شبكة ذي قار
عـاجـل










إن سياسة إيران العدوانية تجـاه الشعب العربي و أقطاره ليست وليدة ظروف دولية حديثة بـل مُستلة من بطون التاريخ القديـم ، ونشأة بمراحلها التاريخية الثلاث ، من كورش قبل الميلاد بقرون (539 ق.م) وتعاونه مع اليهود ضد الحضارة البابلية كمرحلة اولى . ولم يكن الهجوم على بابل الحضارة أيضا وليد ساعة بل لتراكم حقدهم على نور الحضارة البابلية وتقدمها ورُقيها الانساني ، لأن منها بداء القلم يعرف طريقه والحق والعدل الاجتماعي تعلق في طيات قانون حمورابي وتنظيم الدولة والجيش وتعليم الحرف خلق مجتمع راق من بين نظيراتها من الحضارات الآخرى في ذلك الزمان . والمرحلة الثانية الكسروية الشعوبية الساسانية المجوسية المتعالية على أمة العرب وحاقدة على بلاد الرافدين عنوان الامة . بسقوط هذه المرحلة في معركة القادسية الاولى وحمل العرب الى بلاد فارس نور الهداية والدين السمح براية الأسلام الحنيف ودخول المجوس رهبة او ايمانا بالاسلام إلا إن جذوة المجوس لم تنطفئ في قلوب الكثير منهم ، فعاشوا بحلم أعادة أمجـاد كسرى وهم تحت ظل الاسلام مستغلين سماحة الدين في ( لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقـوى ). ومن هنــا بـدوا مرحلة تاريخية ثالثة فاصـلة متوُجة بالمد الصفوي وكرها لأمة العرب في لغتها ودينها وعاداتها وتاريخها .


لقد اعتمدت المرحلة الصفوية على حصان طروادة الفكري والاختلاف المذهبي بين المسلمين واستخدمت وسائل دينية لتمرير مشروعها الحُلم في أعادة أمجاد كسرى ونفخت بسموم المجوسية في مذهب آل البيت لجعله معول لضرب أمـة العرب متناسين عن عمد إن آل البيت عليهم السلام من بني هاشم من قريش عرب أقحاح هم منا ونحن منهم ، وحبهم فرض عين على كل مسلم وبغضهم يُخرج الانسان من دائرة الاسلام .


أن المذهبية والطائفية سلاحهم الأقوى الذي يستخدموه في حربهم ضد جوهرودرة الأسلام أمة العرب ، ومحقين في قناعتهم في ما إذا أوذي العرب تهدمت مقومات الدين وتحقق للمجوس ما يصبون أليــه في ثأرهم من العرب والاسـلام في حلم لن يتحقق ابدا إيمانا بقول الذي لا ينطق عن الهوى الهاشمي القرشي العربي محمد بن عبد الله صل الله عليه وسلم ( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعـده ) .


إن أطماع إيران في بلاد العرب جغرافية وأقتصادية وعقائدية مجوسية مهما اختلفت أسماء وعناوين قادة دولة فارس التي تتغير وفق تحديث الطموحات والمراحل السياسية التي تمر بها المنطقة .


فما على العرب إلا المواجهة القوميـة مع الفرس لاخراج قادة المجوس وخلاياهم النائمة والمستفيقة من حصان طروادة الطائفي الذي يحاصرونا فيه لتنفيذ أجندة قومية فارسية مجوسية قبل فتح أبواب مدن العرب لعبثهم . إن وقف المجادلة الطائفية بشكل تام مع الفرس يدفع بالصراع الى ساحته الحقيقية كصراع قومي وليس مذهبي وطائفي مقيت ويمنح العرب القدرة على إخماد نار الفتنة المجوسية التي يسعون لجذوها ليل نهار ويتبارى معهم ضيقي الافق في الفهم الديني والمنحرف وممتهني الاعلام المأجور بحجة الدفاع عن الدين ومرتزقة الصحافة والسياسة اللذين يقدمون الدعم الكبير للمشروع الفارسي بقصد او بدونه . إن الفرس يعملون لإستمالة بعض العرب على أساس طائفي ويعينهم بذلك فتاوا القرن الواحد والعشرين الساذجة وعلماء الانترنيت ومشايخ الغفلة من كل الطوائف الاسلامية دون تمييز . والذي يدفع بملايين العرب للتخندق خلف اسوار الطائفية لحماية انفسهم من شظايا الفتاوى والتصريحات الطائشة وتستثمر إيران كل هذا الزخم والتلاحم الطائفي لصالح مشروعها القومي الفارسي المجوسي الشعوبي الحاقد على أمة العرب ، وتجعل من العرب المتنافرين طائفيا فخار يكسر بعضه .


أن قومنـة الصـراع مع بلاد فارس هو الوسيلة الأنجع للتصدي لطموحاتهم العدوانية والطريقة المُثلى في رص صفوف الامـة لمواجهة طوفان فارس الذي يهدد شرق الامة وغربها وجنوبها والطامع في شمالها ومياهها ، غارق في الاستهانة بأمنها وكرامة شعبها ومرخصا دماء ابناء أمة العرب بحجة طائفية متعاونا مع بني صهيون لإلهاء الامة عن مقدساتها التي يستبيحها الكيان الصهيوني وشريكا مع شركات السلاح العالمية لامتصاص أموال العرب باستعراضه العسكري بين الحين والآخر على طريقة ( سبانغ بباي ) وتصريحاتهم الجوفاء العنجهية ضد دول الخليج العربي .


إن بعث الثقافة القومية بين شباب الامـة باعتبارها احد عوامل وحدة المصير والحفاظ على الهوية العربية للامة وكافة أقطارها ، يساهم بشكل فعـال في خلق فجـوة كبيرة بين أبـواق فارس وعقـول شبابنا ويفقد العدو الفارسي أهم ركائزه داخل البيت العربي . وإيران مدركة تمـاما لهذا الجانب لذا تحركت مسبقا لاحتواء أي نهضة قومية ، في شرائها ذمم بعض العناوين ممن يُحسبون أنهم قوميون عرب واستخدامهم كأداة للتصدي لأي مسار قومي حقيقي لمواجهته وذر الرماد في العيون لصالح العدو الفارسي بأسم الممانعة !! وهؤلاء أصبحوا بلا خجل وبلا حياء يسخرون جهدهم ضد الامة العربية ومستقبلها رغم افتضاح أسمائهم وهوياتهم .


لعل حجب الملايين من أبنـاء أمتنـا عن الاحتواء الفارسي تحت أي ذريعة يستحق من الامة بذل الجهد الصادق بخلق مناخ فكري قومي فعال يهدف لارساء قواعد العدل الاجتماعي وثقافة المصير المشترك لابناء القطر الواحد والتكامل البنوية للامة العربية لمنع الطامعين من تحقيق أهدافهم الخبيثة .


نكرر ما أوردناه سالفا من ضرورات تطوير العمل القومي العربي المشترك الفعال بدعم المقاومة العراقية وقواها الخيرة المناهضة للمشروع الفارسي ودعم الاشقاء الابطال في الاحواز المحتلة والدعوة لعقد مؤتمر قومي عربي عام لجميع الفعاليات القومية والاتحادات تحت شعار ،، لنتصدى معا للاعتداءات الفارسية على الامة العربية ،، أو أي شعار يضمن وضوح التصدي للعنجهية الفارسية ضد أمتنا وأمن أقطارها ومستقبل أبنائها . والاستفادة من دروس التاريخ القريب في كيفية إدارة العراق معركة القادسية الثانية وتحقيق النصر بشقيه العسكري والفكري على بلاد فارس .


إذا أردنـا الدفـاع عن أمتنـا فلنبتعد عن التفسير الطائفي للمواجهات التي تحدث وستحدث عن قريب بين الامـة العربية وبلاد فارس ونتمسـك بقومنـة الصـراع حتى نحـرم أحفاد كسرى من الادوات الطائفية ونجفف لهم منابع الوهم الطائفـي .

• * قم أبيب : تعبير عن التعاون الصهيوفارسي ضد أمتنا من كورش حتى اليوم .

 

 





الاثنين ١١ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة