شبكة ذي قار
عـاجـل










نكبة فلسطين جاءت نتيجة تآمر دولي وتخاذل عربي.


تآمر دولي عندما اعطت بريطانيا وعداً لليهود باقامة وطن قومي في فلسطين في 2/11/1917 وذلك برسالة وزير خارجية بريطانيا اللورد بلفور الى اللورد روتشيلد لقاء دعم اليهود لبريطانيا في الحرب العالمية الاولى ضد المانيا. وقد خرجت هذه الوثيقة الى العلن قبل انتهاء الحرب عندما خرجت روسيا من الحرب بعد قيام الثورة الشيوعية عام 1917 وافشاء اسرار ما يدور في كواليس الحلفاء.وقد اصبحت هذه الوثيقة دولية بعد ان اقرت باتفاقات سايكس بيكو وسان ريمو بين فرنسا وبريطانيا , وتبنتها بعد ذلك عصبة الامم المتحدة وذلك بتكليف بريطانيا الانتداب على فلسطين.


وقد عملت بريطانيا منذ بداية انتدابها ودخول قواتها الى فلسطين على رعاية الهجرة الصهيونية الى ما يسميه اليهود " ارض الميعاد"
وبالمقابل اعملت بريطانيا البطش والتنكيل بالحركات الثورية الفلسطينية وكانت ذروتها ثورة عام 1936 حيث سقط سبعة الاف شهيد من ثوار شعبنا الفلسطيني واضعافهم من المعوقين والجرحى اضافة الى خمسين الف معتقل في السجون البريطانية, واقامت بريطانيا في حينه حكم الطوارئ داخل فلسطين. ومن الشهداء الابرار الذين سقطوا الشهيد القائد عز الدين القسام ومن ابرز الذين اعدمتهم بريطانيا الشهداء محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي, وبالمقابل سهلت بريطانيا تشكيل الحركات العسكرية الصهيونية وسهلت امدادها بالسلاح والعتاد, بل تم تشكيل لواء عسكري اسمه الهاغاناة وشارك الى جانب بريطانيا في الحرب العالمية الثانية, حتى انه عندما اعلنت الجمعية العمومية قرار التقسيم في 29 نوفمبر 1947 استطاعت العصابات الصهيونية ان تحشد في حينه حوالي 62 الف مسلح.


بالمقابل فان الدول العربية التي اجتمعت في سبتمبر عام 1947 وقررت تشكيل اللجنة العسكرية الفنية برئاسة اللواء اسماعيل صفوت حيث تقرر ان تضع 1000 بندقية وان تجند ثلاثة الاف متطوع وتخصيص مليون جنيه, وهو ما اصبح يعرف بجيش الانقاذ بقيادة فوزي القاوقجي, الا ان تقرير اللجنة الفنية بان المتطوعين غير قادرين على مواجهة القوات الصهيونية الكبيرة العدد والتسليح. فتقرر في 12 نيسان 1948 دخول القوات العربية الى فلسطين بعد ان اعلنت بريطانيا 14 ايار 1948 موعداً لانتهاء انتدابها وانسحابها من فلسطين, ومن مهزلة القدر ان القوات العربية قد وضعت بقيادة ضابط بريطاني اسمه كلوب باشا.


وهكذا بين تآمر دولي وتخاذل عربي حلت النكبة بشعبنا الفلسطيني وتم تهجير ما يزيد عن 840 الف من شعبنا الفلسطيني الى الدول العربية كانوا يسكنون حوالي 531 قرية ومدينة فلسطينية وسقط الاف الشهداء من ابناء شعبنا الفلسطيني وفي مقدمتهم القادة الشهداء عبد القادر الحسيني وعبد الرحيم محمود.


وما اشبه اليوم بالامس فقادة الولايات المتحدة الاميركية يتعهدون بحماية امن وسلامة دولة اسرائيل, ويمدون اسرائيل باحدث ما توصلت له آلة الحرب الاميركية, فقد امدوا مؤخراً الدولة الصهيونية بطائرات حديثة لا تستخدمها الا القوات الاميركية, كما أمدوها بالقنابل الذكية التي استخدمت مؤخراً في ضرب اهداف داخل سوريا, اضافة الى المشاريع العسكرية المشتركة حيث التمويل اميركي والخبرات الفنية مشتركة اميركية اسرائيلية كما هو حاصل في مشروع القبة الحديدية المضادة للصواريخ المتوسطة والقصيرة اي الصواريخ التي تقصف من غزة, كما تبلغ قيمة المساعدات الاميركية التي تقدم للكيان الصهيوني سنوياً ما يزيد عن ثلاثة مليارات دولار اي الاكبر في برنامج المساعدات الاميركية الخارجي. كما تقيم اميركا مستودعات الاحتياط الاستراتيجي لقواتها في اسرائيل ويحق لاسرائيل استخدامها اثناء الطوارئ . كما تزود اميركا اسرائيل المعلومات الواردة خاصة عن طريق الاقمار الصناعية. اي ان العمليات العسكرية الاسرائيلية تحصل على ذات المعلومات التي يحصل عليها البنتاغون.


بالمقابل فان مليارات الدولارات التي تدخل الخزائن العربية حيث تحتفظ الدول العربية النفطية باكبر فائض مالي في العالم, هذا الغنى لم يستثمر في الدفاع عن قضايا الامة العربية وانما لامور تافهه لا مجال لذكرها.


وما اقر في مؤتمر الدوحة اخيراً بادخال تعديل على المبادرة العربية التي اقرت في مؤتمر القمة عام 2002 والتي تنص على الانسحاب الكامل لاسرائيل من الاراضي المحتلة عام 67 مقابل التطبيع الكامل للعلاقات العربية مع اسرائيل هو تنازل اضافي , وهو اقرار تبادل الاراضي وذلك من اجل الحفاظ على المستوطنات الصهيونية التي بنيت على اراضي الضفة الفلسطينية المحتلة عام 1967 وهذا مزيد من تدني السقف العربي عن السقف الفلسطيني فرغم ان تبادل الاراضي لم يقر فعلياً لان المفاوضات لا زالت لم تصل الى اية نتيجة فان الدول العربية بذلك خفضت سقف مبادرتها بادنى ما هو مطروح فلسطينياً. اما مبلغ المائة مليون دولار شهرياً لمساعدة السلطة الفلسطينية "شبكة الأمان" فقد بقيت حبراً على ورق, اضف ان المليار دولار التي اقرها مؤتمر القمة الاخير في الدوحة لانشاء صندوق لمساعدة القدس لم يصل منها شيئاً.


وهنا لا بد لنا من التأكيد ان شعبنا وقضيتنا الفلسطينية قد خسرت باستشهاد القائد الرمز صدام حسين مصدر عنفوانها وقوتها والذي كان يمثل طموح الامة واهدافها وما تصبو اليه من تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني الهدف الذي لم يتنازل عنه في اخر لحظات حياته.


أيها الرفاق جماهير شعبنا المناضل

ونحن نحيي الذكرى الخامسة والستين لنكبة شعبنا الفلسطيني فان شعبنا الفلسطيني وفي كافة مناطق تواجده ان كان في داخل فلسطين المحتلة عام 1948 او خارجها او في بلاد الشتات فهو الاشد تمسكاً بحق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل ترابنا الوطني.


وان ذكرى النكبة وفعالياتها التي تشمل كافة مناطق وجود شعبنا هي اكبر من حالة الانقسام التي جسدتها المصالح الشخصية ورعتها التدخلات الاقليمية والدولية وذلك من اجل خدمة الكيان الصهيوني ومنع شعبنا الفلسطيني من تحقيق اهدافه.


الا ان الاحداث تؤكد ان شعبنا دائماً كان اكبر من النكسات والنكبات فالانتفاضة الاولى جاءت رداً على خروج المقاومة من بيروت عام 1982, وحرب المخيمات في صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة اعوام 85 و86, والانتفاضة الثانية جاءت رداً على غطرسة العدو وتدنيس شارون للمقدسات الاسلامية في القدس. وهذا يذكرنا بقول الشهيد الرمز ابو عمار "ان شعبنا الفلسطيني هو اكبر من قياداته".


وان ما يطرح من حلول مرحلية تكرس الوجود الصهيوني على ارض فلسطين يرفضها شعبنا رفضاً قاطعاً ويصر على العودة الى ارضه ومدنه وقراه التي هجر منها باعتبار حق العودة حق شخصي ووطني لا يمكن التنازل عنه.


المجد والخلود لشهدائنا الابرار
والحرية لاسرانا البواسل
وانها لثورة حتى التحرير


جبهة التحرير العربية
الأمانة العامة
٢٠١٣

 

 





الثلاثاء ٤ رجــب ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أيــار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب جبهة التحرير العربية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة