شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ إنما المؤمنون الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وإذا تليت عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾

صدق الله العلي العظيم

 

الأب الكريم والقائد المجاهد المؤمن عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي أمين سر القطر ( أسبغ الله عليكم نعمة الحفظ والإيمان )

لهذا اليوم مغزىً عميقاً لدى المسلمين في جميع أرجاء العالم، ففيه وقعت واحدة من أكثر الحوادث أُسىً وحزنا في تاريخ الإسلام، وكانت مناسبة ومؤشر ظفر نهائي للروح الإسلامية الحقيقية، لذا تستذكر الإنسانية في كل عام واقعة البذل والعطاء المتمثلة باستشهاد الأمام الحسين ( عليه السلام ) تلك الواقعة التي ستبقى خالدة لما تحمله من دلالات ومعاني إسلامية وأخلاقية ولما فيها من عبر ودروس وقيم نستقيها منها.

في محافظة كربلاء ومدن العراق الاخرى نحيي ذكرى استشهاد السبط، سيد شباب أهل الجنة، الرشيد، الشهيد المظلوم، الطيب، الوفي، السيد، الزكي، الشهيد السعيد، ذو النسب العلي، أبا عبد الله الحسين، عبرة كل مؤمن ومؤمنة، أطيب العرق، صاحب المحنة الكبرى والواقعة العظمى، المقتول بكربلاء، أبن علي المرتضى، مفخر أئمة المهتدين، بضعة كبد سيد المرسلين، قتيل العبرات، أبو الأحرار، الحسين بن علي بن أبي طالب( عليهما السلام ) وهذه جزء من ألقابه التي لن تفيه حقه.

 

سيدي القائد رمز الجهاد وقائد الجمع ( حفظكم الله )

الحسين ( عليه السلام ) هو من قال عنه غاندي، زعيم الهند "لقد طالعت حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الإمام الحسين"، وهو من قال عنه محمد علي جناح، مؤسس دولة باكستان "لا نجد في العالم مثالاً للشجاعة كتضحية الإمام الحسين بنفسه، وعلى جميع المسلمين أن يحذو حذو هذا الرجل القدوة الذي ضحّى بنفسه في أرض العراق"، وهو الذي لم يختلف على مكانته ومنزلته أحد فمحبته عظيمة في القلوب وسيرته تحصننا من الانحراف وتغرس فينا روح الإيثار والتضحية وتطهر قلوبنا وأرواحنا.

 

سيدي يا سيف العراق ودرعه المتين وسوره الأمين ..

بواقعة الطف تحول الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى رمز إنساني للبطولة والشجاعة والثبات على المبادئ والتضحية وليخلد رمزاً ما بقيت البشرية، وستبقى ذكرى استشهاده حية لكونها مثل عليا في الوفاء وفي النهج الذي سار عليه ولنتعلم منها وجوب عدم الخوف والانحراف عن طريق الحقّ والعدالة مهما كان حجم المشاكل والأخطار، وجدير بنا اليوم أن نجعل من مآثر الإمام الحسين (عليه السلام) طريقاً نختطه في سيرنا الجهادي الطويل وعلما نسير على هداه.

 

سيدي قائد الجهاد والمجاهدين ( حفظكم الله وأعزكم بنصره )

أسمح لي أن لا أشير اليوم الى ما مقدمته مسيرة البعث الظافرة حينما كانت تنطلق في اهتمامها بكربلاء من قناعتها ان تلك الزيارات ما هي إلا تظاهرات ذات معاني ومواقف تؤكد رفض الذلّ والتبعية، وعلى اعتبار انها رسالة للوقوف الى جانب الحق، ولتفهمها أن الإمام الحسين ( عليه السلام ) مدرسة تجسّد الميراث المعرفي والحضاري والعبادي والأخلاقي والجهادي ونشر الثقافة الربانية في الأرض وإصلاح النفس، وهذا ما قابلته المواكب الحسينية هذا العام بأفعال مشهودة نقلت من قبل الاعلام المسموع والمرئي والمقروء حيث رددت الشعارات والأهازيج الوطنية ضد الحكومة العميلة، والتي نددت من خلالها بنقص الخدمات ومستوى المعيشة وارتفاع البطالة، وحملت الحكومة الناقصة مسؤولية هذا الوضع، فقد هاجمت المواكب الحسينية التي انتظمت في وسط كربلاء الفساد المالي والإداري والتجاوز على حقوق الشعب، وركزت بشكل خاص على فساد الأحزاب والرئاسات الثلاث وما يسمى مجلس النواب العراقي الذين يسعون الى الحصول على امتيازات شخصية على حساب دماء العراقيين وتهجمت على الساسة والفساد الذي شاب صفقة الأسلحة الروسية، وبشكل أذهل الخونة والعملاء وهو ما خلق الرعب في قلوب المتاجرين بدم الامام الحسين ( عليه السلام ).

 

كان ذلك الموقف سيدي القائد ردا بليغا ومشهدا مؤثرا واحتجاجا صريحا على أعداء الإسلام الذين يعمدون الى اعتبار هذه المناسبات الدينية غطاء وستار لكل ممارساتهم الشنعاء، إلا أن شعبنا الصامد الصابر سرعان ما اكتشف زيف ودجل هؤلاء الدخلاء فعملوا على نصرة المؤمنين وفضح المتربصين.

 

سيدي يا رمز الحكمة ويا مثابة الأحرار..

بقلوب صافية مفعمة بالأيمان ونوايا تبعث في النفوس الأمل والقوة والعزم تؤدي جموع الزائرين مراسيم زيارة العاشر من محرم وهي مجتمعة على محبة العراق، وتنهل من هذه الأرض المعطاء معانى الثورة والاستشهاد والإباء، فساحة كربلاء ساحة غنية بالثقافة والمفاهيم والأخلاق والقوة والإيمان والصمود، وتمثل قيمة تاريخية وحضارية كونية ومن أرض الوفاء ومن جوار الإمام الحسين ( عليه السلام ) المتمسك بالقيم العالية نستلهم من هذه الذكرى ونختار بدافع ذاتي الجهاد والمقاومة والوقوف ضد أنواع الاضطهاد والإذلال ونتخذ الشهادة لنا منهج للحياة ونسأل الله أن يسدد خطاكم ويمد في عمركم ويحفظكم ويرعاكم وينصر شعب العراق الصامد المجاهد بالخلاص من الاحتلال وعملائه .. انه سميع مجيب.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

 

الرفيق

مسؤول تنظيمات محافظة كربلاء

لحزب البعث العربي الاشتراكي

وجموع الزائرين في محافظة كربلاء

١٠ / محرم ١٤٣٤ / هجرية

٢٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ ميلادية

 

 

 





الاحد ١١ محرم ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب تنظيمات محافظة كربلاء لحزب البعث العربي الاشتراكي وجموع الزائرين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة