شبكة ذي قار
عـاجـل










السلام على من اتبع الهدى :
في قاموس السياسة : أنت وما يسمى تيارك ولدتم من بطن الاحتلال والدماء التي نزفت مرافقة لولادتكم لم تكن لا من بطن الاحتلال ولا من كرش ساقه بل من جماجم ورقاب وصدور ملايين العراقيين ..إنها دماء سالت من جبهة العراق الجريح وانتم لعقتموها بألسنتكم لتتحولوا إلى ذئاب كانت تتخفى في دهاليز الظلمة وانطلقت بكل مقاييس وسمات وحش مستهتر طائش جبان تحركه عوامل الحقد الأسود والضغائن المنكرة وهوى النفوس الموتورة.


في مفهوم السياسة انتم ولادة منغولية ( مثلما هي هيئتكم ) في زمن حرام ومنكر وملعون لأنكم انطلقتم من بين ركام دمار العراق وخرابه وفي لحظات كان يعاني فيها من سكرات الموت تحت وابل حمم نيران الغدر التي طالته من تحالف أميركا وإيران وبريطانيا ومعهم عشرات الدول الغازية كل لغرض في نفسه وكلها أغراض تتنفس عفن التاريخ ووحشية الجشع وإجرام المرتزقة.


في شهري نيسان و مايس عام 2003 , كانت الأجواء التي تغطي جغرافية العراق دموية حجبت فيها الأفق من كل الجهات بأتربة حمراء لم يشهد لها تاريخ العراق مثيل حتى ظن أهل العراق في جلهم أن السماء تبكي دماً حزناً على ما أصاب العراق عموما وعلى ما أصاب مراقده ومدنه المقدسة خصوصا من عدوان غاشم ، ولما تدنست به قدسيتها من نجاسة اليهود والكفرة الغزاة . وفي هذه الأجواء بانت بضعة خيول يركبها ملثمون مكللون بالسواد قيل للعراقيين الذين وقعت عليهم أعينهم : هؤلاء ( جيش المهدي وتيار مقتدى الصدر ) . فصعق من صعق وأصابت الغيبوبة من أصابت وانطلق قمقم الجهل عند الرعاع في لحظات الاندهاش : أن يظهر جيش الغائب ( عجل الله فرجه ) تحت حماية دبابات اليهود والكفرة الغزاة .. بل إن الدهشة قد عقدت ألسن الكثيرين منا نحن أبناء كربلاء الحسين بن عبد الله ( عليه السلام ) ، الثائر الخالد ، حين سمعنا بعض جنود المارينز يمازحونك أنت ورجالك بقول يردده بعض حثالات مجتمعنا: ( اشطح شيشة مالك عيشه ) .


إذن , أنت يا مقتدى وتيارك قد أعلنتم عن هويتكم السياسية وبدأتم ممارسة السياسة بتوجيه من إيران ، وتحت حراب الاحتلال وبرضاه وموافقته وتبريكاته ودعمه .وقد حاولتم والحق يقال أن تتبرعموا فورا لتعطوا لبعض مجاميعكم مسميات ( جهادية ) سلحتها ودربتها إيران وعاونها حزبها اللبناني المسمى ب ( حزب الله ) بتوافق ورضا تام من الغزاة الأمريكان لتشكل إما لتنظيمات قاعدة من نوع جديد لا تمت لابن لادن بصلة بل إنها خامنئية الهوى والارتباط ، أو مجاميع تحمل كل سمات الباطنية الفارسية تخدع العراقيين بأنها ضد الاحتلال لتعطيكم صفات ليست فيكم ولا انتم أهل لها .


دعني أذكركم أيضا بحقيقة توقف عندها كثيرون في أيام ظهوركم الأولى ولكن الظروف الاستثنائية قد غطتها .. تلك هي أن الفترة الزمنية الفاصلة بينكم وبين معارك كربلاء والنجف التي نسبتموها لأنفسكم لم تتجاوز أياما معدودة : أي أنها لم تكن كافية لتدريب ميليشيا المهدي بالأسلحة المتوسطة وخاصة القاذفات التي استخدمت بكثافة, ولا بقدرات قيادية عسكرية لضباط ومحترفي قتال . بكلمة واحدة مباشرة سيد مقتدى إن من قاتل الأمريكان في كربلاء والنجف هم رجال محترفون ومدربون على حرب المدن ولا يمكن أن يكونوا إلا مجاميع من جيش القدس العراقي وفدائيو صدام الذين وجدوا فرصة لقنال الأمريكان ولم يهملوها حتى إذا لم تعرف هويتهم لأن هدفهم مقاتلة المحتل والجهاد في سبيل الله . ولا أظنكم ( مقتدى ) لا تعرفون هذه الحقيقة وهي تدور على ألسن كل العراقيين وبخاصة أبناء الفرات الأوسط وقد حاولتم مراراً أن تنفوا عنكم هذه التهمة الغليظة لكنكم لم ولن توفقوا فتياركم بكل تشكيلاته المدنية والعسكرية لا يمكن أن ينجز مثل ذلك القتال الملحمي كوننا نعرف من هم الذين يمثلونه من الذين رفضهم المجتمع الذين يسمون في الشارع العراقي ب ( المكبسلين ) ، لكن رجال البعث والدولة العراقية الوطنية التي شاركتم أميركا وبريطانيا وإيران بذبحها هم الذين قاتلوا ، والشمس لا يمكن أن تغطى بغربال .


هذه الحقيقة يا مقتدى معناها إن أي فعل ايجابي نسبتموه لأنفسكم هو ليس لكم فانتم لا أهل ولا مؤهلين له لأنه صعب جدا عليكم وقاماتكم اقصر من أن تطاله , أما القتل والتصفيات وأعمال العصابات المهينة في سرقة البيوت الآمنة ومداهمة الغوائل الشريفة المحصنة بعز الأنفس والكرامة فنحن نشهد إنكم قد مارستموها على أفضل وجه وكانت الأموال تغدق عليكم من إيران وعملائها في الداخل كتمويل لعملياتكم القذرة . هذا ليس قولنا يا مقتدى بل هو قول كل أهالي كربلاء التابعين بذل لمرجعية علي السيستاني التي تمقتكم لا لأنكم قتلة وسراق وحشاشة ، ولكن لأنكم حاولتم الاستيلاء على احد مصادر غناها ألا وهي مراقد مدينة كربلاء.


ولكي أبرهن لكم إني أعرفكم عز المعرفة دعني أقدم لكم برهان آخر على عجزكم الذي لا يتماها مع معارك كربلاء والنجف التاريخية وهو فشلكم وانهزامكم المخزي أمام قوة صغيرة في كربلاء تقوم بحماية مراقدها لصالح السيستاني ، والسبب في ذلك هو أن البعثيين والفدائيين وجيش القدس لم يساعدوكم في هذه المواجهة الخسيسة بين طرفين يتاجران بالدين وباسم الحسين عليه السلام وهم انتم وجماعة السيستاني ولا أظنك أنت وجيشك قد نسيتم الحصار الذليل الذي حاصروكم فيه في جامع المخيم وجعلوكم تنوحون كما النسوان المفجوعه.


لقد استغليتم يا مقتدى شيء واهم على أساس إن تياركم تشكل من داخل العراق -- والبسطاء من الناس لا يدرون أن تشكيله جاء من خارج العراق ، وإيران هي الموجه والداعم -- . وكان ذلك في وقت كانت ردود أفعال العراقيين قاسية على من دخلوا مع الاحتلال قردة خاسئين. واليقين إن التنافس بينكم وبين المجلس ألحكيمي والدعوة الإيرانية والآخرين القادمين من إيران وبذور الخلاف الباطن والظاهر تتمحور حول هذه النقطة لان الداخلين مع الغزاة يرون فيكم وبتياركم قوة جذب سحبت بعيدا عنهم جل الناس المهيئين سلفا للانضمام إلى حقبة الغزو والمهيئين للاستفادة من خصائصها القذرة. وستبقى هذه الخلافات حتى تحين لهم فرصة تصفيتك لتلحق بوالدك بغض النظر عن حقيقة مواقفك ولا ثقل تيارك الشعبي المظهري على الأقل. وسيرمون جثتك في باب احد بيوت العراقيين الشرفاء ليتهموه بذبحك .


على أية حال .. لنرجع إلى المهم ... فالمهم انك وتيارك صرت جزءا من العملية السياسية في شهورها الأولى وهذه الصيرورة تجعلك من وجهة نظر السياسة وسياسي العالم قاطبة دون استثناء جزءا من عجلة الاحتلال بدءا وانتهاء سواء ادعيت أنت ومن يلعب في ثنايا تيارك عكس ذلك أو لم تدعي وفي الوقت نفسه تجعلك مسئولا أمام الله وشعب العراق وأمة العرب وأمة الإسلام كلها بما يأتي من الأمور:


1- انك غادر متقلب لا أمان لك . فلقد غدرت بمن أوهمتهم بأنك معهم في موضوع تولي نوري المالكي فترة رئاسة حكومة ثانية بعد الانتخابات الباطلة الأخيرة. خذلت الجميع في اللحظات الأخيرة ولا يوجد احد لا يدينك في تصرفك الغادر هذا ممن ائتمنوك حتى اقرب المقربين منك ومنهم من أعلن عن شق عصى الطاعة عنك وعن تيارك بسبب موقفك الذي يقتنع كل الناس ويصرحون سرا وعلنا بأنه ليس قرارك بل جاءك بصيغة أمر غير قابل للنقاش من سيدك ألقمي كاظم الشيرازي ( الحائري ) الإيراني الفارسي .


2- تكرر غدرك بأبناء تيارك وجيشك حين تصالحت مع المالكي الذي ذبحهم في البصرة وذي قار وناصرت المالكي في موضوع سرقة نتائج الانتخابات الباطلة لصالح حزب الدعوة الفارسي وفي التنكر لدماء رجال تدعي أنهم من جيش تقوده .


3- تكرر غدرك واهتزت صورتك في أذهان جل المنتمين لتيارك بعد أن خنعت لأوامر سيدك كاظم الشيرازي التي فرضت عليك خذلان من أظهرت لهم استعدادك للمضي قدما في شراكتهم لسحب الثقة من المجرم السفاح نوري المالكي.


4- أنت وتيارك مدان قطعا بسفك دماء مئات الآلاف من العراقيين في حربكم الطائفية القذرة عام 2007.


5- أنت مدان في مضيك قدما في الانضواء تحت خيمة العملية السياسية الاحتلالية رغم اعترافك أنت وزعماء القتل في تيارك بأنكم عاجزين عن تحقيق أهداف الخديعة التي ترفعونها وتضحكون بها على ذقون الجهلة وحثالات المجتمع في مدينة الثورة والنجف وكربلاء وغيرها من مدن العراق التي لكم فيها بضعة مئات من المؤيدين الانتهازيين النفعيين. فانتم عجزتم عن إيقاف عجلة الفساد التي تلتهم العراق إداريا وماليا .. وعجزتم عن تطوير الخدمات فشعبنا بلا ماء ولا كهرباء رغم مليارات الدولارات التي وظفت للخدمات ونهبها أعوانك وباقي شلة ما يسمى بالائتلاف الشيعي .


انتم مدانون في عجزكم عن تحشيد الشارع الذي تدعون بأنه يناصركم للوقوف بوجه اتفاقية الإذعان وبقاءكم في البرلمان الذي اقرها يعني أما جبنكم أو رضاكم الضمني عنها رغم تشدقكم بالعكس من ذلك . وانتم مدانون بالولاء المطلق لأجندة مرجعكم الشيرازي القاطن في قم الإيرانية والحامل لأبشع وجه من وجوه التماهي والرضا عن احتلال العراق من قبل إيران تحت لافتات شيعية مزورة يرفضها كل شعبنا المتمسك بوطنيته والرافض للطائفية البغيضة ولسياستكم التي تضعها فوق الوطن والأمة. أنت يا مقتدى وتيارك أهم مطرقة إيرانية تقرع رؤوس شعبنا من بغداد إلى البصرة مثلما أنت أهم ذراع من اذرع توطين الاحتلال الأمريكي وتوطين نتائجه في العراق .


نقولها لك أنت ومرجعك الشيرازي كاظم ومن معكم ، إن العراق العظيم وشعبه يعرف إنكم عملاء وخونة لقضية العراق ومسئولين مباشرة عن دماءه التي سالت ومعاناة أبناءه التي طالت وأمواله وثرواته التي نهبت وعن إيغال الطائفية في تمزيقه وتدميره أرضاً وشعباً . والعراق وشعبه يعرف إن العراق لا يمكن أن يحكم بفتاوى الأعجمي كاظم الشيرازي مثلما نعرف انك وهو وتيارك لا تعدون أن تكونوا سوى أدوات في يد المحتل الأمريكي والإيراني ، وعليه فان دوركم وقوتكم وحضوركم يتضاءل وسيختفي مع لحظة إعلان ثورة العراق الشاملة. وستكون يا مقتدى أنت وتيارك الخاسر الأكبر ولعلك ستهربك المخابرات الإيرانية إلى قم لكن من خدعتهم سيظلون تحت طائلة حساب شعبنا لذلك وجب علينا تحذيرهم طبقا لشرع الله ووصايا الإسلام الحنيف ..

 

 





الخميس ٢٢ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب حسين الكربلائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة