان تأشيرة دخول لي ! لقد فطرت قلبي وفجعتني برحيلك ايها الصديق والاخ في هذا الزمن الاسوأ ،مع من اتحدث ولمن ابث شجوني وهموم الوطن ومعاناة الاهل وألام الغربة ، لقد وعدتني انت والعائلة بزيارتي في بلغراد ، هل ننتظر وهل ان خبر رحيلك مؤكد ، انا غير مصدق ولن اتصور رحيلك السريع ابا علياء ولكن هذه هي الدنيا دار فناء ، ومفرّقة بين الاحباب والاخوة ، لكم احببت الشعب الروسي الذي ضيّفك بعد ان ضاقت بنا اوطاننا ،وكم تمتعنا في زياراتنا المتكررة لموسكو وسانت بطرسبيرغ لوجودك معنا ، فانت لساننا ودليلنا الى حيث الثقافة والمتعة الحقيقية في مسا رحها وابرز معالمها ! هل انعاك ايها الصديق الحبيب وهل ابكيك ؟ نعم لقد فجعتني بهذا الرحيل المبكر ولكنك ستظل بيننا ولن ننساك فانت موجود ب( حيدر وخضر وعلياء واختها والاحفاد والاشقاء ) وسيتذكرك كل الاصدقاء الروس فقد كنت خير صديق لهم واوفى سفير وممثل لبلدك في اقسى واصعب الظروف ، لك سلامي ودعائي وللاعزاء.. علياء وحيدر وخضر وللاخت الفاضلة ام علياء والاخ علي خلف ،احر التعازي واصدق المواساة ، اللهم ألهمنا واياكم وكل الاصدقاء والاهل والمعارف الصبر والسلوان واغمره برحمتك الواسعة واسكنه فسيح جناتك، وانا لله وانا اليه راجعون. 
 

 

 





الاربعاء ٢٨ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / أيلول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة