شبكة ذي قار
عـاجـل










بداية المناورة مفردها يناور بمعنى يخادع او يكيد او بمعنى يحارب او يريد بأحد سوء وقد اشار القرآن الكريم في عدة سور الى ذلك بقوله تعالى (انهم يكيدون كيدا وأكيد كيدا) و(ان كيدهن عظيم ) و(وتالله لأكيدن أصنامكم ) وفي العمل العسكري تعني المناورة مجموعة من العمليات والتمارين العسكرية والتدريبية التي تهدف الى رفع الكفاءة القتالية للوحدات العسكرية للتهيؤ والأستعداد لتنفيذ مهام مستقبلية في ظروف لوجستية مشابهة بنجاح وبأقل الخسائر والجهود والوقت وعادة ما تنفذ هذه المناورات بمشاركة قسم او اغلب صنوف الجيش لدولة ما حيث يتم التنسيق بين مختلف صنوف الجيش البرية والجوية والبحرية او جزء منها وربما تشارك دولتين او اكثر تعيش ظروف سياسية مشابهة او تجابه عدو مشترك .والمناورة تتضمن مجموعة من التمارين العسكرية التي تهدف الى رفع الكفاءة القتالية والدعم اللوجستي والأداري والأمني والأستخباري للقطعات المشاركة وقد تستخدم اراضي وأهداف طبيعية او اافتراضية مشابهة لقاطع العمليات الحقيقية التي قد تجري فيها المعركة المستقبيلة مع قوات العدو .

 

وهناك نوع آخر من المناورات العسكرية والتي تسمى لعب الحرب حيث تجري هذه المناورات في مكاتب خاصة لذلك دون استخدام القوات الحقيقية بل يجري استخدام لعب الكتروينية للقطعات والأسلحة والمعدات الحربية مشابهة لالعاب الأطفال مع افتراض وجود عدو مقابل يعمل بجهد وفكر مضاد لك وعليك ان تحقق النصر عليه .واليوم تشهد منطقة الخليج العربي مناورات عسكرية دولية تمثل جزء من الحرب الباردة بين ايران وحلفاءها من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها من جهة اخرى فالمناورات الغربية بدأت الأثنين الماضي وتعقبها مناورات ايرانية يوم الثلاثاء وهذا التزامن في الوقت والمكان والقوات يمثل حالة عدم الأستقرار في منطقة الخليج العربي بعد ان تكررت التهديدات الأيرانية بغلق مضيق هرمز امام حركة التجارة والملاحة الدولية وزرع اعداد كبيرة من الألغام في هذه المنطقة اضافة الى تدخلات ايرانية في عدة دول عربية (شبكات تجسس في الكويت واليمن والسعودية والبحرين ومصر والمغرب واريتيريا وانغماسها وتدخلها السافر في شؤون العراق الداخلية ) وتشجيع زمر الأرهاب في العديد من دول العالم افرز حالة من القلق والخوف لدى أغلب دول العالم وأثار حفيظتها مما دفعها الى القيام بهذه المناورات للحد من الدور المشبوه والخطر على السلام والأمن الدوليين الذي تمارسه ايران من جهة ولضمان أمن الخليج وحرية الملاحة فيه من جهة اخرى واستمرار تدفق النفط من هذه المنطقة والتي تؤلف اكثرمن 60% من حاجة العالم لشريان الحياة من النفط والغاز الطبيعي اضافة الى ارتباط اسواق هذه الدول بالحاجة للمنتوجات الأجنبية المستوردة من دول الغرب . انطلقت المناورات الأمريكية بمشاركة اكثر من 40 دولة وتستمر لمدة اسبوعين وتعد الأضخم في مياه الخليج للتخلص من الألغام البحرية وحماية الموانىء ومنشآت الطاقة في الخليج العربي تضم اكثر من 35سفينة حربية وما تحمله من طائرات حربية متنوعة ومنظومات صواريخ ميدانية متخصصة و18 غواصة كاسحة للألغام وعشرات الغواصين المدربين على اعمال ازالة الموانع البحرية . هذا الحشد يمثل رسالة تهديد واضح لأيران لتغيير وجهة نظرها وضرورة احترامها للقانون الدولي وبناء علاقات دولية جديدة مع دول العالم والمنطقة مبنية على الأحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وهي قريبة ايضا من قاعدة بوشهر النووية الأيرانية موضوع الجدل في العالم والتي خصصت لها الولايات المتحدة الأمريكية قنبلة خاصة تخترق المواقع المحصنة تحت الأرض قد يؤدي استخدامها الى مصائب كبيرة ومشاكل لا تنتهي والمتضرر الأول بها هي الدول العربية القريبة من هذه المواقع والتي لم ترعوي يوما وتشعر بالأخطار القريبة منها لتتآلف وتتعاون وتتضامن وتنشأ قوة عربية مشتركة وسياسة عربية موحده تضمن الأستقرار وعدم التدخل الأجنبي في قضايانا وتحشيد الحشود لحمايتنا وما يتطلب ذلك من اموال وجهود وامكانيات وارتباط قراراتنا وسياساتنا وآمالنا بأجندات خارجية تستثمر كل الظروف لمصالحها الخاصة فضعف القرار العربي وشرذمة الجهود العربية اضاع حقوقنا ورهنها بايدي الآخرين .

 

 





الاحد ٢ رجــب ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أيــار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة