شبكة ذي قار
عـاجـل










تصاعدت حمى التهديدات المتقابلة بين أمريكا وإسرائيل والغرب من جهة وبين إيران من جهة ثانية بسبب برنامجها النووي المثير للجدل والخطورة على امن المنطقة والعالم، في أعقاب تنفيذ الاتحاد الأوروبي حظر استيراد النفط الإيراني إلى أوروبا،بشكل متسارع وخطير ينذر بعواقب وخيمة جدا على منطقة الشرق الأوسط برمته، وهو بمثابة إعلان حرب عالمية ثالثة في المنطقة والعالم،بحيث يكون في الطرف المقابل لأمريكا الصين وروسيا القيصرية،وهنا تكمن خطورة الوضع الكارثي الذي ينتظر المنطقة العربية ،لأنها ستكون ساحة الحرب وبؤرة الدمار،ولكي نضع القارئ في قلب الحدث نشير إلى أن الاستحضارات الأمريكية من بوارج حربية وطائرات حديثة وصواريخ فتاكة متطورة وتحشيد جيوش جرارة في الخليج العربي وتكديس السلاح في القواعد الأمريكية في البحرين وقطر والكويت يرافقها مناورات عسكرية أمريكية وغربية في أكثر من مكان من العالم ،ويقابلها تصريحات وتهديدات بغلق مضيق هرمز ومناورات واستحضارات إيرانية علنية ،ما هو إلا إعلان حرب حقيقية في المنطقة،إذن نحن أمام سيناريو يختلف عن ما حدث في العراق وافغانستان وليبيا من احتلال مباشر وتدمير هذه الدول، بإشراف مجلس الأمن الدولي ومباركته وكذلك الأمم المتحدة ومباركتها لهذا العدوان والغزو ،لسعة هذه الحرب وقوة تأثيراتها التدميرية على المنطقة ودولها ،وصولا إلى تفتيتها وتقسيمها على أسس طائفية وعرقية واثنيه وقومية لإقامة مشروع الشرق الأوسط الكبير،وهذا اخطر ما في هذه الحرب العالمية ،هذه اللحظة التاريخية الحرجة التي تمر بها المنطقة أفرزتها عوامل إستراتيجية عالمية هي غياب القطب الآخر وتفرد أمريكا واستخفافها بحياة ومستقبل الشعوب المتطلعة نحو الاستقلال والحرية، والهيمنة الامبريالية العالمية التي تقودها أمريكا وإسرائيل ،وغياب التوازن الدولي لمواجهة هذه الهيمنة الاستعمارية الجديدة،وتفتت القرار العربي وضعفه وتخاذل بعض الحكام العرب أمام القوة العظمى أمريكا ،خاصة بعد إخراج العراق من ساحة التوازن في المنطقة واحتلاله وتدمير جيشه ودولته وقتل وتهجير الملايين من أبنائه،لذلك ظهرت حالة الضعف والانهيار والتخاذل على النظام العربي إزاء التحولات السياسية في المنطقة العربية،

 

فصار البعض يسمي هذه التحولات بالربيع العربي،وهي في الحقيقة لا ربيع ولا عربي،وأمامنا تجربة اليمن وتونس ومصر وليبيا والآن ما يحدث في سورية،فهو نتاج الفوضى الخلاقة الأمريكية، وإلا ما معنى أن يقتل نصف الشعب ويهجر النصف الآخر وتدمر البنية التحتية للدولة لكي تتسلط على بقية الشعب حفنة تدفعها مصالحها ومصالح أحزابها للحكم والسلطة،تاركة الشعب في أجواء الحرمان والجوع والعوز والاقتتال الطائفي والعرقي ، نحن مع الشعوب التي تقرر مصيرها بيدها دون الاستقواء لا بأمريكا ولا بالغرب والأجنبي ،وهذا حق مشروع للحرية والاستقلال وتقرير المصير للتخلص من الاستبداد والدكتاتورية ،

 

أن طبول الحرب تدق بقوة في الخليج العربي وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانفجار ضد إيران النووية والتي أعلن حكامها بالرد المدمر على جميع الأهداف العسكرية في الخليج بأسرع ما تتصور أمريكا وحلفاؤها لا بل ستمحو إسرائيل من الخارطة كما صرح الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد،ولكن الغرب وأمريكا هل سيمكنان إيران من تحقيق هذا الهدف الأبله الساذج لنجاد ورهط ملالي طهران ،وهل أمريكا والغرب غافلان عما تفعله إيران طوال سني التحضيرات للحرب وإكمال مفاعلها النووي العسكري،كل المؤشرات والتحليلات تؤكد أن أمريكا والغرب قد أعدا العدة لما هو قادم مع إيران ،فالمعاهد العسكرية للبحوث والتقارير الدولية تؤكد إن أمريكا قد صنعت سلاحا حديثا تدميريا خاصا بالمفاعلات النووية الإيرانية من طائرات وصواريخ اختراقية عالية الدقة والتصويب ضد الأهداف الإيرانية والتي أعلنت أمريكا عددها بالعشرة آلاف هدفا عسكريا في الساعة الأولى للضربة العسكرية،شملت الأهداف أيضا المواقع الحساسة ومعسكرات الحرس الثوري ومراكز القيادة العسكرية والمواقع الإستراتيجية الأخرى،إذن هذه الحرب ليست تقليدية بمفهوم الحرب وإنما حرب استباقية شاملة وخاطفة،وقد سربت بعض الجهات الإسرائيلية والأمريكية أن ساعة الصفر قد تم تحديدها في البنتاغون الأمريكية بالاتفاق مع دول المنطقة التي أبدت تخوفها من البرنامج النووي الإيراني وقد وفرت التعاون اللوجستي للقوات الأمريكي-الصهيونية كما حصل في السيناريو العراقي بالضبط،ورب سائل يسألنا لماذا هذا التداخل في الرؤى حيال التحالف الأمريكي –الإيراني في العراق وإعلان الحرب الأمريكية على إيران ،

 

نقول إنها لعبة الكبار التي تفرضها المصالح العليا للدول ، وتلاقي مصالح أمريكا وإيران في العراق جعلهما يتحالفان ضد ( النظام العراقي السابق ) ، فلا عجب أن تفترق بافتراق وتتضاد بافتراق المصالح ،أليس شعار الكبار أن لا توجد عداوات دائمة وإنما مصالح دائمة وهذا هو الجواب على تلاقي وافتراق أمريكا وإيران في المنطقة والعالم،وهو ما نشهده الآن من خلاف استراتيجي بين أمريكا في القضية السورية حيث تقاتل إيران مع سورية ضد أمريكا وحلفائها الذين يريدون إسقاط النظام السوري بأي ثمن حتى وان كان باهظا كما حصل لهم في العراق فماذا نسمي هذا الخلاف الأمريكي – الإيراني ، إنها المصالح ولا غيرها... طبول الحرب تدق في الخليج العربي ، ولا احد يستطيع إسكاتها أبدا ....

 

 





الخميس ١٥ شعبــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة