مرة أخرى يخرج المالكي ليعترف بالقليل القليل مما جاء في مطالبات المتظاهرين.. خطاب مهلهل أراد فيه الاعتراف ضمنا بأن هنالك بعض انتهاكات في السجون !!!
ونقول له، وماذا عن سجن الشرف والمثنى ؟؟

هل نسيت بأنها تحت مسؤوليتك المباشرة ؟ بل إن سجن الشرف يقع داخل المنطقة الخضراء، وربما كنت تسمع صراخ المعتقلين وهم تحت التعذيب ..
ألم تتربصوا بالنائب محمد الدايني لكشفه سجونكم السرية في العراق ؟؟

ألم تقرأ شهادات المعتقلين في سجونكم وهم يروون معاناتهم مع سجانين يتكلمون اللغة الفارسية ؟؟
هل حقاً تحاولون الضحك على ذقون الناس وهنالك مئات الأفلام التي تثبت أنتهاك الاعراض وابسط حقوق الانسان في العراق عامة والسجون خاصة ؟؟

من الطبيعي على شخص وضيع مثل المالكي أن يجير كل الاعتقالات الى الارهاب ... فهي التهمة الجاهزة في لكل من يعمل ضد الحكومة العميلة.. او من يريد لكلمته أن تصل للعالم اعتراضا على اسوء مراحل التأريخ العراقي ..

هل ينسى الشعب العراقي كل صور التعذيب وشهادات المعتقلين والمعتقلات التي تملأ الانترنت ..
هل ننسى بيانات ومناشدات منظمات حقوق الانسان والامم المتحدة حول انتشار منهجية انتهاك حقوق الانسان في السجون العراقية ؟؟
وبعيدا عن هذه الانتهاكات .. هل هي المطلب الوحيد للمتظاهرين ؟؟ أم ان هنالك الكثير ليس أقلها اهمية التخلص من حكومة بغيضة لا يمكن أن تستقيم حتى ولو علقوا فيها حجرا لأربعين عاماً ..

سيحاول البعض من سياسيي المنطقة الخضراء الالتفاف على الانتفاضة من خلال الحصول على بعض استجابة لمطالبات المتظاهرين لغلق الطريق أمام انتفاضتهم المباركة .. وهذا ما سينصح به نظام طهران لعاملهم في العراق .. لذلك ننصح المتظاهرين بالانتقال الى المطالب الاخرى دون الوقوف على قضية المعتقلين فقط .. فذلك سيعطي المالكي فرصة للمناورة واللعب على وتر الطائفية تارة والمساومة مع الاطراف السنية في الحكومة تارة أخرى ..

يجب الضغط بقوة في الانتفاضة دون النظر الى الوراء من أجل تحقيق جميع المطالب غير منقوصة .... ونضع تحت غير منقوصة خطين أحمرين ... بل ينبغي رفع سقف المطالبات لتصل الى اسقاط العملية السياسية الناقصة برمتها ..

وفيما يخص الاعلان عن الاستقالات الجماعية لقائمة العراقية فإننا نؤكد على عدم الانجرار وراء الاعلانات السياسية ومن كل الاطراف .. فقد عرفناهم لا يستطيعون التخلي عن رواتبهم ومناصبهم في نفس الحكومة التي انتهكت اعراض العراقيات دون ان تحرك ساكنا .. لكنها اليوم تحاول ركوب الموجه كي تضمن خط رجعة في المستقبل .. لذلك لا تدعوهم يسرقون المشهد الحقيقي للانتفاضة ... فقد سبق وفعلها الكثير منهم ...

مرة أخرى .. ارفعوا سقف مطالبكم .. فلكم كل الحق في ذلك ... فمعاناتكم لم تكن وليدة قضايا المعتقلين .. بل هو واقع حال احتلال بغيض وعشر سنوات من القتل والذبح والطائفية والعنف والفوضى والتفريس ونزع الهوية العراقية العربية ... كل هذا يحتاج الى مليون تظاهرة وانتفاضة .. لكننا نريد أن نجمعها لتكون ثورة حقيقية .. لا نخاف فيها على انفسنا بقدر ما نخاف على العراق الاسير بيد مجموعة من شذاذ الآفاق ... والفرصة سانحة اليوم دوليا بالدرجة الاساس .. ويجب استغلالها والمساهمة الفعلية في رسم خطوط مستقبل العراق في ظل المتغيرات الفعلية القادمة في دول المنطقة .. والاهم في سوريا ..