شبكة ذي قار
عـاجـل










*  قبل أشهر فقط أعلن مسؤولون إيرانيون أنهم لاشأن لهم بالداخل العراقي وأنكروا أي تدخل لهم في العراق . اليوم ، وبعد بعض التصريحات التمهيدية من قبل نفس المسؤولين حول إستعداد إيران للتدخل لمساعدة الحكومة العراقية حينما تطلب منهم الأخيرة ذلك .. يحدث مايحدث في العراق وخصوصا في المناطق التي تشهد إحتجاجات وإعتصامات ومطالبات بالحقوق المشروعة .. فهل أن تكثيف وجود قوات فيلق القدس الإيرانية التي كانت موجودة أصلا في الميليشيات الطائفية في العراق وتواجد قاسم سليماني بشكل شبه مستمر في بغداد أصبح بحاجة الى إجابة .. وهل كان الأمر لغزا في الأصل ..؟؟

 

*  الإدارة الأميركية تغمض عينيها وتطلق لسانها فيما يتعلق بنقل السلاح الإيراني والمقاتلين الإيرانيين الى سوريا عبر العراق . لم تفعل الحكومة العراقية والتي تجلس على بعد خطوات من أكبر سفارة أميركية في الشرق الأوسط والتي تقع في المنطقة الخضراء ، لم تفعل أي شيئ يذكر في هذا الموضوع ولم تفعل لها الإدارة الأميركية شيئا سوى الزعيق المستمر .. تركيا والدول العربية الأخرى في المنطقة كانت ترى كل ذلك وتعلم ربما ما لانعلم .. وإسرائيل تعلم حتما ما لايعلمه الجميع ..!! وانتهى الأمر الى آلاف المقاتلين الإيرانيين الى جانب حكومة بشار الأسد وبسلاح مستورد من روسيا أو مصنّع في إيران .. وأتساءل ، إذا كنا نعتقد يوما أن مايحدث هو لغز محير .. فهل أصبح الجواب عليه اليوم واضحا ..؟

 

*  وحول نفس الموضوع كان يعمل الذراع الإيراني في لبنان وهو حزب الله بقيادة حسن نصر الله . كان هذا ينكر أي تدخل لحزبه ومقاتليه في سوريا وأسمعنا الخطب الرنانة حول ذلك . اليوم يعلن نصر الله أن مقاتليه في سوريا في القرى على الحدود اللبنانية ـ السورية وفي دمشق في السيدة زينب ، ومن الطبيعي في مناطق أخرى من سوريا لم يسمّها . ثم يقول وبالفم الملئان أن بشار الأسد باقٍ رغم كل شيئ ..!! ونتساءل هل كانت اميركيا أو إسرائيل بغافلةٍ عما كان يحدث خلال أكثر من عامين على البدء بتدمير سوريا " ربيعيا " !!؟ ولماذا الآن فقط يتكلم حسن نصر الله بهذه القوة ولا من مجيب ولا من رادٍّ له ..؟ لغز آخر يضاف الى الألغاز الأخرى .. ويبدو أن اللعب قد بدأ الآن على المكشوف في المنطقة . واليوم فقط نقلت وكالات الأنباء أخبار محاصرة حمص من قبل قوات النظام السوري وعناصر حزب الله .. هكذا قالت هذه الوكالات وبصراحة .. لتضيف أن الثوار في سوريا بدأوا يفقدون السيطرة على حمص ..! وتقول مصادر الثورة السورية أن ضباطا إيرانيين يشرفون على مجازر حمص مع حزب الله وقوات الأسد . هنا يجب أن نعترف أننا كنا أمام لغز ، وهو ليس اللغز الوحيد كما سنأتي على ذلك ، إذ قد صدّق الكثيرون أن أميركا وإسرائيل هما العدوان الرئيسيان لحزب الله طوال سنوات .. والآن قد صمتت الألسن وفتحت العيون لتتفرج على فصل آخر من فصول المأساة السورية ولن أستبعد أن يحسم الموضوع حتى سياسيا ودوليا لصالح الأسد بعد أن تكررت دعوات الحل الدبلوماسي .. وكلمة الدبلوماسي هنا تعني في حقيقتها الإتفاقيات السياسية السرية المشينة بين أطراف المثلث الأمريكي ـ الإسرائيلي ـ الإيراني .. وحين ستتم إضافة أطراف المثلث الآخر اليه سنحصل على النجمة السداسية من الفرات الى النيل .. والأصح لو نقول من الخليج الى المحيط ..!! لست متشائما كما قد يبدو ولكنها الحقائق أو الألغاز لدى البعض وقد بدأ الأمر كله من العراق في ربيع أسود من عام 2003 .. قبل أن تشرق شمس " الربيع العربي " ليغطي السواد بلاد العرب أوطاني ..!

 

*  إسرائيل قامت لحد الآن بغارتين جويتين على الأراضي السورية سمعنا أنها إستهدفت صواريخ إيرانية تنقل الى الحكومة السورية .. ومركز أبحاث في أطراف دمشق للسلاح الكيمياوي . لست هنا مدافعا عن نظام بشار الأسد فهو نظام إجرامي ديكتاتوري ودموي .. ولست أقف لأصفق لإسرائيل لأنها قامت بذلك كما إنجرّ بعضهم عاطفيا ربما .. ولكنني أتساءل أين صواريخ حسن نصر الله والطائرات الإسرائيلية تعبر فوق رؤوسهم .؟ ليس أكثر من تصريح هزيل أن ماتم ضربه هو مخازن للجيش السوري .. ولاندري بأي صفة يصرح نيابة عن الحكومة السورية التي بدورها لم تتكلم على لسان وزير إعلامها الزعبي إلا بالقول أن الثوار في سوريا هم عملاء للصهيونية التي تدافع عنهم ، فكانت تلك الغارات وصمت حزب الله وإيران عنها أشبه بجرعة إنعاش لنظام الأسد اعلاميا .. ولا ندري أين هي منظومة الصواريخ الجوية الدفاعية السورية ولماذا لم تطلق صاروخا واحدا باتجاه الطائرات الصهيونية ..؟  

 

ألا يشبه ذلك المؤامرة على الثورة العراقية الكبرى واتهامها بالإرتباط بتركيا وقطر والسعودية ( وهذا كلام المجرم سعدون الدليمي ) اليوم وبتوقيت عجيب مع غارات إسرائيل الجوية على مواقع حكومية سورية  وكلا النظامين السوري والعراقي حليفان قويان للنظام الإيراني .. هل هناك من لغز بعد الان ..؟

 

*  ولنعد الى العراق ، وتحديدا الى العام 2010 . يعني عام تنصيب المالكي على رأس الحكومة العراقية على الرغم من تقدم غريمه أياد علاوي عليه في عدد الأصوات .. وهذا ليس المهم ، ولكن ماحدث منذ ذلك التاريخ وحتى الآن من فصول المؤامرة التي نعتبرها لغزا وهي ليست كذلك ولكننا اليوم نحاول أن نكشف فصولها بعد أن وجدنا حلولها ..!!

 

لعل من المفيد ، إذا سمح لي القارئ الكريم ، ان أذكّر ببعض مقالاتي التي نشرتها قبل وبعد " فوز " المالكي ، لأنني أعتبرها ذات صلة بالموضوع وبما جرى ويجري

 

1) المقالات قبل تنصيب المالكي :

ــ  إستقراء الأحداث السياسية لعام 2010 .. نُشرت في 21/9/2009 . أشرت فيها الى أن المالكي هو المرشح للفوز في الإنتخابات القادمة على الرغم من أن حظوظه لاتبدو كذلك ، والسبب الرغبة الإيرانية ـ الأميركية والإتفاق بينهما .

ــ  الإنتخابات أسلحة الدمار الشامل الحقيقية .. نُشرت بتاريخ 21/10/ 2009 .

ــ  بين الصراع العراقي والرغبة الأميركية .. نُشرت بتاريخ 3/11/2009 .

 

2) المقالات بعد تنصيب المالكي :

ــ  إنتهت مرحلة الصدمة والترويع وبدأت مرحلة الفوضى الخلاقة .. نُشرت بتاريخ 29/9/2010 .

ــ  إلغاء الإنتخابات العراقية في المستقبل .. نُشرت بتاريخ 9/10/2010 .

ــ  سواء قاطعتم الإنتخابات أوشاركتم فيها ، بقيتم أو إنسحبتم فالنتيجة واحدة .. نُشرت بتاريخ 23/11/2010 .

ــ  وضع اللمسات الأخيرة لصناعة ديكتاتور .. نشرت بتاريخ 14/6/2012 .

 

ولمن يريد الإطلاع على تلك المقالات فسيجدها على الرابط التالي لمدونة مقالاتي :

http://www.blogger.com/profile/18395497774883363689

 

إن أول فصول المؤامرة بعد أن تم إحتلال العراق عسكريا .. وبعد حل الجيش العراقي الوطني .. والبدء بتدمير البنية الإقتصادية والإجتماعية في العراق .. هو جلب من سيتولى الفصول الأخرى التي ستلي الإنسحاب العسكري الأمريكي .. وتوقيع المعاهدات معهم .. وتوظيف النفط والغاز لمصالح شركاتهم . كل ذلك حدث ، ولكن لاتزال أمور أخرى على جدول المؤامرة لن يقوم بتحقيقها أي بديل عن المالكي في هذه المرحلة .. ولذلك لازلت أرى أنه رجل اميركا وإيران وإسرائيل الأمثل وأنه سينصب لولاية جديدة عام 2014 خصوصا في ظل التداعيات والمعطيات التي نراها تحدث على الأرض اليوم .. فهل هو لغز ياترى ، أم أنه بدأ ينكشف كسوءات وعورات حكومة العراق الجديد ..؟

 

*  الثورة الشعبية العراقية بدأت وتوالت فصولها المشرفة ورافقتها مجازرها المروعة على يد حكومة العراق الإيرانية .. حافظت على سلميتها وشعاراتها الجماهيرية التي تطالب بالحقوق والعدل . ولكن أين نقف اليوم وهل آن الأوان لعملية إعادة نظر إيجابية جديدة ونقد ذاتي ماأحوجنا اليه الآن ..؟

 

لن أطيل في تفاصيل هذا الموضوع ، فلا أريد إثارة المواجع لما حدث .. أو الترقب لما سيحدث لاسمح الله .

 

اليوم أعيد ماقلته لأنني ولأنكم لانريد أن تجهض الإنتفاضة ولا نريد أن نقول عنها لغز عجزنا عن حله وحولنا يحدث كل مايحدث .. وما كانت يوما ألغاز أصبحت اليوم لعب على المكشوف .

الحرب خدعة " وإن اعتدوا عليكم فاعتدوا عليهم بمثل مااعتدوا عليكم "

والله ناصر المظلومين

 

lalhamdani@rocketmail.com

 

 

 





الاثنين ٢٥ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أيــار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي الحمـداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة