شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد أيام من إنتهاء المعارك الشرسة، التي خاضها المقاتلين في شوارع بيروت الغربية. في تصديهم البطولي للإجتياح الصهيوني عام 1982، والتي أعتقد العدو أن عاصمة العروبة قد دانت لهم، كان هناك رجال قد عقدوا العزم على مقاومة التواجد الصهيوني، وأن يطهروا شوارعها من دنس الغزاة، وأن يثأروا لكرامة بيروت وللشهداء الذين سقطوا في المواجهات في تلك الأيام، كان وجه الراحل المناضل والمقاوم ظافر المقدم ( رحمه الله واسكنه فسيح جنانه )، يتقد غضباً وعيناه تلمعان ببريق يحمل كل العنفوان العربي الأصيل، ويداه ترتعشان بحدة وهو يلوح بقبضته، قائلاً بإصرار نادر: "سنجعل العدو يدفع غالياً ثمن عدوانه وغطرسته" ... إلتقط أنفاسه قليلاً ثم أردف: لكم بيروت، ونحن سنقطع أوصاله في جنوبنا.


عندما نفذت المقاومة الوطنية اللبنانية أولى عملياتها في زقاق البلاط ببيروت الغربية على دورية راجلة للعدو، واستولوا على بندقية الضابط الصهيوني ( التي أرسلت لاحقاً للفارس العربي الشهيد صدام حسين). كان راحلنا الكبير ينفذ مع مجموعة من المقاتلين أولى عمليات المقاومة بالجنوب بإستهداف دورية آلية للعدو على الطريق الساحلي بين الدامور والناعمة بتفجير لاسلكي عن بعد ( مبتكر ضمن الامكانيات المتواضعة آنذاك ) رافقها هجوم بقذائف الإربي جي ورشاشات الكلاشنكوف، للقضاء على ما تبقى من الدورية.


بعدها، وصل فقيدنا الكبير إلى بيروت الغربية، فخوراً بالعملية النوعية التي استهدف بها دورية العدو. وبعدها لم تتوقف العمليات البطولية التي كان يقودها ويشرف عليها عندما يسجل التاريخ في سفره المجيد صفحات المقاومة الوطنية اللبنانية سيكون اسم القائد المقاوم ظافر المقدم في الصفحات الاولى.. وفي المكان اللائق والبارز الذي يستحقه والذي ناله بجدارة الشرفاء العروبيين الأحرار.


كيف لا، وهو الذي عمد مسيرته في صفوف البعث، بعطاء وتضحية ورجولة قل نظيرها.


إلى جنان الخلد، رفيقي ظافر المقدم، لقد رفعت رأسك عالياً، وكان دورك المقاوم ناصعاً .. ألف رحمة عليك أيها الرفيق العزيز ..

 

 





الثلاثاء ٢٧ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٣ / أيلول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب من ذاكرة رفيق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة