شبكة ذي قار
عـاجـل










شخصيته القومية واشواقه لوحدة الامة العربية ورفضه للتدخلات الاجنبية والوصايا الدولية على البلاد هو ما يميزه عن رصفائه السياسيين – ( الاهرام اليوم) في اطار سعيها الدؤوب للبحث والتنقيب عن الحقائق ، جلست مع عضو القيادة القومية وامين سر قطر السودان بحزب البعث العربي الاشتراكي علي الريح السنهوري وطرحت عليه عدداً من الاسئلة منها المتعلق بالجوانب التنظيمية ومستقبل البعث ، وموقف الحزب من القضايا السودانية القومية وثورات الربيع العربي كانت حاضرة في حوارنا معه، كما سألناه عن علاقة البعث بالجيش السوداني والانقلابات وفشله في دخول البرلمان ، اتهام البعث بالضلوع في انفصال الجنوب وتطابق بعض مواقفه مع مواقف النظام وغيرها من الاسئلة كانت حاضرة في حوارنا معه .. استمع السنهوري الى جميع اسئلة الاهرام اليوم ) ورد عليها بكل وضوح وشفافية فكانت حصيلة ردوده هذا الحوار..

 

نحن حزب انقلابي !

البعثيون لو كانوا يريدون انتزاع السلطة قبل ثلاثين يونيو1989 لانتزعوها بكل سهولة وبساطة

حدثنا الصادق المهدي والميرغني بانقلاب الانقاذ وقمنا بتسليم القيادة ملقاً كاملاً عن الانقلاب قبل الثلاثين من يونيو.

في انتخابات 1986م تحصلنا على (58* الف صوت ولم ندخل عضواً واحد البرلمان.

الذين وقعوا على مقررات (( اسمرا )) مهدوا الطريق امام النظام لتوقيع اتفاقية (( نيفاشا)).

حزبنا يرفض العنف كوسيلة لحل النزاعات الوطنية لمخاطرها على البلد.

 

س ::  حزبكم متهم بانه انقلابي والدليل على ذلك ان البعثيين كان لهم تنظيم الجيش ويريدون الوصول الى السلطة عبر انقلاب عسكري كيف ترد على هذا الحديث ؟

ج·  :  نحن حزب انقلابي ، بمعنى اننا نناضل للانقلاب على الواقع وتغييره ، والانقلابية في حزب البعث تعني التغيير الجذري ، وهمنا ليس إسقاط النظام فقط بل نحن همنا التغيير الجذري في الواقع السوداني، وكثيرا ما اسقطنا انظمة ديكتاتورية ولكننا لم نغير الواقع، ولذلك الهدف النهائي ليس تغيير النظام بل تغيير النظام هو خطوة في الطريق لتحقيق تغيير جذري ، وهذا نحن نعبر عنه بالانقلابية والانقلاب على الواقع الفاسد في المجتمع وانقلاب الفرد على ذاته وعلى قيم الواقع الفاسد ، وان يتحلى الفرد بقيم جديدة ، قيم الانحيازلمصالح الشعب وقيم النضال من أجل الوحدة العربية .. بقيم الرسالة الخالدة  للإنسانية جميعا وليس رسالة الاستعلاء والتعالي على الامم الاخرى والنضال مع كل أمم العالم في سبيل بناء عالم جديد خال من الظلم والعدوان والقهر ، عالم تسوده قيم المحبة والسلم والتقدم لكل الشعوب ، وهذه هي التي نعنيها بالانقلابية ، والبعثيون لم يقودوا حركة للوصول للسلطة ، وفي ايام نميري عملوا داخل القوات المسلحة ودفعوا هذه القوات للانحياز للشعب في 6/ ابريل ، وهذا دور معروف ومشهود ، وان البعثيين داخل القوات المسلحة والضباط الوطنين داخل القوات المسلحة والذين كانوا يشكلون الجناح العسكري لتجمع الشعب السوداني ، هم الذين قادوا انحياز القوات المسلحة للشعب في انتفاضة مارس ابريل الشعبية المجيدة ، وفي 28 رمضان كانت الحركة تستهدف اسقاط الانقلاب وليس القيام بانقلاب ، كان هدفها إسقاط الانقلاب واعادة الديمقراطية ، ولذلك اتهمت الحركة بانها كانت تريد ان تعيد الاحزاب الفاسدة والمتخلفة وغيرها لحكم البلاد من جديد ، وهي ليس حركة انقلاب عسكري لاعتبار ان البعثيين يرفضون الانقلاب العسكري ولا يؤمنون بانه يمكن ان يحقق مصالح البلد ، ولديهم تنظير حول الانقلابات التي يقوم بها شباب متحمسون ونواياهم طيبة ، ولكنهم بمجرد ان يصلوا الى السلطة يجدوا أنفسهم معزولين عن حركة الشارع.. وفي مواجهة قوى المعارضة يضطروا ان يستقووا بانظمة ديكتاتورية ومباحثية ، وبعدها يمارسوا القمع على الشعب وعلى الجيش فيحكموا الجيش باسم الشعب والشعب باسم الجيش ، وينتهوا الى حركة متخلفة رجعية لن تجد لها سند للبقاء في السلطة الا بالارتباط بالاجنبي والقوى الخارجية فتستقوي بها في مواجهة شعبها ، وهذا تحليل وخلاصة رؤية البعث الفكرية لمسألة الانقلابات العسكرية.

 

لكن قبل الثلاثين من يونيو الواقع يؤكد ان التنظيمات البعثية داخل الجيش كانت هي اقوى التنظيمات التي كانت تتحرك نحو السلطة؟

 

هي اقوى التنظيمات لكنها لم تكن تتحرك نحو السلطة ، ولو كان البعثيون يريدون انتزاع السلطة قبل ثلاثين يونيو لانتزعوها بكل سهولة وبكل بساطة ، ولكن كان دور البعثيين داخل القوات المسلحة قبل ثلاثين يونيو هو الدفاع عن الديمقراطية ، واذا عدت لمواثيق التنظيم الوطني لضباط وصف وجنود القوات المسلحة تجد ان مواثيقهم جميعها تنص على ان الهدف الآساس هو الد فاع عن الديمقراطية التي في اطارها تنضج حركة الصراع السياسي والاجتماعي ويتقدم الشعب خطوات نحو تحقيق اهدافه ، ولذلك كان دور البعثيين والوطنيين داخل القوات المسلحة هو فضح محاولات الانقلاب العسكري والردة، وانقلاب ثلاثين يونيو تم فضحه منذ عام 1985م و انا شخصيا و المرحوم بدر الدين مدثر كنا سنويا نقدم ملفات للميرغني وللصادق المهدي عن النشاط الانقلابي داخل القوات المسلحة ، ولكن الصادق والميرغني لم يؤديا واجبهما في مواجهة هذا الامر بل كانا يعتقدان ان البعثيين يستهدفون من هذه العملية الانفراد بالسيطرة على القوات المسلحة ، ولذلك تركوا الطريق مفتوحا للانقلابيين، وفي عام 1989م لم نكتف بالصادق والميرغني بل سلمنا القيادة العامة نفسها ملفاً كاملا عن الانقلاب ووضحنا لهم حتى الرتب المشاركة فيه، من رتبة عميد وما دون ، وكان دورنا ان نفضح اي محاولة للردة على الديمقراطية، وكذلك في صحيفة ((الهدف)) وفي نشاطنا في الندوات السياسية وغيرها كان تركيزنا جميعه هو الدفاع عن الديمقراطية ، ويقال ان البعثيين غير مستفيدين من الديمقراطية ولم يفوزوا بدوائر ، وهذا الامر كان لا يهمنا بل كان يهمنا تنمية الوعي الشعبي واننا من خلال الديمقراطية نستطيع ان ننمي الوعي الشعبي ونخرج تياراً قادراً على ان يواجه حتى القوى التي تاتي عن طريق الانتخابات كما واجهها شعبنا في انتفاضة الخبز والسلام في ديسمبر 1988م واجبرها على الانصياع لمطالبه ، وحزبنا في كل تاريخه لم يقد انقلابا عسكريا على نظام ديمقراطي ولم يجهض نظاما ديمقراطيا في جميع تاريخه ، بل في بعض الاقطار العربية قاد عمليات عسكرية لاعادة الديمقراطية مثل القطر السوري.

 

حزب البعث  حزب صارخ في انتمائه العربي في بلد مثل السودان الذي به إثنيات افريقية ترفض طرحه .. كيف تنظر الى هذه المعادلة وهل هي التي افشلت كسب الحزب للجماهير؟

 

حقيقة نحن ليس لدينا مشكلة في الكسب ، بل لدينا مشكلة في التاطير وليس في الكسب الذي هو اوسع من قدرتنا على تاطيره وتوفير الكوادر اللازمة لتنظيمه ، والحديث عن وجود اثنيات افريقية لا يخلق اشكالا لاعتبار ان العربية نفسها واحدة من الاثنيات الافريقية و 70% من الامة العربية موجودة في افريقيا وليس في اسيا ، وكل اقطار شمال الصحراء هي اقطار عربية وجزء كبير من اقطار جنوب الصحراء هي اسلامية ، اي أنها حضااريا قريبة من العرب ، والعروبة ليست مسألة اثنية فالعرب في السودان لا يختلفون عن غيرهم من التكوينات الثقافية السودانية ، ونحن نقول هناك تكوينات ثقافية متعددة وليس هناك اثنيات متعددة ، فالاثنية تحتوي على نظرة عرقية مرفوضة من البعث لانها نظرة غير علمية ولا توجد اثنية خالصة او دم خالص في اي قبيلة او جهة او شعب من الشعوب في العالم ، وكل شعوب العالم تمازجت وتدامجت جراء الهجرات والتجارة والحروب والمصاهرة..الخ والفروقات في السودان فروقات ثقافية وليست فروقات اثنية ، والاهم من ذلك الفروقات الاجتماعية واشكاليتنا في السودان ليست في اننا لدينا مواطنون لديهم لهجات محلية مع العلم ان أغلبية السودانين كانت لهم لهجات محلية ، وهناك مواطنون استعربوا وتركوا لهجاتهم المحلية ، وهناك آخرون لازالوا محتفظين بلهجاتهم المحلية ، وهذه هي الحقيقة ، ولا يوجد تمايز عرقي او عنصري في السودان والتمايز الموجود اساسه تمايز اجتماعي ، بمعنى انه منذ اكثر من قرن من الزمان كانت التنمية تلبي مصالح المستعمر وتتم في مناطق محددة ، وبالتالي الخدمات وعلى رأسها خدمات التعليم وأبناء هذه المناطق اكتسبوا حظا اعلى في التعليم واصبحوا هم الذين يتبؤون المركز الاعلى ، ولاعتبار ان التنمية تمت في مناطقهم اصبح وضعهم الاجتماعي متقدما على المناطق الاخرى التي اقل تقدما واكثر تخلفا ، واصبح هناك تمايز كبير بينها رغم ان السودان جميعه متخلف ، والانظمة التي اعقبت الاستعمار وحكمت السودان لستين سنة لم تحدث تغييرا في هذا الواقع ولم تحقق تنمية متوازنة ، واهملت قضية التنمية برمتها وظل السودان قائما كما كان عليه الأمر ايام الاستعمار.. واستمرالموروث الاستعماري وظلت الخدمات والتنمية في ذات المناطق التي استهدفها الاستعمار بالخدمات والتنمية تلبية لمتطلباته وليس لمتطلبات البلد ، لذلك تجد ان وسط السودان الذي كان يشكل مزارع القطن والفول والسمسم والصمغ وغيرها هو الذي حظى بالخدمات والتنمية ، لكن شمال السودان وشرقه وغربه وجنوبه ظل في حالة من التخلف أكثر من غيره ، وهذا لب الاشكاليه والاشخاص الذين يتحدثون عن التهميش ويضفون عليه طابعا عنصريا أو طابعا ثقافيا يحاولون أن يهربوا من حقيقه أن الصراع الحقيقى هو صراع طبقى اجتماعي ، وأن هناك فئات ذات مصالح معينه هى التى ظلت تحكم البلد منذ الاستقلال والى اليوم سواء كانت فى ظل أنظمة تعددية أو ديكتاتوريه ، وهذه الفئات التى تستغل البلد ليس لها صفة قبلية أو جهوية وقد يكون أكثرهم من أبناء الوسط بحكم تمكنهم من التعليم والصحه والثروة فى أوقات معينة ، ولكن هل أبناء الوسط أنفسهم لم يعانوا من الظلم الاجتماعى والقهر السياسى والاجتماعى ؟ لكن المناطق التى كانت أكثر تخلفا تعانى أكثر من غيرها سيما من حملة السلاح والحروب التي حرمتهم من الانتفاع  بالموارد الاوليه التى كانت ينتفعون يها فى السابق من زراعة تقليديه ورعى وغيره ، فضلآ عن فقدان أمنهم وسلامتهم واستقرارهم ، لذا أصبح هناك غبن لاحق بهم أكثر من غيرهم ، الذين يعيشون فى مناطق أكثر أمنا وأكثر استقرارا وأكثر سلاما

 

س· تاريخيا حزب البعث فشل فشل فى إدخال عضو واحد فى البرلمان السودانى على مر التجارب الديمقراطية الماضيه.. ماهو السبب وراء ذلك؟

ج نحن لم نشارك فى الانتخابات إلا فى تجربه واحدة فى عام 1986م وقبلها لم نشارك ، وكنا ندعم المرشحين ، وفى انتخابات عام 1986م كثير من الناس نصحوا الحزب بأن يركز على بعض الدوائر بغرض الدخول للبرلمان والحزب رفض التركيز واتخذ سياسة الانتشار ، والقضية بالنسبه لنا ليست أن نحصل على دائرة بل القضية  أننا نريد أن نطرح فكر البعث لاوسع جماهير شعبنا ، لذلك ذهبنا لأقصى دارفور والشمالية والشرق ودخلنا دوائر مقفوله مثل الدائرة (78) النيل الابيض مع العلم أن هذه دوائر يتنافس فيها فقط مرشحو حزب الامة ، ولأول مرة يترشح معهم حزب غير حزبهم فى دوائر النيل الابيض عموما وليس الدائرة(78) ، ولأول مرة حزب البعث ينزل فى دوائر هى دوائر مقفولة لحزب الامة ولم يحدث أن يترشح فيها مرشح غير حزب أمة ، وكان هدفنا أن نوصل فكرنا وخطنا السياسى لاوسع الجماهير ولم يكن هدفنا الوصول للبرلمان ، ولكن جملة الاصوات التى تحصلنا عليها وحققناها هى أضعاف أضعاف اصوات حققتها بعض الاحزاب التى دخلت البرلمان ، هناك أشخاص دخلو البرلمان وكل الذى تحصلو عليه فى الدوائر التى ترشحوا فيها(7) الاف صوت  ونحن تحصلنا على(58) ألف صوت ، وهناك أحزاب ب(7) الاف صوت دخلت البرلمان بنائب ونائبين وثلاثة ، ونحن رفضنا سياسة التركيز على بعض الدوائر كى ندخل البرلمان واتبعنا سياسة الانتشار ، لانه كانت لدينا قناعة بان البرلمان لن يحل مشكلة لاعتبار انة سوف تتسيده القوى التقليدية باكثريه ساحقة ووجودنا سيكون مجرد وجودا ديكوريا ولن يحل مشكلة.

 

هناك حديث مفاده أن الانفصال جاء نتيجه لارتفاع النبرة العروبيه لحزب البعث العربى الاشتراكى كيف ترد على هذا الحديث ؟

حزب البعث منذ الستينيات دعى الى حل ديمقراطى سلمى لمشكلة الجنوب ، وقال هناك تمايز جغرافى وثقافى بين الشمال والجنوب يرتب حقوقا لجنوب القطر ، ورفض الحرب وصارع كل القوى التى كانت تدق طبول الحرب ، التى كانت تسعى للتصعيد والتصعد المضاد ، وهذا موفقة الى يومنا هذا ، وكان من أكثر القوى المدافعة عن وحدة السودان ورفض اتفاق "نيفاشا" ورفض حق تقرير المصير بل كتب شعارات فى الحائط لاتزال موجودة ضد حق تقرير باعتبارة يفتح الطريق امام الانفصال بلا شك ، لان اتفاقية نفاشا اسست للانفصال ولم يرفض فقط اتفاقية نفاشا بل اصدر بيانا منذ عام 1995م رفض فيه مقررات مؤتمر "اسمرا"للقضايه المصيرية التى تضمنت حق تقرير المصير وللجنوبين فقط دون الشماليين ، واعطت جزءا من أبناء الشعب الحق فى أن يقرروا فى مصير وحدة السودان ، بينما المسألة لا تؤثر على الجنوب لوحده ، وحزبنا كان دائما مع وحدة السودان ولم يكن خطه العروبى هو سبب للتقسيم بل بالعكس ، و منذ الستينيات كان لنا تلاق كبير بيننا والقوى الجنوبية ..لان الجنوبيين كانوا يقولون  إن البعثيين يعترفون بالتمايز بين الشمال والجنوب ، نعم جميعنا سودانيون لكن هناك تمايز ثقافى ، وهذا التمايز يرتب حقوقا ، وفى حالة عدم اعترافك بالتمايز لاتستطيع أن تعترف للآخر بحقوقة ولابد أن تعترف بأن هذا البلد فيه تعددية ثقافية وفيه تمايز ثقافى وتعطى الآخر حقوقه، واذا تم إهمال وإنكار التمايز الثقافى ستضيع حقوق الاخرين ويصادر حق الاخرين فى التمايز ، والآن فى السودان المتبقى هذا ، به قوى متعددة ثقافيا ، ولايمكن إنكار التعدد الثقافى ولابد أن تقر به  وإعطائه حقوقه في اطار الوحدة، وكانت بعض القوى السياسيه ولازالت تنكر حقيقة التمايز بين الشمال والجنوب والتعدد داخل الشطرين.. ولكن الثقافه العربيه والاسلاميه هى الثقافة العامة فى البلد ، هناك تمايز فى المجتمع وهناك مجموعات لها ثقافاتها الخاصه يجب أن تقر بثقافتهم الخاصة وعدم الإنكار الذى سيؤدى الى ضياع حقوق البعض فى المجتمع ، والعروبة التى يطرحها حزب البعث وليست مثل عروبة الجبهة والحزب الحاكم ومنابره ، والاشكالية هى حول النزعات العنصرية وحزبنا ضد اية نزعة عنصرية من اية جهة كانت ، لذلك أخذ موقفا ضد دعاة العروبة العنصرية الذين فى الواقع هم أعداء للعروبة بتاريخهم جميعة ، ونحن كنا نسميهم الشعوبيين لعدائهم للأمة العربية ومحاولتهم النيل منها ، وحتى الآن لديهم اصدارات فى بعض الجامعات تستخف بالعرب و بالامه العربية ويسيئون لها ...وهذه لم تكن قضية حزب البعث بل قضيته هى بناء مجتمع متوحد وطنيا ومتعدد ثقافيا ومتحدا صوب تحقيق أهدافه فى التنمية والتقدم والسلم.

 

من خلال الواقع نجد مواقف حزب البعث دائما ظلت تتطابق مع مواقف النظام الحاكم .. كيف تفسر هذا التطابق فى المواقف؟

رد مستغربا ... دائما.

 

فى أغلب الأحيان ؟

فى أغلب الأحيان فى أيه قضية على سبيل المثال.

 

مثل مواقف حزب البعث من التدخل الأجنبى والحركات الدارفورية المسلحة والجبهة الثورية وغيرها من المواقف الأخرى؟

هذا ليس تطابقا مع مواقف النظام ونحن ضد التدخل الأجنبى وهذا موقف مبدئى فى حزب البعث ، وحزبنا يدعو لأمة واحدة ولدولة مستقرة ولاستقلال القرار السياسى ويرفض وصاية الأجنبى على الامة كيفما كانت ، بينما النظام منصاع لإملاءات القوى الخارجية والأجنبية واعترف بذلك بتوقيعه على اتفاقية "نيفاشا" التفتيتية التي أمليت علية ، وبموافقته على دخول قوات أجنبية الى دارفور ووجود قوات فى جبال النوبة وعلى اتفاقية "نيفاشا" ووجود قوات للأمم المتحدة فى الجنوب ، إذن هذا تعارض وليس توافقا ، والذين توافقوا مع النظام هي القوى التى تؤيد وجود قوى أجنبيه وتؤيد التدخل الأجنبى ، وهذه القوى تمهد الطريق أمام النظام أنه يقبل الشئ الذى كان يجب أن لا يقبله اذا كانت هناك معارضة شعبية ، وبالرجوع الى الوراء نجد ان الذين وقعوا على مقررات مؤتمر "اسمرا" مهدوا الطريق أمام النظام فى أن يوقع اتفاقية "نيفاشا" والذين طالبوا بوجود قوات فى دارفور وأصدروا البيانات والفتاوى بوجوب وجود قوات فى دارفور هم الذين مهدوا الطريق أمام النظام ، أن يوافق على دخول القوات دون أن يواجهة معارضة واسعة اذن

 

هناك قوى تمهد للنظام هذا الشئ لكن حزب البعث موفقه من التدخل الاجنبى موقف مبدئى وموقف عقائدى.

 

حسنا : لكن نجد أن موقف حزبكم يتطابق مع النظام فى وقوفه ضد العمل المسلح ؟

أيضا هذا موقف قديم لحزب البعث وهو يرفض العنف كوسيلة لحل النزاعات الوطنية لمخاطرها على البلد ، ولانها لم تتحقق نتيجة ، ولم تخدم البلد بل تخرب الاقليم الذى تتم فيه الحرب والمواطنون يقتلون من قبل الطرفين "الحركات والنظام" ونحن لم نقف ضد الحركات المسلحة أو رفضنا أسلوب العنف لمصلحة النظام ، بل نحن تفردنا بمعارضة وفضح النظام منذ البداية ، والحزب الوحيد الذى لديه موقف ثابت من هذا النظام منذ الثلاثين من يونيو 1989 والى اليوم هو حزب البعث ، وكل الاحزاب الاخرى حاورت ووقعت اتفاقيات مع هذا النظام باستثناء حزبنا الذى لم يوقع اتفاقا مع هذا النظام ، ولذلك هو الحزب الوحيد الذى لم تعاد أليه ممتلكاته المصادرة لأنه لم يوقع اتفاقا مع النظام ، وكل القوى الاخرى أعيدت لها ممتلكاتها وتصدر جرائد ولديها دور ، ونحن ممتلكاتنا لوحدها تعادل ممتلكات جميع الاحزاب ، وقدرنا قيمه مطبعة النيلين وحدها بواسطة محاسبين قانونيين ب"21"مليون دولار ، لكن لم نوقع انفاقية مع النظام ولم نوافق على شروطه السياسية ، لذلك لم يعد لنا مطبعة النيلين مع العلم أن هناك قرارا جمهوريا بأعادتها.

 

قبل أن نشكرك نفسح لك المجال لكلمة أخيرة ؟

أدعو الشباب بشكل خاص والشعب بشكل عام فى السودان الى أن القضية التى تهمنا اليوم هى أن يعرف الجميع أن مصيرهم واحد وقضيتهم واحده ولاتوجد قضية لجهة أو لقبيلة أو لمنطقة يمكن أن تحل بمعزل عن حل القضية السودانية ، وأن التركيز على جهة  أو منطقة أو قبيلة  يبعثر قوى النضال الوطنى ويخدم عملية استمرار التسلط والوصاية على الشعب الذى اذا اراد أن يتحرر لابد أن تتوحد إرادته النضالية للتحرر ، ولابد أن يتوجد فى طريق التقدم والقضية ليست قضية التخلص فقط من هذا النظام وإنما لابد من التوافق على برنامج وطنى تقدمى لإخراج البلد من أزمتها بإرادات القوى التقليدية التى تمثل الواقع القائم ، فهذه القوى لا تعمل لتغيير الواقع ولم تغيره من 1956م نفس الواقع مستمر وتغيير الواقع يتطلب رؤى جديده وبرنامجا جديدا ، وأن يتحرر الناس من ايديولجيات التخلف الطائفية والجهويه والقبلية ومن التضليل وأن ينطلقوا من مصالح الشعب الحقيقية وليس من مصالح النخب.

 

 





الاربعاء ١٣ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة