بسم الله الرحمن الرحيم
( ومن يقتل مؤمنا متعمدا * فجزاؤه جهنم خالدا فيها * وغضب الله عليه وأعد له عذابا
عظيما )
صدق الله العظيم
بات من الواضح والمعروف , ان الحكمة والدراية قد غابت عن عقول وافئدة رجال العملية
السياسية , الذين خلفهم الاحتلال لحكم العراق , لانهم جاءوا وهم يحملون احقاد
الماضي وما تعلموه من فنون في مدارسهم التي احتضنتهم , وهم بعيدين عن الوطن والشعب
, وان ما خطه الاحتلال الامريكي المجرم , وما أتخذه ونفذه من قرارات وقوانين مجحفة
بحق الشعب , هو الذي رسم طريق العملية السياسية وطبيعة الحكومات التي اعقبته ,
فكانت المحاصصة الطائفية والعرقية , التي امتزجت بأهواء ورغبات دول الجوار الاقليمي
الطامعة في العراق , فكان البلد ساحة للصراعات , التي بدات شرارتها , منذ التاسع من
نسيان الاسود / 2003 وسوف لن تنتهي هذه الصراعات , الا بانتهاء العقول التي حملت
وتمرست في اثارة هذه المشاكل القاتلة واللعينة , وان كل ما حدث في العراق وما يحدث
للقادمات من الايام ,هو نتاج للسياسات الخاطئة التي نحت وتنحو بها العملية السياسية
, ومن خلال حكوماتها , فالمواطن العراقي يسمع ويرى ويرصد ويحلل حالات المهاترات
والصراعات والاقصاء والتهميش , وتغييب الحريات , الذي تمارسه الكتل الحاكمة تجاه
بعضها البعض الاخر , رغم انهم رفعوا شعارهم الزائف والباطل ( حكومة الوحدة الوطنية
) وان من نتائج هذا الصراع , هو انعكاساته السيئة على الشعب فاصبح الشعب متضررا ,
في امنه وحقوقه وفي وحدته وفي حريته وفي قوت يومه , مما اضطره للتعبير عن حقوقه
المغيبة وعن الظلم الذي احاط به وكبل حريته , التي لا يدانيها شيء في هذه الحياة ,
وان من الخظا , بل ومن غير الانصاف , ومن العار ان يقول قائل ان شعب العراق , قد
نال حقوقه المشروعة وان الاحتلال وحكوماته قد انصفت هذا الشعب , فلا يوجد في تاريخ
الدنيا ( ان محتلا أنصف شعبا وجاء لتحريره كما ادعت الادارة الامريكية المجرمة )
وبما ان التظاهر والاعتصام والعصيان المدني هو حق من حقوق الشعب , عندما يرى ان هذه
الحقوق مهدورة , ولا يوجد من يقف لتحقيقها واعادتها , فكان لزاما عليه ان يمارسها ,
وبموجب الحرية الممنوحة له شرعا وقانونا , وان من الخطا القاتل , وعندما لا تروق
هذه الفعاليات للسلطات الحاكمة , فتقوم بوصفها بأنها مؤامرة وأنها فعاليات مسيسة ,
وانها مرتبطة بجهات اجنبية ,رغم ان المتظاهرين وعلى مدى اربعة شهور اكدوا سلمية هذه
التظاهرات ,
وان لهم مطالب وحقوق وعلى الحكومة ان تنظر بها وتعمل على تحقيقها , والاخطر من ذلك كله هو استخدام القوة وفتح النار على صدرور المعتصمين , وايكال هذه المهمة الى افراد الجيش ووحداته المقاتلة , التي لم تكن في يوم من الايام الا حامية لحدود العراق ومدافعة عن ترابه الوطني وعن تراب وكرامة اقطار الامة الاخرى في فلسطين وسيناء والجولان , لا قاتلة للشعب , او متصدية له , ان التجمع الوطني الموحد لعشائر الجنوب والفرات الاوسط , في الوقت الذي يدين ويستنكر فيه جريمة اقتحام ساحة المعتصمين في الحويجة واطلاق النار عليهم , فأنه يطالب المجتمع الدولي ومؤسساته الرسمية , المدنية والشعبية , بالتحقيق في هذه الجريمة , والوقوف مع شعب العراق في هذه المحنة , التي كانت من نتائج الاحتلال وعمليته السياسية , واخضاع القائمين بهذا الفعل الى القوانين الدولية والوطنية النافذة , لادانتهم وعدم السماح لان يتكرر مثل هذا الفعل أو المشهد المؤلم المخالف للقيم الوطنية والدستورية مرة اخرى, كما يدعو التجمع كافة المعتصمين من الحفاظ على سلمية اعتصاماتهم , الا في حالة الدفاع عن النفس , فهو حق مشروع كفلته النظم والقوانين السماوية والارضية , ويهيب التجمع بالمعتصمين بعدم السماح الى العناصر التي تحاول الاندساس على تظاهراتهم واعتصاماتهم والتي تريد من خلالها تحقيق اهدافا لئيمة على حساب ثورة الشعب وحقه في الحصول على مطالبه المشروعة ( ومن يكسب اثما فأنما يكسبه على نفسه * وكان الله عليما حكيما ) الرحمة للشهداء الذين سقطوا برصاص الغدر , والشفاء للجرحى ( سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقب الدار ) .
الشيخ
فاروق وادي حمود المحمداوي
رئيس التجمع الوطني الموحد لعشائر الجنوب والفرات الاوسط
٢٣ /
نيســان / ٢٠١٣