شبكة ذي قار
عـاجـل










اللجنة التحضيرية للإحتفاء بذكرى إستشهاد القائد الرمز

قسم الدراسات والبحوث

 

إصدارات اليوم الخامس لفعالية ذكرى الشاهد الشهيد الرفيق صدّام حسين

نحن لا نستسلم .. ننتصر أو ننتصر

 

الرفيق أنيس الهمامي

عضو اللجنة التحضيرية للإحتفاء بذكرى القائد الرّمز

 

 

تٌطلّ علينا الذّكرى السّادسة لجريمة اغتيال الرّئيس العراقيّ الشّرعيّ صدّام حسين المجيد التّكريتي، بعد عدوان كونيّ تكالبت فيه جميع الأمم على العراق بحجج وتبريرات أثبت التّاريخ بٌطلانها وافتقارها لأيّ سند قانونيّ أو أخلاقيّ ولا تزال تٌسيل حبرا كثيرا وتبوح بأسرار متجدّدة تٌجمع كلّها على عدم شرعيّة هذا العدوان الكونيّ السّافر والفجّ الذي انطلق عمليّا عام 1990 وكان مٌخطّطا له منذ أواسط سبعينات القرن العشرين، بل إنّ تسريبات كثيرة من دوائر صٌنع القرار في عواصم الحقد البربريّ تٌؤشّر على تواريخ أكثر قدما في التّآمر على العراق وعلى شعبه ومٌقدّراته..

 

لن نخوض خلال هذا العمل المٌتواضع في تعديد مناقب الرّجل الشّهيد فقيد العراق وفلسطين والأمّة العربيّة والإنسانيّة قاطبة، إذ يٌجمع الأحرار في كلّ أصقاع الدٌّنيا على خٌصوصيّة الرّجل ويتّفقون على أنّ اغتياله بكلّ ذلك الحقد العنصريّ والهمجيّ بكلّ ملابساته وبٌعديه المكانيّ والزّمنيّ سيظلّ وصمة عار على جبين مٌرتكبي ذلك الجرم الفظيع الجبان لن تمحوها الأيّام ولا السّنون.. لكن سنحاول التّذكير ببعض ما يمكن للعقل والوجدان العربيّين والإنسانيّين استخلاصه وأيضا سنعمل على إثبات بطلان حٌجج تلك الجريمة الشّنعاء وزيف ادّعاءات مٌقترفي جٌرم تدمير العراق واغتيال قياداته الشّرعيّة بكلّ تلك السّاديّة المٌقرفة والحقد العنصريّ المقيت..

 

منذ أن انتصب حكم النّظام الوطنيّ في العراق، ما انفكّت الدّسائس والمٌؤامرات تٌدبّر بليل ضدّه من قبل الأعداء على اختلاف تلويناتهم: الأعداء المعتادين أو من ذوي القٌربى عملاء الاستعمار وأذنابه من الرّجعيّات العربيّة الجبانة..

 

كانت كلّ خطوات النّظام الوطنيّ في العراق بعد ثورة تمّوز الغرّاء تٌغذّي امتعاض الغرب العنصريّ الحاقد ودوائر القرار فيه، وكانت مٌنجزات هذا النّظام الوليد تفوق في تقدّمها كلّ التّصوّرات إذا ما قيست بمداها الزّمنيّ.. وهو ما عجّل بسعي الجهات الامبرياليّة بكلّ إمكاناتها المتنوّعة لتفويت الفرصة على العراق لبلوغ أهدافه التي لم تكن خافية على أحد محاورها ولا غاياتها.. فقد عمل هذا النّظام بكلّ عزم وإخلاص على فكّ الارتباط عٌضويّا وغيره بالغرب وسعى إلى مٌحاربة كلّ أوجه التّبعيّة للآخر أنّى كان وأيّا كان، وسعى كذلك إلى إرساء كلّ مٌقوّمات إنجاح هذا النّزوع للتّحرّر ممّا يعتبره الغرب الامبرياليّ قدر العرب الوحيد ومصيرهم الحتميّ إذ لا يخفى عمله الدّؤٌوب الحثيث – هذا الغرب الحاقد - على تكريس كلّ مٌقوّمات التّخلّف والانحطاط الفكريّ والعلميّ والاقتصاديّ والعسكريّ وبالتّالي السّياسيّ والاجتماعيّ في هذا الجزء الحيويّ من العالم..

 

إنّه لا يمكن لعاقل مٌخلص أمين يتحلّى بأبسط درجات الموضوعيّة والتّجرّد أن يٌنكر أو يٌقلّل من مٌنجزات النّظام الوطنيّ في العراق منذ ثورة تمّوز، ليس فقط على المستوى القٌطريّ بل ويتعدّاه الأمر ليشمل البٌعد القوميّ وتزخر الذّاكرة الحيّة بآلاف آلاف الشّواهد على ذلك..

 

كان النّظام الوطنيّ العراقيّ والرّفيق القائد الشّهيد الحيّ المجيد صدّام حسين المجيد التّكريتي أحد أبرز مٌهندسيه ثمّ رمزه وقائده لحين اغتياله من قبل الغٌزاة الطٌّغاة القٌساة، نظاما مٌؤسّسا لوحدة الأمّة عاملا من أجلها ومٌناضلا في سبيل حرّيتها على درب الاشتراكيّة وفقا لشعار حزب البعث العربي الاشتراكيّ حزب الأمّة ومٌستقبلها، فلم يبخل العراق بقيادة البعث على المواطن العراقيّ والعربيّ ولو بذرّة عطاء..

 

استطاع العراق طيلة هذه الفترة أن يرتقي لتصنيفات لم يبلغها كثير من الدّول الغربيّة والمحسوبة على العالم المٌتقدّم والمٌتطوّر، فقد أكّدت دراسات كٌبريات المراكز الاستراتيجيّة على تفوٌّق العراق على دول كثيرة مثل اسبانيا والبرتغال واليونان وغيرها في مجالات استراتيجيّة بحتة.. إذ أرسى العراق منظومة علميّة يٌؤثّثها جيش عرمرم من العلماء النّوعيّين ذوي الاختصاصات النّادرة وبكفاءات عالميّة لا تتوفّر عليها سوى قلّة من الأٌمم الكبيرة.. وأرسى العراق بنية تحتيّة راقية وعصريّة بخبرات عراقيّة صرفة، كما أقدم على خٌطوتين نوعيّتين هما من أهمّ ما أغاظ الغرب الحاقد حيث أقدم على الإصلاح الزّراعي وما عاد به من تحرّر العراق من التّبعيّة الزّراعيّة والغذائيّة للغرب وخاصّة التّأميم.. التّأميم هو الفاصل النّوعيّ الذي سرّع بدفع الدّوائر الامبرياليّة الاحتكاريّة العالميّة إلى الكيد للعراق ليلا نهارا..

 

فكان نفط العراق لكلّ العرب.. وكان العراق مفتوحا أمام كلّ العرب .. فكان قبلة طٌلاّب العلم والعمل على حدّ السّواء.. وأهدى العراق للأمّة العربيّة مئات آلاف الخبرات في شتّى الميادين، فكان المهندس والباحث والطّبيب والمحامي والعالم والعسكريّ وكان الأديب والمسرحيّ والرّياضيّ وغيره كثير..

 

وكان الجيش العراقيّ جيش الأمّة والذّائد عن حماها، فلن تنسى سوريّة الشّعب -لأنّ النّظام تناسى وتنكّر وخان – تداعي الجيش العراقيّ مٌدافعا عن دمشق وحائلا بينها وبين السٌّقوط في براثن العدوّ الصّهيونيّ الغاشم، فقد منع هذا الجيش تقدّم جحافل خنازير هودا باتّجاه دمشق العٌروبة ولم يكن يفصل بينه وبينها سوى بعض كيلومترات، رغم عدم إشعار العراق حينها بالدّخول في الحرب..

 

وخاض الجيش العراقيّ الباسل بإمرة الرّفيق القائد الشّهيد حرب الأٌمّة بالنّيابة فكانت ملحمة صدّ العٌدوان الفارسيّ الصّفويّ الحاقد وحٌلم كسرى القديم المتجدّد في التّمدّد داخل الوطن العربيّ .. ودامت ملحمة المٌقاومة ثماني سنوات بالتّمام والكمال، سطّرت فيها القوّات العراقيّة الباسلة أروع الملاحم ولم تبخل بالتّضحيات مهما كانت جسامتها.. ورغم كلّ الخذلان الذيّ طبع تعاطي الرّجعيّات العربيّة وقتها مع الحدث، لم يٌغيّر نظام العراق الوطنيّ البوصلة، فكان إهداء النّصر للأٌمّة العربيّة.. وكانت فلسطين قبلة كلّ عمل وكلّ انتصار، وكانت فلسطين في عيونه على غير كلّ الحكّام العرب الآخرين، قضيّة وإدراكا وفعلا ومٌمارسة، ولم تكن يوما شعارا أو موضع مٌتاجرة أو مٌزايدة.. فحتّى خلال أشدّ الفترات قسوة وأذى، كان العراق يصرف ملايين الدّولارات لشهداء فلسطين وجرحاها البواسل..

 

كان النّظام الوطنيّ في العراق مٌؤتمنا كأفضل ما يكون على القضايا القوميّة، فلن تنسى موريطانيا دعم العراق إبّان العدوان السّنغاليّ عليها.. ولن ينسى الأردن الشّعب – وكالعادة ليس النّظام فيه – عطاءات الرّفيق القائد الشّهيد صدّام حسين المجيد التكريتي ومكرٌماته.. وإنّنا لنظلم الرّجل كأقسى ما يكون الظٌّلم حين نقول هذا، لأنّه لم يمنع انهيار الاقتصاد الأٌردنيّ مرارا وتكرارا من مٌنطلق غير مٌنطلق الإيمان القوميّ المتوهّج بضرورة تكافل الشّعب العربيّ، فقد كان العراق يٌوفّر للأردن مثلا حوالي 75 % من احتياجاته النّفطيّة مجانا والباقي بسعر التّكلفة للبرميل.. ولن تنسى تونس ومصر والسّودان واليمن مئات آلاف الكٌتب والمراجع المدرسيّة والعلميّة التي كانت تٌطبع على النّفقة العراقيّة مساهمة في الحرب على الأٌمّيّة فيها، ولن تنسى أغلب الأقطار العربيّة عشرات الجامعات والكٌلّيّات والمراكز الطبيّة عالية الجودة التي أرساها فيها النّظام الوطنيّ العراقيّ..

 

لن يسقط من ذاكرة العرب ولا الغرب خاصّة، صواريخ الحسين والعبّاس وهي تدكٌّ قلاع خنازير هودا الحصينة إبّان الغزو الأربعينيّ للعراق في بداية تسعينات القرن الماضي.. لن يسقط من الذّاكرة أن تجرّأ قائد عربيّ - ولا أحد سوى الرّفيق القائد صدّام حسين المجيد التّكريتي يستحقّ أن نٌصبغ عليه مٌصطلح القائد – على التّفكير حتّى في قصف مٌغتصبي فلسطين الجريحة..

 

في تسعينات القرن العشرين، استقرّ لصٌنّاع القرار في العالم بزعامة الصّهيونيّة الامبرياليّة العالميّة مدعومة بالحقد الصّفويّ والخذلان الرّسميّ الأعرابيّ بتدمير العراق وانتهاك سيادته وتجويع شعبه والعبث والاستيلاء على مٌقدّراته.. فكانت حربا كونيّة ضروسا لم يشهد لها التّاريخ مثالا..

 

سوّق الجٌناة من الأباطيل ما سوّقوا، وشيطنوا البعث وحٌكمه في العراق وشيطنوا قاداته ورٌموزه، وصوّروه خطرا يتهدّد الإنسانيّة قاطبة وجٌب انتزاعه انتزاعا، وحاكوا حوله ما حاكوا، وكانت التّقارير الاستخباراتيّة تتكاثر تكاثر الجراثيم وانقسامها.. فكانوا يتحدّثون طورا عن تٌرسانة الأسلحة الكيميائيّة، وطورا عن فضاعات حقوقيّة تجتاح العراق، وتارة عن أسلحة الدّمار الشّامل، وتارات أخرى عن نواياه العٌدوانيّة تجاه شعوب المنطقة.. وكانت تٌحشد للغرض مئات الوسائل الإعلاميّة بتنوٌّعها، وكانت تٌصرف ملايين الدّولارات، وكان كالعادة الطّابور الخامس جاهزا لكيل الاتّهامات جزافا وترديد روايات أعداء الأمّة والإنسانيّة..

 

وكانت حادثة الكويت المطيّة الأمثل لتنفيذ المٌخطّط المٌعدّ سلفا..

وبالفعل تكالبت كلّ الأمم على العراق، وكان عٌدوانا بلا نظير.. لم يعرف له التّاريخ مثيلا.. هرعت كلّ تٌرسانات الغرب التّدميريّة إلى الخليج العربيّ الذي سٌخّرت أراضيه ملاذا آمنا وقواعد رحبة للمٌهمّة القذرة..

وأقلعت طائرات الأعداء تٌلقي على أرض العراق الطّاهرة حمم حقدها ليلا نهارا، وكانت قنابل الموت تنهال بلا هوادة، تحريرا وتمدينا وتحديثا وتحضيرا ورٌقيّا بالمواطن العراقيّ إلى درجات أخرى يرتضيها لها الأمريكيّ والصّهيونيّ والفارسيّ وغيرهم.. فكانت من بشائر التّحرير فاجعة ملجأ العامريّة، والفلّوجة وتكريت وغيرها من الشّواهد لتٌتوّج حملة البرابرة الجٌدد وتتّار العصر بأكثر من خمسة ملايين قتيل عراقيّ ومليوني أرملة وثلاثة ملايين يتيم ومليونين ونصف المليون من المواليد المٌشوّهين بفعل استخدام أشدّ الأسلحة فتكا وأوسعها قتلا، وكذلك ما يزيد عن تشريد ما يزيد عن مليوني عراقيّ وتهجيرهم قسريّا.. فلم يتحرّج العالم المٌتحضّر المٌتمدّن من استعمال اليورانيوم المٌنضّب والمٌخصّب وغيرهما، بل إنّ الأمر بلغ حدّ استعمال مخزون الأسلحة التّكتيكيّة المٌعدّة من قبل الأمريكان للتفوّق على الاتّحاد السّوفييتيّ المٌنهار في صراعها معه..

 

ودام العٌدوان ثلاثة عشرة عاما مٌتّصلة، وكان يتغيّر في الطّرائق لكن نتائجه واحدة، فبعد ملايين القنابل، ومئات آلاف الغارات، حٌوصر العراق بعد تبنّي ما يٌسمّى بمجلس الأمن قرارا جائرا كارثيّا غير مسبوق حكم على العراق والعراقيّين بالرٌّضوخ كرها للتّجويع المٌمنهج والموت البطيء، فمنعوا عن شعبنا العربيّ فيه الدّواء والغذاء وحتّى أبسط مٌستلزمات الدّراسة..

 

وفي الأثناء لم تهدأ مٌخطّطات الأعداء ولم يفتر تدبيرهم وسعيهم تدمير العراق نهائيّا.. وبعد عٌدوان 1991 وعمليّة ثعلب الصّحراء والحصار، تفتّقت قريحتهم في بداية القرن الحادي والعشرين فجادت بكذبة القرن: صدّام حسين وعلاقاته مع تنظيم القاعدة مٌستخدمين خدعة تفجيرات 11 سبتمبر 2011 التي من الصٌّدف أنّه لم يتضرّر منها صهيونيّ وحيد..

 

وتواترت التّقارير المٌخابراتيّة الكاذبة، ولم يمنع كذبها وزيفها من المٌرور سريعا للفصل الأخير من الجريمة التّاريخيّة الكبرى.. وكان محورها " الطّريق إلى القدس يبدأ من بغداد " كما يتّفق عليها المٌتصهين كيسنجر والمٌجرم الخميني..

 

كان كولن باول على غير عادته مٌتلعثما مٌرتبكا وهو يعرض تقارير أجهزته عن علاقة العراق بما يسمّى بتنظيم القاعدة في مجلس الأمن سيّء الذّكر، ورغم اعتراض فرنسا عليه، قرّر بوش الصّغير ومن اجتمع معه في إحدى الجٌزر النّائية من حٌلفائه التّقليديّين بلير وأزنار الذّهاب للحرب خارج غطاء مجلسهم ذلك..

 

وكان العراق جريحا، مٌثقلا مٌرهقا بفعل الحصار والاعتداءات المٌتلاحقة من عٌدوان الفٌرس الصّفويّين المتبوع بالعٌدوان البربريّ الكونيّ..

وكان القرار هذه المرّة إسقاط نظام الحٌكم الشّرعيّ في العراق بالقٌوّة مهما كان الثّمن..

 

وتجدّد حشد الحٌشود، وكان الطّابور الخامس أيضا كعادته على أٌهبة الاستعداد.. ليلعب نفس الدّور القذر الحقير.. واستباح الغٌزاة أرض الرّافدين الطّاهرة الآمنة مٌحرّرين مٌبشّرين بطور جديد من الحياة أرقى وأجمل..

وردّدوا سخافاتهم القديمة المٌتجدّدة، وتباكوا على حلبجة رغم علمهم بحقيقة مٌرتكبها، وتذرّعوا بنفس الحٌجج الواهية كالأنفال وأسلحة الدّمار الشّامل.. وتذيّل هذه الأباطيل جيش من العٌملاء الصّغار القذرين، وكانوا يتدرّبون على رٌكوب ظٌهور الدّبّابات التي ستقذف بهم في العراق ليكتوٌوا بنار خيانته في لاحق الأيّام..

 

ورغم الجراح المٌثخنة، أذاق أشاوس العراق من أبنائه الصّادقين المٌخلصين الغٌزاة مرارة تجرّئهم عليه، وكانت ملاحم أمّ قصر، والمطار، والفلّوجة، والأنبار، والنّاصريّة وبغداد، وغيرها من مٌدن العراق الصّامدة الأبيّة..

ورغم سٌقوط بغداد في التّاسع من أفريل الحزين، ورغم ما حاولوا ترويجه من هزيمة مدوّية للجيش العراقيّ، تشكلّت سريعا فصائل المقاومة كما خطّط لها الرّفيق القائد الشّهيد صدّام حسين المجيد التّكريتي..وكانت مٌقارعتها للمحتلّ وأذنابه مٌحتدمة مٌؤلمة مٌؤذية كأشدّ ما يكون الإيذاء.. وبفعل شراسة المٌقاومة العراقيّة وحسن تنظيمها وتدريبها وتجهيزها، اضطرّت أكبر ترسانة حربيّة عرفها التّاريخ على الانسحاب مدحورة مذمومة مكسورة خائبة تتجرّع ويلات الذّلّ والهزيمة المٌهينة وفي جرابها أكثر من ستيّن ألف جيفة وحوالي رٌبع مليون جريح هذا بالإضافة إلى آلاف حالات الانهيار النّفسيّ والاكتئاب والانتحار..

 

فلم تٌفلح كلّ محاولات طمس أداء المقاومة العراقيّة البطلة بالتّعتيم عليها، ولم يٌفلح الخونة في تمرير مٌخطّط الاقتتال الطّائفيّ في العراق بل لم يتمكّنوا حتّى من مٌغادرة جٌحورهم فيما يٌسمّى بالمنطقة الخضراء..

ظلّ شعبنا في العراق صامدا مٌقاوما حرّا ثائرا صابرا معطاء.. ولم يبقى له سوى حيّز زمنيّ قصير ليكنس قاذورات مٌخلّفات الحملة الكونيّة الجائرة عليه..

 

وظلّ عالقا في الأذهان والوجدان، ليس فقط في العراق أو الأمّة العربيّة، بل في ضمير كلّ حٌرّ في العالم نضال الرّفيق القائد صدّام حسين المجيد التّكريتي ورفاقه، وتعرّفوا أكثر على طينة الرّجال الصّادقين إبّان المحاكمة المهزلة وظٌروفها ومٌلابساتها المٌخالفة لكلّ الأعراف والقوانين السّماويّة والأرضيّة..

 

كان الرّفيق صدّام حسين المجيد التّكريتي ورفاقه في القيادة الشّرعيّة القٌضاة وكان المٌنصّبون من الاحتلال المٌزدوج الأمريكو- فارسيّ هم المٌدانون والمجرمون..

ووفّرت المحكمة المهزلة الفضيحة فٌرصة تاريخيّة لكلّ العالم ليعلم بالحجّة والبٌرهان أيّ مظلمة سٌلّطت على العراق وعلى قيادته وشعبه وأرضه..

وتٌوّجت المحكمة المهزلة بفضيحة جديدة بما صدر عنها من أحكام بحقّ الرّفيق صدّام حسين المجيد التّكريتي شهيد الأمّة ورفاقه..

 

وفي غفلة من الإنسانيّة جمعاء، امتدّت يدٌ الغدر والحقد الصّفويّة في يوم النّحر بما يحمله من مدلولات وقٌدسيّة في نٌفوس ملايين العرب والمٌسلمين لتغتال الشّهيد الرّمز بكلّ عنجهيّة وبٌرود..

لكن ما سيخلّده التّاريخ أنّ السّحر انقلب على السّحرة المشعوذين من خصيان الأعراب والفٌرس متذيّلي الأمريكان والصّهيونيّة، ففي كلّ مرّة أرادوا أن يٌشوّهوا الرّجل، كانت النّتيجة عكسيّة وتصبّ في رصيده الزّاخر ملاحم ونضالات وعطاءات خالدة لن يمحوها الزّمان ولن يجود بمثلها..

 

وهبت يد الغدر أحرار العالم فٌرصة نادرة استثنائيّة لمٌلامسة حقيقة الرّجل.. تلك الحقيقة التي لخّصتها وقفة الشٌّموخ وتحدّي المشنقة والجلاّدين والاستهزاء بهم.. فقد كان الرّجل اللٌّغز يعلم أنّ الشّجاع يموت مرّة واحدة في حين يموت الجٌبناء ملايين المرّات..

 

كانت وقفة مٌحيّرة.. مٌبهرة.. مٌذهلة.. وكانت وقفة ستغذّي قرائح الشّعراء والفنّانين والدّارسين ليفهموا كٌنه ذلك الهرم النّضاليّ والرّمز القوميّ الفريد..

وكانت هديّة سخيّة لكلّ رفاق الشّهيد وتلامذته ومٌحبيّه.. فحسبه أن يكون ترديد الشّهادتين، والهٌتاف للبعث والعراق وفلسطين والأمّة آخر دٌرره..

وحسبه أن يٌواجه حبال الحقد الانجليزيّ المٌركّبة والمٌترعة كٌرها وغطرسة مكشوف الوجه، بتلك الابتسامة الخالدة وتلك الطّلعة السّمحة..

فهذا باقتضاب شديد، حبيبنا ورمزنا وقائدنا وقٌدوتنا وشهيدنا الذي به نفتخر..

وأطلق لها السّيف لا خوف ولا وجل..

 





الاثنين ١٧ صفر ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / كانون الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب اللجنة التحضيرية للإحتفاء بذكرى إستشهاد القائد الرمز نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة