شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد فراغ الساحة ،وانكشافها امام المد الايراني ، حيث تعطل الدور العراقي ،وتحول ظاهريا الى وسيلة من وسائل الاستراتيجية الايرانية،لبلوغ اهدافها عاون على ذلك ازاحت حكومة طالبان في افغانستان بقوة امريكية وبمعونة ايرانية ،هذه العوامل المهمة والمؤثرة اصبحت لصالح الاستراتيجية الايرانية ،ففي عشية وضحاها تقدمت ايران من دولة منكسرة امام العراق الى دولة تحاول بسرعة الولوج الى نادي الدول النووية،بعد ان استفادة من الخبرة والمشاريع العراقيةفي المجال النووي .


اضافة الى مقومات النجاح الاخرى في الساحة ومنها التمظهر زورا بكونها المدافع الحقيقي عن القضية الفلسطينية ،مع انها ترتبط بعقود مع اكثر من 200 شركة اسرائيلية في قطاعات اقتصادية مختلفة ،وان ما يبرز على السطح هو تهويل لمسائل خلافية فنية وليس تعارضا عقائديا يرتبط بثوابت الدولة القومية الفارسية ،لكن المفيد في هذا الموضوع بالنسبة الى ايران هو ان التشابك والتداخل يصعب فرزه امام المواطن العادي مما جعلها تفوز بسرقة قناعة المواطن العربي على انها من المدافعين عن القضية الفاسطينية ، بينما الوقائع تثبت ان ايران لم تساهم بالقاء حجر على الكيان الصهيوني وليس مقذوف ، اما الاعلام فهذا ليس بالمهم فقد كان الاعلام الايراني يقف الى جانب العراق قبل الغزو الامريكي وبنفس الوقت كانت ايران تعمل على توفير الوسائل التي سهلت لامريكا احتلال العراق واستطاعت من خلال عوامل تاثيرها تحييد 9 محافظات والى الان هذه المحافظات مشلولة اليد الا قليلا .


صحيح هناك ضعف في قدرة التحدي الخليجي على مواجهة التحدي الايراني لان دول الخليج فقدت الاسلحة التي تكبح جماح ايران وتعيدها الى حجمها وتوهمت ان الدبلوماسية تنفع مع ايران،هذا الغياب يعني عدم القدرة على ايقاف التطلعات غير المشروعة الايرانية التي تبرز على شكل الوان متعددة ومنها اللون الطائفي ، جعل ايران تنفلت من عقالها ،وتحرك بسرعة اطماعها القديمة فترسم الهلال الشيعي ، الذي يتكون منها ولبنان وسوريا والعراق ،وتفعّل خلاياها النائمة في البحرين ،وتقوم باسنادها ،وتتحرك للسيطرة على الشارع في الكويت ،وتنزل قواتها في الجزر الثلاث ولاجل ابراز الموضع وعرضه على ساحة الاحداث ، يقوم الرئيس الايراني بزيارة الجزر اضافة الى تصريحات القادة العسكريين حول الموضوع، ثم تشكل ميليشيا تحت يافطات جديدة في النجف غرضها الاساس اقتحام المنطقة الشرقية والسيطرة على السعودية ، وكانت قد حققت نجاحات بتحريك الحوثيين في اليمن واختبار قوتهم بالاصطدام مع القوات السعودية ، اضافة الى ما ترسمه وتعمل على زرعه في مصر وفي المغرب العربي .


هذه الرؤيا الايرانية غير مرتبطة باشخاص محددين،انما كل القيادات الايرانية الحاضرة او المعارضة تشترك او تتقيد بثوابت استراتيجية توسعية ،للدولة القومية التي تنحى منحى بناء دولة كقوة كبرى لا تنافسها دولة اقليمية اخرى ،ومن ثم اجبار المجتمع الدولي على الاعتراف بها .


ومن هنا يتبين ان مصير العرب على كف عفريت،بعد ان خسر العرب جهلا منهم السيف العربي – الجيش العراقي –وساهموا للاسف بتدميره حيث فتحوا ابواب بلدانهم امام الغزاة ،وساهموا بانجاح الغزو وتدمير العراق .


ولم يتنبهوا ولحد الان الى حجم الخطأ الذي ارتكبوه وكيفية معالجته.
ومن الاخطاء القاتلة ،انهم والى ايام قريبة يصرون على صحة مواقفهم في تهديم العراق ،مما جعلهم غير قادرين على المبادرة الى استيعاب الكفاءات العلمية التي شتتها الغزو ، ومن جاء معهم ،وهذه الجوقة التي جاءت ليست لها دراية بحاجة الدولة والادارة ، وتوهموا ان الوظيفة هي مجرد امتيازات وعناوين ، وكان من الطبيعي جدا ان يصرفوا على بند واحد 27 مليار دولار وهي الكهرباء دون ان ينفذ وللسنة التاسعة على التوالى.


فترك العرب الكفاءات العلمية ، والادارية وضباط الجيش والقدرة الجوية وضباط البحرية ، تلاحق وتقتل بدم بارد على ايادي عصابات تكونت وتدربت في بلدان عربية، وكان الاجهاز على هذه الكفاءات من قبل الفرس والصهاينة هو من اجل ان لا تبقى للعرب قوة يمكن ان تستعيد موقف العراق العربي المدافع عن القضايا العربية .


كان بامكان العرب ان يفعلوا اشياء يكفروا فيها عن ذنوبهم،لكن ذلك لم يفعلوه ،هم لم يعلموا ان الساتر الذي كان يمنع الفرس من التقدم لتنفيذ مشاريعه بتصدير الثورة، كان ليس صدام حسين رحمه الله على علو شانه وارتفاع منزلته وقدرته القيادية وعمق طروحاته الفكرية ،انما كل ما استطاعت العقول العراقية ان تنضحه في كل الميادين ،وفي مقدمتها الثروة العلمية الممثلة بالطاقات التي تركت تحت رحمة العدو .


هل ينتبه العرب ؟هل ينتبه العرب ؟
اللهم اشهد اننا صرخنا كثيرا وهذه اخر الصرخات لان قطار العرب لم يبقى منه شيىء كبير ليتكامل انحدارة في الوادي السحيق .


تسع سنوات والعراقيون يقاتلون ، قياداتهم معلومة ، العدو يعرفهم وايران تعرفهم ولا اذيع سرا ان قلت انها بعثت برسائل تحاول ان تتقرب اليهم لكنها تتحرك على اناس خبروا التعامل معها كثيرا .


والعرب غير قادرين على التحرر من الخوف ومواجهة قدرهم، وان يتجراوا على معاونة المقاومة العراقية بفتح مقر لهم في دولة عربية ، في الوقت الذي سمحوا به لعناصر حكومة افغانستان السابقة ان يفتحوا لهم مكاتب في دول عربية ، لم يتجراوا على فتح فضائية لنقل حقائق الارض العراقية وتبصير العراقيين بما وصلت اليه المقاومة وايضاح فساد المفسدين ،لم تتجرا دولة عربية على استخدام علاقاتها بتفعيل دور المنظمات الانسانية وفقا للقانون الدولي ونصرة الناس التي تتعايش مع الموت يوميا وتموت تحت سياط الجلادين في اقبية سجون الحكومة العميلة
كل ذلك عاون الفرس على ان يقتربوا من اهدافهم ،وها هي الشرقية قاب قوسين او ادنى ،وربما ستكون بعد ايام قصور الملوك والامراء غير امنه وستكون..


والحمد لله رب العالمين
 

 

 





الثلاثاء ١٢ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صادق احمد العيسى نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة