شبكة ذي قار
عـاجـل










حرق السفارة الأمريكية وقتل وسحل واغتصاب السفير في ليبيا،واقتحام السفارات الأمريكية في العواصم العربية،بسبب الفيلم الأمريكي المسيء للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم ،أمر يجب التوقف عنده وتحليله وعرض أسبابه ونتائجه الدولية والإقليمية ،وانعكاساتها على الأوضاع الملتهبة في منطقتنا العربية.

 

ابتداء نقول أن أمريكا زرعت الريح في المنطقة، لذلك كان أمرا طبيعيا أن تحصد العاصفة،أو لنقل بداية العاصفة وليس كلها،فانقلابها على اسامة بن لادن بعد أن كانت تدعمه ضد الاحتلال السوفيتي لأفغانستان، ثم جعلته العدو الأول لها في العالم بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر واحتلالها أفغانستان ومطاردته حتى استمكنت منه واغتالته ،ورمت جثته في البحر،وسلمت الحكم الى إسلاميين معادين له وموالين لها في أفغانستان،وهكذا توجهت الى العراق وغزته بجيوشها الجرارة وصواريخها وطائراتها مع حلفائها الأشرار، ونصبت الأحزاب الاسلاموية الطائفية والقومية العنصرية ممن كانت تدعمهم وتمولهم وتسلحهم هي وإيران لحكم العراق باسم الدين والطائفة والمذهب والقومية(بمعنى حكم المحاصصة الطائفية)،ورأينا ماذا حل بالعراق من دمار وقتل وفساد قل نظيره في العالم وحرب أهلية طائفية وقومية أحرقت الأخضر واليابس في العراق، وقتلت الملايين من أبنائه ،وأنتجت حكومات غير شرعية لم ينتخبها الشعب بفضل قانون الانتخابات الذي يصعد فاشل في الانتخابات الى مجلس النواب ، لتسميها لنا ( الديمقراطية الجديدة أو العراق الجديد ) ،

 

ومازالت أوضاع العراق تنذر بالانفجار الشعبي والحرب الأهلية، بسبب الصراعات الدموية والخلافات المستشرية بين الأحزاب والكتل السياسية الحاكمة للهيمنة على المناصب والغنائم ونهب ثروات البلاد ودعم الفساد الإداري والمالي، وتحولت الميليشيات الطائفية وأحزابها الى دولة داخل دولة ،وأصبحت الأحزاب والميليشيات هي من يحكم البلد أي دولة الميليشيات، هذا الحال في العراق ونفسه في ليبيا ومصر وتونس الأحزاب الاسلاموية المتطرفة هي من فرضتهم أمريكا على شعوب المنطقة والآن جاء الدور على سوريا ، حيث نرى الدعم اللامحدود للأطراف الاسلاموية الدينية المتطرفة ، وتتجاهل القوى الوطنية التي تقود الثورة السورية لتغيير نظام الأسد بثورة شعبية عارمة ، إذن الإدارة الأمريكية وإيران هي من يرعى الحركات والأحزاب والشخصيات الاسلاموية المتطرفة في المنطقة لإشعال الحروب الأهلية الطائفية وإضعاف دولها ، وتغيير أنظمتها لصالح المشروع الأمريكي الشرق الأوسط الكبير والمشروع الكوني الإيراني الإمبراطورية الفارسية التوسعية ، وإقامة الهلال الشيعي الفارسي ، لكن ماالذي حصل في المنطقة جراء هذا المشروع الأمريكي – الإيراني ( اقصد دعم التيارات الاسلاموية المتطرفة في الحكم ) ، أن هذه الحكومات والأنظمة التي صنعتها أمريكا انقلبت عليها وتمردت على اتفاقياتها، وتعمل بالضد من سياستها في المنطقة، ومثال ذلك حكومة المالكي التي تعمل على الخط الإيراني وتوجهاته وبالضد تماما من السياسة الأمريكية في سورية، وتماشيا مع الخطاب والتوجيه الإيراني ( السماح بنقل الأسلحة والصواريخ والميليشيات الإيرانية الى سورية لدعم نظام الأسد ) وما زيارة الوفد الأمريكي برئاسة النائب جون ماكين الى بغداد، وإبلاغ حكومة المالكي استياء وتحذير إدارة اوباما لسياسة المالكي الداعمة للنظام السوري والإيراني من جهة العقوبات الدولية عليها وخاصة التسهيلات المصرفية ودعم البنوك العراقية الأهلية والرسمية لإيران مخترقة قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي ( حسب صحيفة نيويورك تايمز )، وكذلك ما حصل في ليبيا وتونس ومصر وحكوماتها الاسلاموية التي دعمتها إدارة اوباما وأوصلتها الى الحكم ،إذن ما حصل للسفير الأمريكي والسفارات الأمريكية رد فعل طبيعي لما جنته أيدي أمريكا في المنطقة ،فأمريكا الآن بعد أن زرعت الريح الاسلاموي في المنطقة عليها أن تحصد العاصفة الهوجاء التي ستقتلع كل السفارات الأمريكية والمصالح الأمريكية ، وكانت شرارتها الأولى هي قضية الإساءة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والقادم أعظم واشد ،بل وأمر ،أمريكا وغباء إداراتها هي من يصنع الأعداء لنفسها وهي من يحصد نتائج هذا العداء ويأتي من يسألنا نحن في الشرق،لماذا تكرهون أمريكا ،الجواب لا يحتاج الى ذكاء وصراحة فالجواب موجود في أفعال أمريكا في المنطقة والعالم كله العالم الآن يكره أمريكا، وليس نحن العرب فقط .. وقديما قيل من يزرع العاصفة يحصد الريح، وهاهي أمريكا وحلفاؤها يحصدون الريح ... وأي ريح،

 

إنها رياح الشعوب المقهورة المتطلعة الى الاستقلال والحرية ، لا الى التبعية وإذلال الشعوب واستعمارها وتقسيمها وزرع الطائفية في مجتمعاتها ..... أمريكا فعلا تحصد العاصفة ... اللهم شماتة ونص .......

 

 





الجمعة ٢٧ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أيلول / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة