شبكة ذي قار
عـاجـل










مجزرة وحشية نفذتها القوات الحكومية العراقية بمشاركة قوات ايرانية من الحرس الثوري وفيلق القدس  الايراني في الحويجة في 23 نيسان الجاري راح ضحيتها اكثر من 400 بين قتيل وجريح من المعتصمين العّزل المسالمين وتنفيذ عمليات اعدام ميداني بالجرحى والاحياء ، وقد سبقت ذلك عمليات تفجيرات في مناطق مختلفة في بغداد والمدن الاخرى ابرزها التفجير الاجرامي في مقهى للشباب في العامرية  ببغداد والذي ادى الى استشهاد العشرات واضعافهم جرحى ، المتهم الاساس فيها قوات ( سوات ) الحكومية التي تضم اعتى المجرمين ممن دخلوا مع المحتل الاميركي عام 2003 قادمين من معسكرات اعدّوا فيها على الاجرام والارهاب، كانت قد اقيمت في عواصم غربية منها بودابست وبراغ ووارشو، وكذلك القادمين من معسكر( رفحة ) السعودي من عناصرالغوغاء اوما يطلقون عليه اليوم بـ الانتفاضة الشعبانية  التي رافقت العدوان الثلاثيني الغاشم عام 1991 والتي استباحت، انذاك ، العديد من المحافظات العراقية، اضافة الى غالبية عناصرميليشيات الاحزاب الطائفية التي وضعت على رأس السلطة في بغداد كـ ( فيلق بدر) الذي جاء من ايران ، اضافة الى امدادها باستمرار باكثر العناصر اجرامية من المليشيات الاخرى كـ [ جيش المهدي وعصائب اهل الحق وجيش المختار وميليشيات حزب الدعوة والفضيلة وحزب الله ] وهذه المجازر هي امتداد لمجازر وجرائم اكثر فضاعة ووحشية هي افرازات الاحتلال وعلى مدى السنوات العشر الماضية ، والغرابة ان انهار الدماء العراقية التي تهرق بشكل يومي ، وبالذات مايحصل اليوم ومنذ احداث  الحويجة من جرائم وانتهاكات لحقوق الانسان.. لم تحرك الضمير الانساني لدى دعاة الحقوق المدنية ولا المعنيين الاخرين ، وكأن ما يجري خارج اطار المعمورة ولايمت بصلة الى عالم اليوم الذي تدّعي فيه الولايات المتحدة رعايتها لحقوق الانسان وللحريات العامة واشاعة الديمقراطيات كونها زعيمة العالم الجديد بعد انتهاء مرحلة الحرب الباردة وانفرادها كقوة عظمى وحيدة،  فلم يصدر عن  الراعي الاميركي اي تصريح اواجراء وكأنهم لم يكونوا هم السبب فيما يحصل للعراق ، وكأنهم لم يأتوا بالاحزاب الطائفية ووضعها على رأس السلطة ، وكأن لم يكونوا السبب في تسليم العراق لملالي ايران وواشنطن تعلم تماماً احقاد وعداء الفرس للعراقيين خاصة والعرب عامة ؟ وهذا الموقف من جانب الادارة الاميركية لايدعو الى الاستغراب  لانها مدانة كدولة احتلال تتحمل مسؤولية ماحلّ بالعراق؟ ولكن ما بال دول الاتحاد الاوربي؟

 

وهذا السكوت العربي المذل وحتى موقف الجامعة العربية المتأخر لم يكن بمستوى المأساة.. فماذا لو قتل اسرائيلي او اميركي كما حصل مؤخراً في بوسطن؟ بالتأكيد سيكون الموقف مختلفاً ؟ والانكى هذا الصمت والسلبية للمنظمات  الدولية والانسانية في الامم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني لحقوق الانسان ..كيف يبرر هذا السكوت؟ هل لان سلطة بغداد المجرمة من صنع واشنطن وانها الانموذج الديمقراطي الذي بشرّت به   زعيمة العالم بعد غزوها للعراق واحتلاله عام 2003  ، والتي يجب ان لاتمس؟هكذا هي العدالة اليوم وهذا هو حال الضمير الانساني المغيّب ، وهذا الموقف الظالم في استرخاص الدم العراقي الطاهر حتى من قبل المرجعيات الدينية التي ينعقد لسانها في مثل هذه المواقف.. يأتي مكملاً ومتناغماً مع المؤامرة التي يتعرض لها العراق لاضعافه وتمزيقه وتمكين اعدائه منه وبالذات النظام الايراني شريك الاميركان في الاحتلال والتدمير كحلقة اساسية في المؤامرة الاميركيةـ الصهيونية ـ الفارسية لتفتيت الوطن العربي وابتلاع اجزاء منه ونهب ثرواته  واعادة رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط . ان الحق العراقي لن يضيع طالما هناك عراقيون وطنيون شجعان كلهم شيمة ونخوة وشهامة ورجولة لا ترهبهم او تثبط عزيمتهم .. دموية السلطة العميلة والتواطؤ والتآمر والتجاهل المقصود ، فالثورة انطلقت من الحويجة والمطلوب الصمود والحذر من محاولات الخداع والغدر، مع مواصلة الجهاد الى جانب المقاومة الباسلة وحتى تحرير العراق من الوجود الاجنبي واذياله . 

 

( للموضوع بقية ) 

 

 





الاثنين ١٨ جمادي الثانية ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / نيســان / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. مأمون السعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة