شبكة ذي قار
عـاجـل










يظهر ان اميركا استوعبت الدرس تماما , فقد خسرت مع فيتنام وقدمت الكثير من الخسائر المادية والبشرية وخرجت تجر اذيال الخيبة . ثم جربت حظها في افغانستان والعراق ومنيت بخسائر فادحة وخصوصا في العراق على يد المقاومة الباسلة . وكذلك في افغانستان ، واضطرت للخروج من العراق وهي تغطي على هزيمتها ببعض التبريرات ، وقد خسرت ملا يقل عن 40 ار بعين الف قتيل اميركي ومرتزق ومئات الجر حى والمعوقين ، ناهيك عن الامراض النفسية. رغم انها لم تخرج خروجا كاملا ، الا انها خرجت بثقلها الاكبر وابقت على قوات داخل السفارة الاميركية ومجاميع في قواعدها وكذلك شركات الحماية للمؤسسات وغير ذلك وهذا يؤشر للساسة الاميركان مدى ما يقدم في حروب مباشرة من خسائر .

 

اذا ما قورنت بالربح فهي اكبر بكثير . لذلك اخذت اميركا تفكر بطريقة البديل في هذه الحروب ، لتكون رابحة بدون خسائر بشرية وحتى المادية هي جزئية . فما يحدث في سورية ومصر واليمن والسودان هي البديل لاميركا وتحت مسميات . الاخوان المسلمين او المعارضة وغير ذلك من الاسماء ، ولكن كلها تصب في وعاء واحد هو الوعاء الاميركي وتخضع لتوجيهات ودعم مادي ومعنوي وكذلك الاستشارات . وفي النتيجة هؤلاء يقاتلون ابناء جلدتهم لصالح اميركا واسرائيل كبدلاء عنهما . نعم الان ما يجري من هدر للدم العربي وتخريب للبنى التحتية وضياع المال العام وتوقف عجلة البناء كلها تصب في مسار خدمة اميركا وحلفائها . ناهيك عن بعض القنوات المسخرة لهذا الغرض والتي تصب الزيت على النار لتأجج المعارك الاهلية الخاسرة اصلا ، لان القاتل والمقتول هم عرب والمدمر ممتلكات عربية والزمن الضائع هو من فرص العرب . وهنا تكون اميركا قد نجحت بتوفير البديل لها بعد ان عانت الاميرين ، مما قدمته من خسائر ، وما اسهل هذا السلاح الفني وليس التقليدي . فهو سلاح رخيص الكلفة وكبير النتائج والمردودات لصالحها دون معانات او اي تكاليف .

 

حتى ردود الفعل الاستنكارية تحاول ان تكون بعيدة ، بطرق التمويه والاساليب المفبركة . فهي احيانا تطرح بانها لا يجوز ان تتدخل في البلد الفلاني ولكنها تدعوه لضبط النفس والحوار . ساعية لتحرك مخابراتها وعملائها لاشعال النار على اوسع نطاق ، ومرة تحرض الدول الاوربية لعقد اجتماع لمناقشة قضية مصر او سورية وكأنها تريد حل للمسائل والصراع الساخن في المنطقة . في الوقت الذي لن تتوانى لطرح مشاريع التقسيم للمقسم .لاضعاف المنطقة واستنزاف طاقاتها . وبالنتيجة تخفيف الضغط على اسرائيل وتوسيع ساحة المصالح الاميركية والاوربية وخصوصا تجارة السلاح والغذاء . ومجالات اخرى ، والعرب يرددون ما يطرح هنا او هناك او يكونوا جزء من الحالة الاميركية او ادوات لها كما هو شأن دول الخليج واطراف اخرى على الساحة العربية . فقطر لاعب قوي في تاجيج هذه الصراعات على المستويين الاعلامي والمادي وخصوصا ما يتعلق باحداث مصر فتارة يقدم دعم للاخوان واخرى للجيش لسحب البساط من تحت رجلين الاخوان وهذا لا يتم الا بتوجيه امريكا واسرائيل . وكذلك الوضع السوري يصعد ثم يبدأوا بطرح حلول كاذبة سرعان ما يزداد اوار الحرب وبدمار اكثر على صعيد الارواح والممتلكات ويقصد من هذا هو استنزاف كل الطاقات المادية والبشرية وتكبيل هذه الدول بالديون ليتم السيطرة عليها ولتسير في فلكها وتخضع للاوامر الامريكية وهذا شان الساحة العربية المشتعلة والتي تاكل اخضرا ويابسا . وهناك اللاعب الاخر وهو ايران التي تعمل على اتجاهين اولا بديل عن امريكا بتاجيج الصراع الطائفي في المنطقة وخصوصا العراق -- سورية -- اليمن -- لبنان ، ففي العراق يذهب ضحية هذا الصراع الاف مؤلفة ومن كل المذاهب والطوائف وخصوصا السنة والشيعة .

 

فايران بالتحالف مع العملاء تضرب السنة ثم تضرب الشيعة وتنال احيانا من المقدسات ومنها الجوامع لغرض خلق الفتنة الطائفية على اوسع ما تكون . رغم ان العراقيين واعين لهذا المخطط او انهم وعوا لذلك مما يفشل وباستمرار هذا المخطط الايراني. ثانيا ايران تستغل الظرف للتوسع في المنطقة وتعمل جاهدة لكي لا تخسر سورية في الوقت الذي تعمل للحفاظ على وضعها فب العراق كبديل عن سورية في حالة سقوطها مثلا . وما دفع ميليشيات حزب الله في لبنان للقتال الى جانب الاسد الا دليل على ان ايران تسعى من اجل لا يسقط بشار . وكذلك المالكي فكلاهما في خدمة المشروع الايراني التوسعي في المنطقة . فهي تلعب على الحبلين كما يقال مرة لامريكا واخرى لنفسها وهو الاهم لانها تحلم بامبراطورية فارسية بلباس ديني .

 

اذن الامة العربية هي من يقاتل نفسها نيابة عن امريكا-- اسرائيل -- ايران وهذا يستنزف اكبر طاقات الامة المادية والبشرية والعسكرية فتكون امريكا قد ربحت الحرب باقل الخسائر المادية فقط وحققت ربحا ماديا وستراتيجيا لمدى بعيد . وهنا تتمكن من اصلاح ما يتعرض له الاقتصاد الامريكي في حالة دخول الحرب مباشرة ، ففي العراق تنهب كميات كبيرة من النفط وتحقق ارباح على المستوى التجاري وفي اكثر من مجال ومنها المجال العسكري ، ففي الوقت الذي تدمر تبيع للتخلص من الكساد . وتوجد اسواق تتسارع لشراء السلاح مرة بالترغيب واخرى بالتهديد من الجيران .كما عملت في الخليج قبل حرب الثلاثين . والان الحرب الطاحنة بين الابناء انفسهم . هذه هي الحرب البديلة التي تستخدمها امريكا . فمتى ينهض رجال الدين والكتاب ومثقفي الامة للدعوة الى الصف الوطني والقومي ويبتعدوا عن زج انفسهم في السياسة وخصوصا رجال الدين الذين نسوا مهمتهم واصبحوا جزء من الصراع الدامي والتخريبي . وبالنتيجة سيخسروا الاثنين معا الدين والاوطان ليمكنوا العدوان من تحقيق ماربه . اين هم من قول الرسول صلى الله عليه واله وصحبه وسلم (( المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين )) . اصلح الله الجميع لخير الامة والاسلام . وما النصر الا من عند الله والله ولي التوفيق .

 

 





الثلاثاء ٢٠ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو سرحان الزيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة