شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد دنت ساعة الصفر لتوجيه ضربة عسكرية امريكية ـ غربية لسوريا لاتهام نظام ( بشار الاسد ) باستخدام السلاح الكيمياوي ضد المواطنيين السوريين سواء صدر قرار عن مجلس الامن او لم يصدر،تحت تهديد روسيا والصين باستخدام الفيتو، اذ تنعقد خلال هذا المساء ( 28 اب / اغسطس ) الجاري جلسة طارئة للمجلس ستقدم خلالها بريطانيا مشروع قرار يحمّل النظام السوري مسؤولية ارتكاب هذه الجريمة ويجيز الرد العسكري ! وسواء صدر تفويض دولي اوخارج نطاق مجلس الامن ، فالضربة ،على ما يبدو، قد اقرّت اميركياً واوربياً ،والتحضيرات والاستعدادات للضربة قد تمت، اذ تشهد المنطقة والعواصم الكبرى ومنذ ايام تحركاً مكثفاً على المستويين السياسي والعسكري "ربما من باب رفع العتب"  اذ انهى ( السلطان قابوس ) ومساعدالامين العام للامم المتحدة الاميركي ( جيفري فيلتمان ) زيارة لطهران ابرز حلفاء نظام الاسد! وتحدث ( جون كيري ) وزير الخارجية الاميركية هاتفياً مع نظيره السوري ( وليد المعلم ) ، كما ان الحركة غير طبيعية في القواعد العسكرية التابعة للولايات المتحدة او الناتو وبالذات قاعدة ( العديد ) في قطر و ( انجرليك ) في تركيا والقواعد البحرية القريبة في المتوسط والمحيط الهندي؟! ولم يبق الا انطلاق المقاتلات والصواريج باتجاه اهدافها، لاسيما وان ( سيرجي لافروف ) وزير الخارجية قد اعلن"ان روسيا لن تبدأ حربا ضد احد فيما اذا وجه الغرب ضربة لسوريا " وقد تنصل الرئيسان الروسي ( بوتن ) والايراني ( روحاني ) في لقائهما في الكرملين اليوم عن حليفهم السوري بتأكيدهما على ان " استخدام الكيمياوي غير مقبول "وهذا يوحي بان التهمة ثابته على النظام السوري، وهو يعكس ليس فقط تخليهما وبالذات الروس عن نظام الاسد! ( وهذا ما قلناه في اكثر من مقال سابق نشرهنا قبل اشهر قليلة ، مؤكدين ان الرهان على الروس خاسر،وشواهدنا تخليهم عن العراق وليبيا وكوسوفووقبلهما نظام نجيب الله في افغانستان ) وانما هي كذلك اشارة صريحة الى ان الضربة العسكرية اضحت تحصيل حاصل..فماذا بعد الضربة، وماهي التداعيات المحتملة؟ ان القراءة السريعة لمجمل اوضاع المنطقة التي لم تستقر منذ الاحتلال الغاشم للعراق عام 2003  يؤكد حقيقة..ان غليان المنطقة العربية عموماً هومن تداعيات التفريط بالعراق وما حصل له من تدمير واحتلال ومن ثم تسليمه للنظام الايراني ، فهذه الانظمة تدفع ثمن خيانتها للعراق وتواطؤها مع قوى الاحتلال وموقفها الخانع ازاء ما يتعرض له شعب العراق الصابر خلال السنوات العشر الماضية من قتل وتشريد وافقار وتجهيل ونهب لثرواته وانتهاك لحرماته وتفريط بحقوقه ،ومما يؤلم ان من يدفع الثمن هو الشعب العربي سواء في العراق او ليبيا او مصر او تونس او سوريا التي ينزف شعبها الدم طيلة السنتين الماضيتين وها هو اليوم  مقبل على دفع المزيد من الدماء اذا ما نفذت الضربة التي نتمنى عدم حصولها ،  لكن رأس النظام مطلوب..ويمكن اجمال ابرزتداعيات ما بعد الضربة العسكرية بالاتي :ـ   

 

1 ـ الضربة العسكرية حتى وان استمرت لعدة ايام ( التوقع محدودة، وخلال الايام الثلاثة القادمة ) لن تسقط نظام بشار الاسد الذي زوّد جيشه باسلحة حديثة من الروس والصين وعن طريق العراق وايران والمدعوم بمقاتلين من الحرس الايراني والميليشيات الطائفية لحزب الله اللبناني واحزاب السلطة العميلة في بغداد ، الا اذا كان لدى ( الجيش الحر ) خطة وبدعم خارجي لاستغلال انشغال النظام بالضربة والاندفاع بقوة للسيطرة على دمشق او المواقع الاستراتيجية الهامة، لاسيما وان هناك انباء مؤكدة الى ان اميركا والغرب قد جهزتهم باسلحة متطورة للخلاص من النظام الحالي ،ومهما يكن،  فاذا ما مّرت الضربات العسكرية دون اي تبعات اوتطورات فان الرئيس بشار الاسد سيقبل بالحلول المطروحة .

 

2 ـ اقدام نظام الاسد ، وبدفع من نظام الملالي في ايران ، ليس فقط محاولة التصدي للصواريخ القادمة بما لديه من صواريخ مضادة ،بل ضرب بعض المصالح الاميركية والغربية وحلفائهم في المنطقة!؟ بهدف التوريط و لتوسيع نطاق الحرب وبما يطيل من عمر نظام الاسد وبقائه فترة اطول اذ ان طهران لاتضمن مجيء نظام صديق ، وبالرغم من توزيع الاجهزة الواقية من الغازات الكيمياوية في عموم ( اسرائيل ) فانه لايتوقع قيام النظام السوري بتوجيه بعض صواريخهم باتجاه الكيان الصهيوني لطبيعة العلاقات مع نظام بشار؟ولعلاقات حكام ايران الخاصة " مخفي است !؟" مع الصهاينة ،ولتجنب استعداء اسرائيل ودفعها للمشاركة العلنية في الحرب ضد سوريا الاسد، علماً ان اسرائيل ، وبدون جعجعة اعلامية، مع الضربة لانها الطرف المستفيد من استهداف كل الدول العربية وبالذات المجاورة ، واسرائيل هي في مقدمة الدول والقوى المعادية للامة العربية ومن العاملين بفعالية في مخطط اعادة رسم خارطة جديدة لـ ( شرق اوسط جديد ) ،بعد اضعاف وتمزيق الاقطار العربية الى كيانات هامشية و دويلات هزيلة .

 

3 ـ انحسار النفوذ الايراني في المنطقة العربية، وضربة في الصميم للمخطط الايراني التوسعي على حساب العرب اذا ما فقدت طهران حديقتها الخلفية في سوريا ، وما سيعقب ذلك من نهاية سريعة لنفوذ وقوة حزب الله في جنوب لبنان ، والذي فقد بريقه كحزب مقاوم للكيان الصهيوني ! بعد مشاركة عناصره بالقتال طائفياً الى جانب نظام الاسد ضد الشعب السوري، كما ستضعف ،وتذوي اذرعة طهران وخلاياها  في اليمن والخليج العربي وصولاً الى افغانستان. 

 

4 ـ تفاقم الاوضاع المتردية في العراق ،وتوقعات بانهيار السلطة الهزيلة والمرتعبة والتي بدأت بوادر انهيارها منذ بداية العام الحالي بعد الانتفاضة الشعبية لعدد من المحافظات وما جرى خلال الشهر الفائت من عمليات جريئة باقتحام سجن ( ابو غريب ) المركزي وتحرير المئات من نزلائه ، وما تبع ذلك من انهيارات امنية في عموم المحافظات وبالذات بغداد حيث وصلت التفجيرات والقذائف الى المنطقة الخضراء التي تتحصن داخلها الحكومة والبرلمان والدوائر الهامة والسفارة الاميركية وعدد من السفارات الاخرى ، مما دفع السلطة العميلة المرعوبة الى مطالبة الولايات المتحدة باعادة عدد من قواتها لحماية النظام؟ ومع الاقرار بان النظام الايراني سيّسخر كل ما لديه لحماية اتباعه في السلطة في العراق والابقاء على نفوذه على الساحة العراقية كموقع متقدم وهام في تحقيق اطماعه ومشاريعه التوسعية على حساب العرب ،وهذا ما يؤكده قيام ملالي ايران بالتحضير لمرحلة ما بعد نظام الاسد! وذلك باسناد سلطة المالكي ووقف مسلسل هزائمها المتسارعة بارسال فرق عسكرية من الحرس الثوري لترابط داخل المنطقة الخضراء التي اخليت من القوات العراقية ( !!؟ ) اضافة الى عشرات الالاف التي مسكت الحدود العراقية مع سوريا ، الا ان هذه السلطة المتهاوية سوف لن تصمد امام بركان غضب الشعب العراقي الموشك على الانفجار وحينها لن تحميهم قوات ايران او اوباما !؟ فسقوط نظام الاسد في سوريا سيعجل في نهاية سلطة العمالة في بغداداو على الاقل سيطيح بهذه العملية السياسية وبحكومة العميل المالكي ، وسيؤدي الى انهاء وتلاشي او انحسار وضعف النفوذ الايراني في العراق والمنطقة . 

 

 





الاربعاء ٢١ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة