شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
 ( إنما المؤمنون الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وإذا تليت عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ )
صدق الله العلي العظيم


القائد المجاهد المؤمن شيخ الجهاد والمجاهدين عزة إبراهيم الأمين العام للحزب والقائد الأعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني ( حفظكم الله ورعاكم )

 


تحية العهد والولاء والإيمان والجهاد والتحرير والنصر ..
من كربلاء مدينة سيد الشهداء الامام الحسين بن علي بن ابي طالب ( عليهما السلام ) ، ومن الأرض التي شهدت ملحمة الاباء وتجسدت على ثراها أنبل المواقف الانسانية واسماها، وخالطت تربتها اطهر الدماء وأزكاها، وبفضلها اصبحت كربلاء نقطة تحول مهمة في تاريخ المسلمين ونقطة انطلاق ومشعلا يضيء درب الثوار والأحرار، وباعتزاز وسرور يشرفني ويسعدني ان اتقدم لسيادتكم باسمي ونيابة عن المجاهدين فرسان البعث الشجعان الرفاق الاوفياء من تنظيمات حزب الرسالة الخالدة في تنظيمات محافظة كربلاء وجموع الزائرين الذين قدموا لتأدية مراسيم زيارة النصف من شعبان، نتقدم بهذه المناسبة لأبي المجاهدين والمقاومين والمناضلين رافع راية الجهاد راية التحرير والاستقلال عزة إبراهيم بعهد حب وولاء لحنكته وخبرته ورمزيته التي بفضلها تجسدت وحدة العراق أرضا وشعبا.


إنه عهدا ثابتا راسخا في الوجدان والضمائر، فصاحب القيم والمبادئ لا ينكث وعده، وذو المروءة لا ينقض عهده، كما ان ذي الشهامة لا يتهرب من وعد يقطعه، ولذلك خلد الله تعالى الوفاء كصفة حميدة ( الوفاء بالوعد والعهد ) عند نبيه اسماعيل ( عليه السلام ) بقوله تعالى }وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً{ / سورة مريم: 54 / ومن صفات النبي إسماعيل ( عليه السلام ) بأنه كان صادق الوعد، وصدق الوعد صفة كل نبي وكل صالح, فلا بد أن هذه الصفة كانت بارزة فيه بدرجة تستدعي إبرازها والتنويه بها بشكل خاص ليتعلمها بني البشر، ويتخذون من النبي قدوة واسوة في التحلي بها كواحدة من اعظم المناقب التي يجب ان يتصف بها المؤمن، فالوفاء بالعهد دين ومسؤولية.


سيدي يا سيف العراق ودرعه المتين وسوره الأمين ..

بقلوب صافية مفعمة بالأيمان ونوايا تبعث في النفوس الأمل والقوة والعزم تؤدي جموع الزائرين مراسيم زيارة النصف من شعبان وهي مجتمعة على محبة العراق، وتنهل من هذه الأرض المعطاء معنى الثورة والاستشهاد والإباء، فساحة كربلاء ساحة غنية بالثقافة والمفاهيم والأخلاق والقوة والإيمان والصمود، وتمثل قيمة تاريخية وحضارية كونية.


وحين كان البعث والحكومة الشرعية ترعى مثل هذه المناسبات كانت تتجه وتنطلق من موروثها الايماني ونواياها الصادقة، ولم يكن غريبا إصدار التعليمات للأجهزة الأمنية والحزبية والدوائر بالعمل على تذليل الصعوبات وتوفير المستلزمات الضرورية، ومنها توفير الطاقة الكهربائية للمحافظة بشكل مستمر ودون انقطاع، وتسخير أسطول وزارة النقل والمواصلات لنقل الزائرين مجانا من والى المحافظة، مع السهر لتأمين الحماية للزائرين من بيوتهم والى المدينة ذهابا وإيابا، فكانت المحافظة تنعم بالأمن والأمان طيلة أيام السنة، والجميع يذكر حينما استثنت محافظة كربلاء وفي أصعب الظروف من قيود الصرف أثناء فترة الحصار الاقتصادي الجائر من اجل إظهار هذه المدينة بأجمل صورها وبما يليق بمكانتها الدينية.


تم ذلك انطلاقا من القناعة بان تلك الزيارات ما هي إلا تظاهرات ذات معاني ومواقف تؤكد على الصمود والمقاومة ورفض الذلّ والتبعية، وعلى اعتبار انها رسالة للوقوف الى جانب الحق، ولتفهمها أن الإمام الحسين ( عليه السلام ) مدرسة تجسّد الميراث المعرفي والحضاري والعبادي والاخلاقي والجهادي ونشر الثقافة الربانية في الأرض وإصلاح النفس.


ان هذا الميراث العظيم ورثناه من سلفنا الصالح جيلا بعد جيل، فقاد ذلك الى ان تتحول هذه المسلمات في قلوب المؤمنين إلى عمل وحركة وسعي وثورة لإزالة الاحتلال ومخلفاته، ومن بين مخلفاته هؤلاء الأدعياء ثلة المزايدين من الشراذم الفاسقة التي تتستر بالدين وتراه مصدر كسب مادي لا روحي، فقد تسببوا بالمعاناة ليسجل بلد الرافدين رقما غير مسبوقا في أعداد الشهداء والأيتام والأرامل والسجناء والمعذّبين والمضطهدين في السجون والمستضعفين والمنكوبين إلى اليوم، وقاد ذلك الى خطرٌ كبير على عقائد الناس من خلال تعمد ممارسة التضليل والانحراف وتسخير الدين للمكاسب الذاتية الأنانية، واعتباره عنوانا للدعاية الشخصية والحزبية والفئوية، هؤلاء هم أعداء الإسلام لكونهم يتخذون من المناسبات الدينية غطاء لممارساتهم البعيدة عن تعاليم الدين، إنهم يرون في الزيارات مصدرا للتكسب والتزلف، من خلال عسكرة الزيارة وقطع الطرق وتحويل المدينة إلى ثكنة عسكرية وحواجز أمنية واختناقات مرورية قادت إلى عرقلة الحياة بكل جوانبها، حيث الآلاف من السيارات العسكرية والمروحيات وعشرات الآلاف من الميليشيات القذرة وكأننا في ساحة حرب، ورغم كل ذلك حدث وكما يحدث في كل مرة اختراقات أمنية وتفجيرات تستهدف حياة الأبرياء، وهي في حقيقتها تفجيرات مصطنعه ذات أبعاد وغايات سياسية، وهم يعلمون علم اليقين ان طغاة الأرض جميعاً لا يستطيعون إذلال هذا الشعب وإرغامه على الرضوخ مهما فعلوا وتفرعنوا.


سيدي الرئيس القائد ( حفظكم الله ورعاكم ) ..

اليوم عملية التنصل عن المبادئ السامية مستمرة، فقد تم الانحراف بها بعيدا عن المعنى الرسالي ودلالات ومعاني الشريعة الإسلامية باعتبارها شريعة تطبيقية تهدف لغايات عليا تتمثل في تحقيق سعادة الإنسان وتنظيم علاقاته بالخالق، لا أن يتم تحريفها والتعامل معها بالأهواء السياسية مما يبعد المجتمعات عن الاستفادة منها بعد أن تم الانحراف بالأمة بعيدا عن المسار لتتحول هذه القيم إلى مجرد صراع سلطوي يقود إلى سلب الأمة إرادتها في تحقيق الغايات المرجوة، إلا أن شعبنا الصامد الصابر سرعان ما اكتشف تلاعب هؤلاء الدخلاء فعملوا على نصرة المؤمنين وفضح المتربصين.


ليس من باب المقارنة لان الحال لا يقارن، يستذكر العراقيين والزائرين تحديدا اهتمام قيادة الحزب والثورة بمحافظة كربلاء، وعلى مدى ( 35 ) عاما من اجل إظهارها بما يليق ومكانتها الدينية والتاريخية، فكان من بين أهم القرارات منع بناء العمارات السكنية في مركز المدينة بارتفاعات تزيد عن ارتفاع قباب ومنائر الإمام الحسين وأخيه العباس ( عليهما السلام ) ، إدراكا منها للأهمية الدينية والإنسانية، ولتسهيل إمكانية رؤيتها من أماكن بعيدة وفق خطط علمية وهندسية وفنية مدروسة، وبعد الاحتلال البغيض تحكم بالمدينة أراذل القوم من الدخلاء، وأطلقوا العنان لكل من يريد ان يبني وفق ما يشاء من ارتفاع، لذا أصبحت اليوم مدينة كربلاء مدينة عشوائية ليس فيها طراز أو ضوابط وحجبت الرؤيا من أقرب نقطة، ليس حبا في شيء بل انتقاما وتشويها لقرار حكومتنا الرشيدة مما قاد إلى احتجاجات متواصلة واعتراضات أثبتت صدق نوايا حكومتنا الشرعية وخبث وتدليس الحكومات التي نصبها الاحتلال.


سيدي يا مثابة الاحرار ..

كربلاء وشعبها العربي الأصيل من المحافظات الوفية التي تقدر عاليا معنى الوفاء والوعود والمواثيق، وهي مؤمنة بصدق العهود والوعود، وشعب كربلاء يتذكر ويشهد لله وللتاريخ وللأجيال ماذا تمثل كربلاء وأهلها وماذا يمثل تاريخها لديكم، فلا غرابة أن نتلقى بين الحين والآخر رسائل وتوجيهات جل ما تحتويه تلك النسمات والنفحات الايمانية التي تنبع من هدى فكركم ورؤيتكم وموقفكم منها، ومن تاريخها، ويسرنا القول ان ما ترسله وما تكتبه عن سيد شباب أهل الجنة الامام الحسين ( عليه السلام ) هو نشر للثقافة الدينية في الأرض وإصلاح وتهذيب للنفس، مع ضرورة اقتداء المجتمع بما يتحلى به من مناقب ومآثر وعبر، وما يمثله للعرب والمسلمين وللإنسانية، فان كلامكم عنه نفتخر ونتباهى به، ولكونه ليس كلام قائد بعثي فحسب، بل هو كلام قائد شعب ومسيرة، ويمثل فكر ومنهج، نرى أن من حق الجميع دون استثناء ان يفهمه ويتمعن ويتعمق بمعانيه ودلالاته، فلنحفظ في أنفسنا ومجتمعنا وأهلينا هذا الميراث العظيم الذي ورثناه من سلفنا الصالح جيلا بعد جيل، ولتتحول هذه المسلمات في قلوب المؤمنين إلى عمل وحركة وسعي وثورة لإزالة الاحتلال ومخلفاته، لذا قررنا في تنظيمات الحزب في محافظة كربلاء أن لا يقتصر تعميم تلك الرسائل والتوجيهات على التنظيم الحزبي فقط، وإنما يطلع عليه وجهاء ومواطنين وشباب وشيوخ أوفياء، لكوننا نفهم تأثيره في المجتمع الكربلائي بشكل خاص، ولا نخفيك القول ان ردود الأفعال تفرحنا رغم انها لم تفاجئنا لأننا نعرف شعبنا ونعيش في وسطه ونفهم ما يريد، خاصة إذا كان القلم والدم والنبض الذي يكتب عن بطولة سيد الشهداء عربي صافي العروبة، ومسلم صادق الإسلام.


وتأسيسا على ذلك، أنقل لكم تحيات وشوق كربلاء الوفية، ونشهد الله اننا رفاقك وأبنائك أصحاب الهامات العالية التي لا تنحني لغير بارئها، سنبقى في درب الجهاد سائرون، وعلى العهد ماضون، وسنكون كما عهدتنا بواسل في الميدان، أمناء على المبادئ، ونكرر العهد الامين والوعد المخلص ان نبقى السيف البتار لقطع دابر وأحلام المحتلين والغزاة الامريكان والصهاينة والصفويين، وسيبقى اسم كربلاء كابوسا يجثم على صدور الطغاة والظالمين في كل العصور.


إنه عهدا أمام الله والتاريخ وأمامكم بالجود بالنفس والمال لإعلاء راية الحق والثبات على الموقف الاصيل والى ان يتحقق النصر الناجز، وسيقارع أبنائكم ورفاقكم كل غازي وكل محتل وكل غريب لقيط ذليل يحاول النيل من ارادة العراق وشعبه العظيم، وستبقى محافظتنا بإذن الله كما عهدتموها وفية لقيم ومبادئ البعث الرسالي، ولن تحيد عن خطها الجهادي الذي قدمت في سبيله الغالي والنفيس ونحن على يقين تام بقدرتنا على قطع كل يد مجوسية صفوية فارسية وصهيونية امريكية حاقدة تمتد الى ارض العراق وشرفه وكرامته، وسيكتب لأبنائكم ورفاقكم في سفر التاريخ قصة جديدة عن الجهاد والدفاع عن قيم الشرف والعدل والإنصاف والحرية.


نعم إنه عهد نقطعه لمن شمخت به نفوسنا، وعلت به هممنا، ورفعت به قاماتنا، لفقير المال وغني القيم، القائد اليعربي عزة إبراهيم بالعطاء دون حدود، وبالعزيمة التي لن تضعف، والقوى التي لن تخار، وسنعمل بما نستطيع لتعميق وهن العدو، وكشف زيفه وحتى يأتي وعد الله، ويقينا نحن اليوم أفضل حالا، وأوضح رؤية، وأكثر رسوخا وثباتا، والله تعالى احكم وأعلم بان هؤلاء الاقزام سيرون من فرسان البعث صلابة وقوة تعيد من فقد عقله الى صوابه، ومن زل عن الطريق الى طريق الحق، وسيشهد ويسجل التاريخ لكل الخيرين عظم تضحياتهم التي قدمت وستقدم من قبل ابنائكم الاوفياء في سبيل اعلاء راية الحق والحرية والتحرير..


دمتم سيدي القائد بأمن وآمان وبحفظ الرحمن ورعايته، إنه على كل شي قدير..وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..



الرفيق
مسؤول تنظيمات محافظة كربلاء
لحزب البعث العربي الاشتراكي وجموع الزائرين في محافظة كربلاء
 ٠٥ / تمــوز / ٢٠١٢ م

١٥ شعبــان ١٤٣٣ هـ

 

 





الجمعة ١٦ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق مسؤول تنظيمات محافظة كربلاء وجموع الزائرين نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة