شبكة ذي قار
عـاجـل










يخطئ من يعتقد أن أمريكا انسحبت من العراق لسواد عيون الحكومة، أو لتنفيذ الاتفاقية الأمنية بين حكومة المالكي وإدارة اوباما،أو لأنها حققت مشروعها في نشر الديمقراطية المعلن كشعار فضفاض لها قبل الاحتلال،والأكيد إنها هربت من ضربات المقاومة العراقية الباسلة بعد أن تكبدت خسائر جسيمة جدا في الأرواح والمعدات،وهذا ما اعترف به أكثر من مسؤول أمريكي ونشرته مراكز ومعاهد البحوث الأمريكية والعالمية،ولكن المؤكد ايضا إنها سحبت قواتها وجيوشها فقط ،ولم تسحب مئات الشركات الأمنية وحمايات السفارة الأمريكية والذين يقدر عددهم ستة عشرالف جنديا أمريكيا ،بمعنى أن العراق بلدا مازال يقبع تحت نير الاحتلال الأمريكي، وان ما يتفوه به المسؤلون العراقيون من انتهاء الاحتلال وتحقيق السيادة، هو الضحك على ذقون أنفسهم ، وانه افتراء وكذب مفضوح أمام العراقيين ،القصد منه التمويه على تواجد اكبر سفارة أمريكية في العالم وتواجد عشرات الآلاف من عناصر الشركات الأمنية التي تمارس القتل والتفجيرات والتجسس على الحكومة والبرلمان والأحزاب المشاركة في العملية السياسية وجمع الملفات عنهم لابتزازهم حين وقت الطلب،وإشاعة الفوضى الخلاقة والطائفية وإرباك الأوضاع الأمنية والسياسية ،وهذا ما تحقق على الأرض منذ رحيل القوات المحتلة،واليوم تعود القوات الأمريكية الى ارض العراق بحجج واهية ايضا ،هي حماية العملية السياسية في العراق بعد رحيل نظام بشار الأسد، والتي جاءت حسب طلب حكومة المالكي ( نشك في هذا الطلب ) ،

 

ولكي يتحقق شكنا هذا نورد بعض تحركات الإدارة الأمريكية في المنطقة العربية ونرى مدى تضليل الرأي العام من هذه التحركات ،فإرسال قوات لم يكن للعراق وحده وإنما للأردن ايضا،وان القوات الأمريكية لم تأت لمسك الحدود وإنما انتشرت في إرجاء العراق ( نينوى وتكريت وديالى والانبار ) ، وتركز أكثر من ثمانية آلاف جندي أمريكي في داخل العاصمة بغداد منها الإشراف على مطار بغداد الدولي، بحجة تفتيش الطائرات الإيرانية المتجهة الى سوريا ،أو الإشراف على البنك المركزي العراقي والتعامل المصرفي فيه لمنع تلاعب حكومة المالكي وإعطاء تسهيلات مصرفية لإيران ومصارفها لتخفيف انهيار عملة الريال الإيراني الذي وصل الى قاع الإفلاس والسقوط، ورفع صفة الإرهاب عن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة في هذا التوقيت بالذات ،في وصلت العلاقة بين المالكي وادارة اوباما الى مفترق الطرق خاصة بعد توجه المالكي الى روسيا وتوقيع اتفاقيات تسليحية واقتصادية معها ،بسبب وقوف حكومة المالكي ضد توجهات إدارة اوباما في إسقاط نظام بشار الاسد واصطفافه مع التوجه الإيراني ،

 

والسماح للطائرات والأسلحة والصواريخ وعناصر الحرس الثوري الإيراني للمرور عبر أجواء العراق من المطارات العراقية، مع تصعيد خطير على الحدود التركية – السورية بدعم أمريكي والناتو لتركية ،والتي وصلت حد إعلان الحرب بين الطرفين،وهو ما يغذيه نظام بشار الاسد بقصف قرى حدودية تركية وسقوط ضحايا وتكرار هذا العمل ، لتصدير الأزمة السورية الدموية الى الخارج وتدويل القضية ،للتغطية على ثورة الشعب السوري ضد النظام الدموي،

 

والملاحظ أن إدارة اوباما تعمل بصمت تجاه ايران وحزب الله بانتظار سقوط النظام السوري ،مشددة العقوبات الدولية الاقتصادية والسياسية والإعلامية عليها وشيطنتها، ( وهي بالفعل الشيطان الأكبر في المنطقة وهنا نلتقي مع التوجه الأمريكي لتقليم مخالب طهران النووية التي تهدد بها امن وسيادة المنطقة برمته ) ،وهو ما تخشاه دول الخليج العربي ( تصريحات إيرانية وقحة ضد البحرين والكويت والإمارات والسعودية ) بهذا الاتجاه ، مع احتلال إيراني كامل في العراق ( ميليشيات طائفية مسلحة إيرانيا ومقرات مخابراتية بأسماء وهمية في اغلب محافظات العراق،مع تواجد كثيف للحرس الثوري وفيلق القدس الإيراني ،

 

ونفوذ سياسي واسع ونفوذ عسكري وديني ) ( رفع صور خميني وخامنئي مع استعراضات لميليشيات إيرانية تأتمر بأوامر ولي الفقيه الخامنئي ) ،بعلم ودعم حكومة المالكي ( عصائب أهل الحق وحزب الله العراقي وبقية الله ولواء الموعود وغيرها الكثير ) ،كل هذا وتصريحات مرشح الرئاسة الأمريكية ميت رومني التي عنفت اوباما حيث أكد ( إن أمريكا تركت العراق لإيران وأعوانها دون تحقيق الهدف ) ، ( وان الإدارة الأمريكية اخطات التقديرات في العراق وافغانستان ،

 

ويجب منع ايران من انجازها للبرنامج النووي العسكري المثير للجدل ) ، بمعنى أن هناك مخططا أوسع مما يجري الآن في المنطقة العربية والإقليمية بعد الفشل في إقامة مشروع الشرق الأوسط الكبير بعيد احتلال العراق وإعادة خارطة المنطقة حسب المقاس الأمريكي ،وما تسميه الربيع العربي ،أو ما نسميه نحن ( سايكس بيكو جديد للمنطقة ) ،إذن المنطقة نحو حافة الحرب طال الوقت أم قصر وان طرفاها هما أمريكا وحلفاءها وبين ايران وحلفائه ( روسيا وحزب الله وسوريا وإيران ) ،

 

وان الصراع هذه المرة لن يكون تقليديا بل حربا لتغيير أنظمة المنطقة تقسيم دولها وتدمير شعوبها وتفتيت مجتمعها على أسس طائفية وقومية وعرقية ومذهبية وتحويلها الى كانتونات لأمراء طوائف تماما كما يحصل الآن في ليبيا .............. وإيران وسوريا ودول الخليج العربي والعراق وتركيا ليست بعيدة عن هذا السيناريو الجهنمي الأمريكي – الصهيوني.؟؟.....
 

 

 





السبت ٢٦ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة