شبكة ذي قار
عـاجـل










الانهيار الأمني والسياسي الذي يشهده العراق اليوم ، هو حصيلة الأزمات التي تعصف بالعملية السياسية منذ انتهاء الانتخابات الأخيرة ،وفشل الأحزاب والكتل في تشكيل حكومة وحدة وطنية ،وتفرد دولة القانون والحزب الحاكم برئاسة نوري المالكي للسلطة ،وهيمنته على المناصب السيادية والأجهزة الأمنية والاستخبارية ،يقابلها إقصاء وتهميش واعتقالات واغتيالات وتفجيرات دموية يومية في عرض البلاد وطولها ،مع صراع سياسي ودموي بين الكتل المشاركة في العملية السياسية العرجاء ( العراقية والتحالف الكردستاني ) ، وكتلة التيار الصدري التي تمارس مسك عصا الحكومة من الوسط، في ظل فساد مالي وإداري لا يمكن أن يتخيله إنسان، يضرب كل مفاصل الحكومة ،وأبطاله كبار المسئولين من وزراء ووكلاؤهم وكبار الشخصيات من الأحزاب المتنفذة في الحكومة وأعضاء في مجلس النواب ، مع ضعف الأداء المخجل لمجلس النواب في مواجهة هذا الفساد القاتل وتواطؤه مع الفاسدين من الأحزاب والكتل المنتمين إليها النواب،ومنذ ثلاثة أشهر والحراك السياسي الملتهب والمتفجر بين الكتل ينتظر رئيس الجمهورية الذي لا يملك من سطوته وصلاحياته إلا التصريحات ،لإنقاذ العملية السياسية من الانهيار الكامل،وكلنا شاهدنا مهزلة اجتماعات اربيل والنجف لسحب الثقة واستجواب رئيس الوزراء ،في ظل صمت مطبق للرئيس بل كان هو عقدة المشكلة وليس عقدة الحل فيها ،من خلال عدم استجابته ورفضه سحب الثقة أو الاستجواب عن رئيس الوزراء بسبب الضغوط الإيرانية المباشرة عليه، والتي وصلت الى تصريحات إيرانية باجتياح كردستان إذا وافق الرئيس على سحب الثقة أو الاستجواب،وهكذا طار الرئيس الى ألمانيا لغرض العلاج والاستجمام وتخفيف الوزن،وها هو اليوم عاد رشيقا ومعافى،ليعلن من جديد مسرحيته الجديدة المؤتمر الوطني الموسع،والتي استقبلها الشعب العراقي بانهيار امني غير مسبوق من الانفجارات الدموية وهروب مئات المعتقلين من سجون العراق، في أكثر من سجن وأخطرها هروب سجناء محافظة تكريت،والتي شكلت خرقا امنيا فاضحا، وفشلا ذريعا مخزيا للحكومة،والتي بررته ،بأنه ناتج عن فشل تمرير قانون العفو العام ،الذي تطالب فيه كتلة العراقية والتحالف الكردستاني والتيار الصدري،

 

مقابل تمرير قانون البنى التحتية المثير للجدل والريبة للعراقيين ، كونه يرهن العراقي لشركات إيرانية وغربية وأمريكية ، تجعل من ثروات العراق نهبا للصوص والحرامية الدوليين وحرامية ولصوص العملية السياسية والأحزاب المتنفذة، إن تناحر وتصارع القوى السياسية على المناصب والمكاسب الذي يشهد الصراع ذروته هذه الأيام، يجعل من انعقاد المؤتمر الوطني أمرا مستحيلا ،خاصة وان المنطقة تشهد تغيرات جذرية لأنظمتها وتنتظر التغيير الأهم في سورية التي تعيش وضعا كارثيا ودمويا، نتيجة تعنت نظام بشار الأسد ومعالجته للازمة بسفك دماء أبناء شعبه الذي يتباكى عليه،والذي خرج من دائرة الصراع الى دائرة ثورة شعب يريد تغيير النظام بأغلى ثمن من الدماء الزكية،مع تدخل دولي لم يستطع مواجهته بشار الأسد ،

 

والذي ستنعكس نتائجها على الوضع السياسي في العراق والمنطقة بشكل كبير ،بل سيغير العملية السياسية في العراق كإحدى أهم نتائجه،نتيجة عدم استقرار الوضع الأمني والسياسي فيه، المؤتمر الوطني ولد ميتا منذ أن دعا له طالباني أول مرة ،فما بالك والصراع وصل حدا مخيفا بين الكتل (قضية إعدام طارق الهاشمي وعدم تطبيق ورقة الإصلاح السياسي التي أعلنها التحالف الوطني وقانون البنى التحتية والعفو العام وملء فراغ الوزارات الأمنية الدفاع والداخلية واستمرار عمليات الاعتقالات العشوائية التي طالت حتى النساء والأطفال ،)، مع تدهور امني متواصل في جميع محافظات العراق،ففي خضم هذا الفشل الأمني والسياسي يأتي مؤتمر الطالباني ليضيف فشلا آخر، هو الحلقة الأخيرة قبل الانهيار الكامل للعملية السياسية، التي سنقرأ عليها (الفاتحة)، ولياتي طوفان آخر من الاغتيالات والاعتقالات والتفجيرات وهروب السجناء بتواطؤ من الأجهزة الأمنية وتدهور الخدمات وسد الطرقات والأحياء وزيادة السيطرات المليونية في البلاد وإعلان حظر التجوال في اغلب محافظات العراق ،مع انهيار كامل للخدمات الصحية والتربوية والاقتصادية والزراعية وصولا الى هاوية الحرب الأهلية التي أعلن عنها أكثر من مسؤول عراقي أخرهم مسعود بارزاني،هذا السيناريو لم يكن من خيالي وإنما هو تحليل لواقع عراقي يعيشه كل العراقيين ،بسبب الدكتاتورية الطائفية التي أنتجها الاحتلال الأمريكي الوحشي على العراق وجاء بالمحاصصة الطائفية البغيضة القاتلة،إضافة الى إصرار الأحزاب الطائفية والقومية على رفض تعديل الدستور المسخ والمفخخ الذي وضعه نوح فيلدمان اليهودي لكي يبقى العراقيون بصراع طائفي دائم لعقود طويلة،وهذا هو احد مخططات مشروع برنارد لويس وجوبايدن الجهنمي لتفتيت وتقسيم وتقزيم العراق والمنطقة كلها .. فهل نشهد انهيار العملية السياسية في العراق بعد فشل مؤتمر جلال الطالباني الذي سماه المؤتمر الوطني الموسع ، أم تهبط علينا معجزة من السماء لتنقذ العراق من هاوية اكيدة ......
 

 





الاثنين ١٤ ذو القعــدة ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تشرين الاول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة