شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما يريد العرب أن يعملوا شيء تقوم الدنيا ولا تقعد فبعد أن اشتعلت نواة الثورة المسماة بالربيع العربي أخذت حيز كبير على مستوى الإعلام العربي والدولي وقدمت آلاف مؤلفة من التضحيات البشرية والمادية وكل هذا يجري في صخب وضوضاء ووصل التناحر بين أبناء البلد الواحد ، وعندما تجري انتخابات هنا أوهناك تبدأ عمليات التشكيك مصاحبة بالفوضى والتخريب ومداهمة بعض المؤسسات الحساسة وإحداث خلل امني وبروز قراصنة وتعطيل القانون وإيقاف مؤسسات الدولة عن أداء مهامها الخدمية والإنتاجية وهو أمر خطير لأنه يسبب خسارة مادية كبيرة وبروز البطالة التي تزيد الطين بله . وقد تلجا لممارسات غير قانونية كالسرقة والنهب والسلب يضاف إلى أن ثغرة تفتح لمن يريد أن يبقى على جذوة الصراع مشتعلة وهذا ما حدث فعلا في أقطار عربية تشكل وزنا في الساحة كمصر والسودان وليبيا وسوريا وغير ذلك حيث تحول مجرى الثورات إلى عمل مضاد لما تريده الجماهير المسحوقة والمتضررة والتي تشكل الأغلبية بل بدأت هذه الجماهير تنزف سيلا من الدماء وتعاني نقص في كل الاحتياجات المادية والإنسانية . كما أدى ذلك إلى هبوط قيمة العملات المحلية وارتفاع ديون البلدان الثائرة إلى مليارات الدولارات وهذا بطبيعته سيؤثر على المواطن بشكل مباشر بسبب ارتفاع الأسعار وقلة المواد الاستهلاكية، وكلما فقدت هيبة الدولة وجهازها الأمني . كلما انعكس ذلك على المجتمع بتنامي الجريمة وعمليات السطو والاغتصاب وارتكاب أنواع الجرائم وإذا ما رجعنا إلى ما يجري في الساحة العربية سنجد أن الوضع سيء جدا وخصوصا معاناة المهجرين أو الهاربين من جحيم القتل والدمار والمحرقة التي تطال الأبرياء من كبار السن ونساء وأطفال ، وهذا ما يحصل في سوريا والعراق ولبنان وبقية الأقطار العربية ومهما كان العلاج لوضع هؤلاء لا يرقى إلى نسبة 20% من احتياجاتهم وخصوصا في فصل الشتاء فهم معرضون للإمراض جراء البرد وقلة الملابس والعيش في خيم لا توفر لهم الحد الأدنى من مستلزمات العيش . فبعضهم خسر قسم من عائلته أو تجزأت إلى أماكن مختلفة وهذه كلها تؤدي إلى معضلات وصعاب لا يمكن التقليل من خطورتها . فمنذ سنتين وأبواق الثورة والربيع تدوي ولم نلمس شيء يفرح أو يفيد ، نعود إلى دول الغرب وكيف تحقق ما تريد وبهدوء واقل الخسائر بل تكاد لا تذكر فعندما أراد الألمان الغربيون والشرقيون أن يعودوا إلى وحدتهم مارسوا عملية بسيطة وهي عبور الخط الفاصل بين ألمانيا الشرقية والغربية وتم كل شيء بهدوء وكذلك عملية توحيد العملة جرت بأسلوب علمي هادئ ونفذت وكأن شيء لم يكن . الكل يرحب ويبارك كل ما هو للصالح العام . فدول أوربا المنظمة لليورو حوالي ( 25 ) دولة ، واليورو ألان من العمل الصعبة والدولية .

 

وهناك الكثير مما يجري في الغرب ولم يحدث فوضى أو تخريب كما هو حال العرب . وإذا أراد الغربيون تغيير رئيس أو أي شخص في السلطة يتغير بناء على الراي العام إذا ما قرر وعبر مجالسه وبرلماناته . بينما العرب . إذا أرادت الجماهير ( الشعب ) طلب تغيير وبأسلوب سلمي يبدأ الحاكم أو الرئيس بعمليات القتل والسجون والتعذيب وجرائم أخرى يندى لها الجبين والقصد منها إضعاف معنوية الأخر كالزوج أو الأخ أو الابن عندما يرى عرضه ينتهك أو يهدد بالانتهاك . أين الإسلام والعروبة ؟ أين القيم السماوية ( وأمركم شورى بينكم ) . ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ) أهذه هي الرعية ؟ السجن والقتل والتعذيب وانتهاك العرض هل سمعتم بممارسة غريبة كالذي يجري لفتيات صغار في العراق وحتى الكبار في السجون . أن أمر العرب لمخز وإنهم ليغوصون في الضلالة عراة من كل القيم العربية والإسلامية السماوية . نتكلم عن التحضر والديمقراطية ونمارس عمل الغاب وإسكات الصوت الحر بالكواتم والاختطاف والسادية الحديثة .

 

الم يكن ما لدى العرب من إمكانيات ما يؤهلهم لإنشاء أفضل بل أعظم دولة تمتلك كل مستلزمات النماء الحضاري والثقافي والاجتماعي وتفجير الطاقات والمواهب لإحداث حالة تطور تفوق الجميع الذين لا يمتلكون مما نمتلك . لقد من الله علينا بكل الخيرات وأولها الرسل الذين حولونا إلى عبادة الواحد الأحد والتمسك بكتاب القرآن الذي هو دستور للحياة الدنيا والآخرة ، نحن نمتلك أقوى سلاح لو أجدنا التمسك به الإسلام ووحدة الأمة واستثمار خيراتها بما يرأب كل ثغرات الضعف ويعالج إمراض كثيرة كالفقر والمرض ويردم هوات التقسيم والطائفية والعرقية وبذلك يسمو إلى معالي العز وتنسم هواء الكرامة ، ونتناول خبزا نظيفا حلالا طيب لأنه من خيراتنا وبأيدينا . إن الغرب يستخدم شق صفنا كي يعشعش في ساحتنا ويكسب خيراتنا وعلينا أن نلم الشمل وننسى الخلافات ونشد الأزر عندها نتجاوز الضعف إلى القوة والمنعة لتبث فينا الحب والتسامح وتكون رافد من روافد القوة ، لابد أن نحتكم إلى الله ورسوله اولا والعقل ثانيا . إن الجيل الذي ابتلي بالمتسلطين ليرنو بعيدا متطلعا إلى الحالة التي تليق بالأمة وبالإنسان العربي . رائد الحضارة . أملنا بالأمة وشبابها كبير ونحن متفائلون بيوم النصر العظيم لكل امتنا وأولها العراق الأشم مركز الحضارة وينبوع الورد الذي لا ينضب .


عاش العراق
عاشت الأمة العربية المجيدة
عليين لشهداء العراق والأمة العربية
عاش المجاهدون من اجل القضية الرائدة

 

 





الثلاثاء ١٨ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو سرحان الزيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة