بسم الله الرحمن الرحيم

أيها الشعب العراقي الكريم , يا أبناء أمتينا العربية والإسلامية

في كل عام يمر علينا محرم الحرام , حاملا معه ذكرى أليمة على نفوسنا ونفوس أبناء العالمين العربي والإسلامي , هي ذكرى استشهاد الإمام الحسين ابن علي عليهما السلام , ومن هذه الذكرى الخالدة نستلهم معاني الإيمان بالله والتمسك بمبادئ الإسلام الحنيف , الذي جاء ليحرر العرب والإنسانية من عوامل التخلف والضياع والجهل والتسيد على رقاب الناس ومقدراتهم دون وجه حق , جاء ليقضي على العبودية والفقر والفاقة ووأد البنات , ويشيع العدل والإحسان والمساواة , وان أهم ما في الذكرى من معاني هي عدم الرضوخ للذل والمهانة والتضحية في سبيل المبادئ الكبيرة والعالية , التي امن بها نبي الرحمة ورسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم وال بيته الطيبين الطاهرين , فكانت ثورة الإمام الحسين عليه السلام نبراسا وتتويجا لهذه المعاني السامية , واليوم وبعد عشر سنوات والعراق وشعبه الصابر المحتسب يعيشون مأساة الاحتلال ومخلفاته , من خلال شيوع مفاهيم الفرقة والتناحر العرقي والطائفي ومشاريع التقسيم والتفريط بالوحدة الوطنية وتعاظم سرقة المال العام بشكل لم يشهد له التاريخ السياسي للدول والشعوب مثيلا , من قبل رجال السلطة وخاصة الصف الأول منهم وهذا ليس افتراءا من احد وإنما هو ما يصرح به المسؤولون أنفسهم ومن أعلى منابرهم الإعلامية , لكن دون إجراء رادع يعيد الحق إلى أهله وكأن الجميع قد اتفقوا على منهج ( اسرق دون حساب مادام الطريق سالكا للهروب دون أن يوقفك احد ) .

إن التجمع الوطني لعشائر الجنوب والفرات الأوسط في الوقت الذي يدين ويستنكر فيه إعمال السطو والسرقة للمال العام , فانه يدعو الحكومة لاتخاذ الإجراءات الفعلية لوقف هذه السرقات وتقديم كافة السراق إلى العدالة كي ينالوا جزاءهم العادل , وان السكوت عنهم يعني المشاركة معهم في هذه الجريمة التي أصبحت مفضوحة وذات رائحة نتنة بين جميع الأوساط العراقية والدولية , كما يؤكد التجمع على أن كركوك محافظة عراقية عربية وان كافة الوقائع التاريخية تؤكد عروبتها , وان وجود الإخوة الأكراد والتركمان كسكان في هذه المحافظة لهو أمر طبيعي فكلهم عراقيون قاسمهم المشترك العراق والدستور الذي يكتب بأيادي أبنائه البررة وليس الدستور الذي يكتبه الطامعون في العراق , وان ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها أكذوبة فللمحافظات العراقية حدود إدارية معلومة وليست حديثة العهد والكتابة , وإنها رسمت بموجب قوانين وتشريعات منذ قيام الدولة العراقية في العام 1921, وهو ما يثبت فيها عروبة كركوك مثلما هي البصرة والموصل وديالى , وان الذين يدعون إلى إقامة الأقاليم وتقسيم العراق هم خدم الأجنبي المحتل , وعليهم أن يعرفوا أن هذه الأجندة ( أجندة التقسيم ) هي أجندة اسرائلية أمريكية غربية , وان التجمع الوطني ومن حرصه على وحدة العراق يدعو إلى قيام نظام اللامركزية الذي يعطي للمحافظات الصلاحيات الكاملة بما يحفظ حقوقها ولكن يبقى ارتباطها بحكومة المركز وبما يقره القانون والدستور وهذا يتطلب النظر بإعادة كتابة دستور العراق بعد الفشل الكبير الذي مني به على مدى العشر سنوات السابقة وأصبح العراق بموجبه عراق الفوضى والاضطرابات والتقسيم والتناحر والسطو على المال العام دون حساب ,

كما يحث التجمع حكومة بغداد على إقرار قانون العفو العام لأنه خطوة جدية على طريق بناء الثقة بين مكونات الشعب العراقي , وهو خطوة ايجابية على طريق الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية , ناهيك من أن الأكثرية الساحقة للمشمولين به هم من الأبرياء , وانه لمن المؤسف حقا أن تكون صفة الحكم في العراق الآن هي الصفة الإسلامية إلا أن التطبيقات الجارية لا تنسجم مع روح الإسلام وتعاليمه السمحاء فالإسلام يأمر بالمعروف وينهى عن الفحشاء والمنكر ويقدس العدالة والمساواة وحق الشعوب في العيش بحرية وأمان وكرامة , وقد أعطى الإسلام أهمية كبيرة للمرأة المسلمة وغير المسلمة لأنها أداة بناء المجتمع وتحصين أجياله من الانحدار إلى هاوية السقوط ومغادرة القيم والعادات والتقاليد التي رسمها الله سبحانه وتعالى لعباده ,

وفي هذا الإطار يؤكد التجمع ويطالب الحكومة بالامتناع عن اعتقال النساء في المداهمات والفعاليات الأمنية ويدين التجاوزات والتعذيب للمعتقلات في السجون الحكومية , لان هذه الممارسة إضافة إلى كونها محرمة من قبل الشرع الحنيف , فهي تعطي انطباعا بربريا ووحشيا على بلد عرف شعبه الحضارة والقانون قبل ستة آلاف عام , تحية لشعب العراق الذي رفض ويرفض الطائفية والتقسيم , والخزي والعار لكل سارق للمال العام ومرتشي أثيم .