شبكة ذي قار
عـاجـل










يخطئ كثيرا من يغامر متوهما أن بإمكانه استغفال الشعوب واستغلال الأحاسيس من خلال قلب الحقائق وتزيف الوقائع ،وحال كهذا لم يكن لينجح في سالف الأزمان ، فكيف اليوم والعالم تتوفر له من مستلزمات المعرفة والتدقيق واستحضار المعلومة واستردادها ما يجعل من التزوير والكذب الرخيص سلعة مرفوضة ،وخير شاهد فشل الإدارة الأمريكية المريع في تسويق غزوها للعراق،رغم ما تتمتع به من قدرات رهيبة في هذا المجال ،ولها من الأذرع العميلة هنا وهناك ومن ذات المجتمع الهدف ما يسوق لها كذبها ويسهل عليها تنفيذ توجهاتها ، بيد أنها لم تتمكن من تحقيق أي نجاح يذكر يكافئ حجم ما الّم بها من فشل وخسائر مادية ومعنوية ،نسوق ذلك ونحن نعيش انتفاضة شعبنا العراقي بجميل طيفه المؤمن الصابر المثابر بوجه الاحتلال وعملاء الاحتلال، لانتزاع السيادة والتحرير وإعادة الكرامة الوطنية التي عن قصد غيّبت كي تسهل عليهم امتهان العراق حاشاه ،وعلى الرغم من وطنية الانتفاضة ومشروعيتها في إطارها الشعبي والإنساني ،إلا أننا نجد أن هناك مسعى خفيا يجري وبعض من أصوات نشاز ترتفع حينا وتخفت حينا في مناورة مستمرة مدفوعة الثمن على ما يبدو معروف من يقف خلفها ،وبمحاولات مذمومة ومرفوضة من كل أبناء الوطن لتكييفها تكييفا طائفيا ولتجردها من وطنيتها ،ولتعيد لنا مشهد ما جرى في تونس ومصر حين اغتصبت الانتفاضة من رجالها ولتؤول لجهات بعينها تربت ونضجت في حضن أعداء الوطن والأمة ،وخفيَّ على هؤلاء أن الحالة الوطنية هي الأكبر من كل الجزئيات التي يراد فرضها على الانتفاضة تحجيما لها ولإدخالها في نفق الهيمنة والوصاية عليها تحت شتى المسميات عدا المسمى الوطني ،وبما يفقد الوطن احد أهم فرصه للانعتاق من العبودية والاحتلال ، وفات على هؤلاء أن التغيير والمعبر عنه بانتفاضة شعب العراق من أقصاه إلى أقصاه لا يمكن إلا أن يكون وطنيا خالصا مؤمنا وبامتياز وبخلافه لا يمكن أن يكتب له النجاح في اطار الحالة الوطنية، وكوطنيين عراقيين لا يمكن أن نسمح بأي صورة كانت أن تسحب أو أن تستدرج هذه الانتفاضة لواجهات طائفية أو أثنية أو دينية لاعتبار أساس أن ألمشروع الطائفي وما يشابهه ما هو غير هدف صهيوني أمريكي راهن عليه المحتل تفتيتا لوحدة المجتمع بغية إضعافه والسيطرة عليه ،ومن يسعى لهذا المسعى أنما يتوافق والمشروع ألاحتلالي ،عدا أن الطوائف السياسية لا وجود لها في الدين الإسلامي وان وجدت المذاهب الدينية فهي من اجتهاد البشر وهي غير لازمة للإيمان ولا من شروطه،ولأنها كذلك فالأساس للمؤمن هو دينه المعبر عنه بما جاء بكتاب الله الكريم وسنة نبيه المطهرة ، وكمسلمين ومؤمنين بإذن الله نتمسك بديننا الحنيف، بالكتاب الحكيم وما جاء به وسنة نبينا المطهرة وما سلكه على صعيد التطبيق ،

 

أما ما عداه فانه خاضع للتغيير والتطوير والإزالة والإزاحة والإضافة وغيره طبقا للشرع وما يفرض وما يقاس عليه أو يستنبط منه،ووفقا لما يستجد في حياتنا التي نعيش ، ولتعميق وحدة الأمة في هذه المرحلة الصعبة التي تكالبت عليها الخطوب من كل جنب ، ولتجنب كل عناصر الفرقة وعواملها ليس لنا إلا العودة إلى أساس الإيمان والدين بعيدا عن كل الإضافات التي راح البعض يستغلها سياسيا لأهداف لا تخدم الدين ولا الأمة ، دعونا نترك الاجتهادات ونؤكد مرة أخرى أنها من فكر البشر والتي هي غير ملزمة للمؤمن ،ونتمسك بالثوابت التي هي ما يوحدنا جميعا والتي لا يختلف عليها اثنان مهما بلغ الخلاف بينهما على أسس مذهبية، وان لا نكون عونا لكل من أراد بالأمة والدين سوء ، لان هذا العراق عراقنا ، عراق الإيمان ،ومن مصلحة الباطل ومريده الانتهاء منه كقاعدة رئيسية لإشاعة الإيمان ، وان كان غزو العراق واحتلاله من قبل قوى الحقد والشر ومن يمثله وعلى رأسهم الصهيونية والصفوية وبرعاية مباشرة أمريكية يمثل المرحلة الأولى من مراحل الإجهاز على العراق لمشروع صهيوني يستهدف الأمة بكل مقوماتها وما تمثل والتي منيت كثير من صفحاتها بالفشل المريه بهمة اشراف العراق ومقاومتهم الوطنية البطولية ، فأن في تفتيته(العراق) وشرذمته وإلغاء هويته الوطنية القومية والانتهاء من كينونته ،يكون هذا الحلف الغادر قد أنجز اخطر مراحل التمكن من الأمة وتسخيرها بما يشاء خلافا لكل الثوابت الوطنية والقومية والإنسانية التي نؤمن ،وبالقضاء عليه{لا سمح الله} فأن كل الطوائف تكون قد خسرت نفسها بتسليمها العراق لقمة سائغة للأعداء يمعنون فيه فرقة وتشظية ، والأمة تكون خسارتها عظيمة لا يمكن أن تعوض من خلال خسارتها لعمقها الفاعل والقوة المنيعة التي دائما ما كانت في مقدمة الصفوف لحمايتها والدفاع عنها، وتحقق انكشافها الواهن أمام كل التحديات المحدقة بها والذي لشديد الأسف ساهم أغلب النظام الرسمي العربي به خنوعا للطاغوت ،فعن أي دولة تقوم على أساس طائفي يراهن البعض ويتكلم والعراق ما هو إلا عنوان وجود الأمة{نتحدث عن امة وليس نظم عميلة غدرت بالأمة} واستمرارها ، وكيف لنا أن نفكر بالطائفة ونحن العراق وأهله من كان سببا في الانتشار والانفتاح الإسلامي الذي نساه البعض عمدا أو تجاهله بكل أسف لغايات مريضة ترتبط بنوايا وأهداف خارجية ، فأين نحن مما حققه الأجداد ، وان كان تراجع الإيمان وتداعي الشجاعة لدى البعض لا يجد بدا من الهرب منه إلا بالدعوة للطائفية ،فان المؤمنون العراقيون الشجعان لا يمكن إلا أن يقفوا وقفة المبادئ القومية المؤمنة الأصيلة في التصدي لكل المشاريع الصهيونية أو الموجهة صهيونيا أو تلك التي تخدم أهدافها والتي تسعى للقضاء على العراق والإجهاز عليه تحت أي عنوان كان أو بأي غطاء تلحف كمقدمة للإجهاز على الأمة للأسف بأي صورة ومنها التشرذم، فان الأمة تكون قد خسرت حماتها والمحافظين على وحدتها ، فهل من مصلحة أي مذهب{وليس الطائفة} أن يؤول الوضع لذلك أم أن نتوحد جميعا لحماية العراق باسترداده من أيدي الحاقدين أعداء الأمة والدين على تعدد مشاربهم ،وان يفرض طوق العزلة والمهانة على كل أولئك الذين يتغنون بالطائفية السياسية على حساب الوطن ، حمى الله العراق السيد المؤمن الموحد الواحد راية للعدل والإيمان وسعادة الإنسان ، ورحم الله شهداء العراق الذين قضوا في سبيل عزته واسترداد حريته وكرامته.

 

 





الجمعة ٦ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عنه / غفران نجيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة